قد هانت الأمة الإسلامية اليوم على الناس، فتقاصرت هممها و تلاشت قيمُها و مثلها، وأصبحت هذه الأمّة التي كانت يوما من الأيام أقوى أمم العالم، أصبحت اليوم أضعفها و أهوَنها.

هذه الأمة العربية التي كانت في عزلة عن الدنيا وأهلها، تتيه في البيداء و تتحارب على الماء والكلأ، لا يعبأ بها أحدٌ، وحينئذ أشرقت الأرضُ بنور ربّها فجاء الرسول و نزل القرآن، فكانت للأمة العربية شرف حمل هذه الرسالة و تبليغها إلى أقصى الدنيا و أدناها!

هكذا شرّف الله العرب بالنبي عليه السلام و أعزّها بالإسلام، فأصبحت الأرض العربية مهد الرسالة الأخيرة وأصبحت العرب حملتها و حماتها، فدانت لهم الدنيا و فتحت لهم البشرية قلوبَها و روحَها...

يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنا كنا أذل قوم، فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزّة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله"

وها نحن نرى اليوم قد صدق قول الفاروق، فبدأ العرب