تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الله أول بصفاته لم يزل ولا يزال متصفا بها سبحانه وتعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2024
    المشاركات
    55

    افتراضي الله أول بصفاته لم يزل ولا يزال متصفا بها سبحانه وتعالى

    الدليل على أزلية الله تعالى من القرآن


    السؤال

    أريد دليلا من القرآن على أن الله أزلي لا بداية له ، أعلم أن مسألة أزلية الله أمر بديهي ونستطيع أن نستنتج ذلك باستعمال عقولنا ، ولكن هل يعقل أن لا يذكر الله هذه الصفة و لو لمرة واحدة فقط في القرآن بشكل صريح وواضح ؛ ليؤكد لنا أنه فعلا أزلي ؟
    الجواب
    الحمد لله.



    الأزلي هو الذي لا بداية له، فلم يُسبق بعدم، أي ليس مخلوقا.
    قال في تاج العروس (27/442): " أَزلِيٌ: مَنْسوبٌ إِلى الأَزَلِ ، وهو ما ليسَ بمَسبُوقٍ بالعَدَم . والمَوْجُودُ ثلاثةُ أَقْسامٍ لا رابعَ لها : أزلِيٌ أَبَدِيٌّ ، وهو الحَقُّ سُبحانه وتعالى ، ولا أَزلِيٌ ولا أَبَدِيٌّ وهو الدُّنْيا ، وأَبَدِيٌّ غيرُ أَزلِي وهو الآخِرَةُ ، وعَكْسُه محالٌ؛ إِذ ما ثبَت قِدَمُه اسْتحال عَدَمُه .
    وصَرَّحَ أَقوامٌ بأَنَّ [ لفظ ] الأَزلِيَ ليس بعَرَبي . أَو أَصْلُه يَزَليٌ ، مَنْسُوبٌ إِلى قوْلِهم للقدِيمِ : لم يَزلْ، ثمّ نُسِبَ إِلى هذا ، فلم يَستقِم إِلا باخْتِصارٍ ، فقالوا : يَزلِيٌ ، ثم أبْدِلتِ الياءُ أَلِفًا للخِفَّةِ فَقالُوا : أَزلِيٌ، كما قالُوا في الرّمْحِ المَنْسُوبِ إِلى ذِي يَزن: أَزنيٌ، وِإلى يَثْرِبَ: نصْلٌ أَثْرَبيٌّ ، نقله الصاغاني هكذا عن بعضِ أَهْلِ العِلْمِ " انتهى.
    والقرآن الكريم قد دل على هذا المعنى في مواضع كثيرة، فمن ذلك:
    أ-تسمية الله تعالى بالأول. قال تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد/3
    فالأول هو الذي قبل كل شيء، أي لا بداية له سبحانه. وبهذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم، كما روى مسلم (2713) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أنه كان إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ: (اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ).
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
    " قال تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) ، (الأول) أي: ليس قبله شيء ،لأنه لو كان قبله شيء ، لكان الله مخلوقاً وهو عز وجل الخالق ، ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الأول بأنه الذي ليس قبله شيء ، كل الموجودات بعد الله عز وجل ، لا أحد مع الله ولا قبل الله " انتهى من " لقاء الباب المفتوح "
    ب-ما جاء في القرآن الكريم من أن الله تعالى هو الخالق، والخلاق، وخالق كل شيء، وخلق كل شيء. فإذا كان الله هو الخالق لكل شيء، فهو السابق الأزلي الذي لا بداية له؛ لأن ما له بداية مخلوق من قبل غيره.
    ج- ما جاء في القرآن الكريم من أنه الرب والإله، وتقرير ذلك، والاستدلال له في مواضع لا تحصى؛ لأن الرب والإله يستحيل أن يكون له بداية، وإلا لكان مخلوقا أوجده غيره، تعالى الله عن ذلك.
    د- وفي صحيح البخاري ، في تفسير سورة السجدة (6/127) في تفسير قوله تعالى : (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء: 96] ، ونحو ذلك من الآيات ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ، أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ ) .
    هذا واعلم أنه ليس من أسمائه تعالى (القديم) ولا (الأزلي)، لعدم ورودهما في الكتاب والسنة، وإنما اسمه سبحانه (الأول) وهو دال على معنى الاسمين السابقين، وأكمل منهما؛ لأن القديم يحتمل أن يكون متقدما على غيره، وقبله من هو أقدم منه، والأزلي يحتمل أن يوجد معه ما هو أزلي، أما الأول، فينفي أن يكون أحد قبل الله ، أو معه.
    وانظر للفائدة: السؤال رقم : (198069) .
    وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى علاج الوسوسة في هذا الباب بقوله: ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ ، فَيَقُولُ مَنْ : خَلَقَ كَذَا ؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ حَتَّى يَقُولَ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟!فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ ) رواه البخاري (3276) ومسلم (134).
    وفي رواية لمسلم : ( لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ : هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ ).
    فلا تجعل قلبك كالإسفنجة ، يتشرب ما يلقيه الشيطان من الوساوس والخطرات ، بل اجعله كالزجاجة ، تمر به من خارجه ، ثم هو محفوظ على ما فيه من الإيمان .
    والله أعلم.

    اسلام سؤال

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2024
    المشاركات
    55

    افتراضي رد: الله أول بصفاته لم يزل ولا يزال متصفا بها سبحانه وتعالى

    اعلموا رحمكم الله أن الله سبحانه لم يزل فعالا ولا يزال فعالا فلم يزل سبحانه خالقا رازقا محييا مميتا متصفا بالفعل أزلا وأبدا لا ينفك عنه جنس الصفات الفعلية ولا ينفك عن صفاته الذاتية والخبرية فصفاته وأسماؤه كذاته قديمة ولا يزال متصفا بها أزلا وأبدا ولم يزل متكلما ولا يزال فنوع فعله وكلامه أزلي أبدي سبحانه وبحمده وما زال بجميع أسمائه وصفاته قديما قبل خلقه كما لم يزل بها أزليا كذلك لم يزل بها أبديا والله منزه أن تحدث صفة متجددة لم تكن هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم

    وقد رد ابن تيمية على مذهب الكرامية في حلول الحوادث، فقال رحمه الله: “وأما الكرامية فيقولون: صار متكلما بعد أن لم يكن، فيلزم انتفاء صفة الكمال عنه، ويلزم حدوث الحادث بلا سبب، ويلزم أن ذاته صارت محلا لنوع الحوادث بعد أن لم تكن كذلك كما تقوله الكرامية، وهذا باطل”

    فالحاصل أن حلول الحوادث لفظ مجمل، يُستفصل فيه، فإن أُريد به الأفعال الاختيارية فالمعنى صحيح، وإن كانت اللفظة ذاتها من ابتداع أهل الكلام، وإذا أُريد به أن الله يحل فيه الحوادث المخلوقة أو التي تُحيله وتجعله محلًّا للتغيرات المخلوقة والاستحالات أو أن الله استحدث صفة لم تكن موجودة من قبل كما تقول الكرامية، فالمعنى واللفظ خطأ معًا.

    ومن ذلك أيضًا ما قاله الدارمي: “والله -تعالى وتقدس اسمه- كل أسمائه سواء، لم يزل كذلك، ولا يزال، لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك، كان خالقًا قبل المخلوقين، ورازقًا قبل المرزوقين، وعالِمًا قبل المعلومين، وسميعًا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين، وبصيرًا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة”

    وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,549

    افتراضي رد: الله أول بصفاته لم يزل ولا يزال متصفا بها سبحانه وتعالى

    كتاب دروس في العقيدة للشيخ عبدالعزيز الراجحي:

    [مذهب الكرامية]
    "…وشبهتهم في ذلك أنهم قالوا: لو قلنا: إن الكلام قديم النوع، وإن الرب لم يزل متكلماً للزم من ذلك التسلسل في الحوادث، فتكون الحوادث والمخلوقات متسلسلة في الأزل، وإذا تسلسلت انسد علينا طريق إثبات الصانع، فلا نستطيع أن نثبت وجود الله وأنه هو الأول، ففراراً من ذلك قالوا: هناك فترة لا يتكلم فيها الرب، فليس فيها كلام ولا حرف ولا فعل حتى يكون هو الأول، ثم بعد ذلك تكلم الرب وتسلسلت الحوادث، فلو قلنا: إن الرب لم يزل متكلماً للزم من ذلك تسلسل الحوادث والمخلوقات، وإذا تسلسلت الحوادث والمخلوقات انسد علينا طريق إثبات الصانع، فلا نستطيع أن نثبت أن الله هو الأول.

    وهذا مذهب باطل، والقول بأن الكلام ألفاظ ومعانٍ وحروف بأصوات متعلق بقدرته تعالى ومشيئة هذا حق، لكن قولهم: إن الكلام كان ممتنعاً عن الرب هذا باطل؛ لأن الكلام صفة كمال، فكيف يخلو الرب من الكمال في وقت من الأوقات؟! ولأن الرب إذا كان حاله قبل وبعد سواء ولم تتجدد له صفة الكلام من غيره فلماذا كان الكلام ممتنعاً ثم صار ممكناً؟! وما السبب في امتناعه ثم في إمكانه؟! وما تحديد الفترة التي كان فيها ممتنعاً؟! لا تستطيعون أن تحددوا فترة، وكل ما يتصوره الإنسان من الأزمنة فالإنسان سابق لذلك، وهذا كلام باطل.

    أما شبهة قولهم: إنه يلزم تسلسل الحوادث، فنقول: الرب فعال وخلاق، قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود:١٠٧] وقال: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ} [الحجر:٨٦] يعني أن الرب لم يزل خلاقاً وفعالاً، والخلق والفعل صفة كمال، فلا يعطل الرب من هذا الكمال في وقت من الأوقات.

    وأما إثبات الفترة وأن هناك فترة فلا دليل عليه، فإنهم يثبتون فترة كان الرب سبحانه معطلاً فيها من الكلام والخلق، وهذا لا دليل عليه، ونحن نقول: إن كل مخلوق من المخلوقات، وكل فرد من أفرادها مسبوق بالعدم، وليس له من نفسه وجود ولا عدم، بل الله أوجده بعد أن كان عدماً، ولا يلزم من ذلك أن هناك فترة، بل كل فرد من أفراد المخلوقات مسبوق بالعدم، والله تعالى أوجده بعد أن كان معدوماً، ويكفي هذا، أما أن نثبت فترة يعطل فيها الرب فهذا لا دليل عليه، وهو باطل.
    فهؤلاء الكرامية وجه الغلط عندهم هو كونهم أثبتوا فترة عطلوا فيها الرب عن الكلام، ولو لم يقولوا بالفترة هذه لصار مذهبهم موافقاً لمذهب أهل السنة.".
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •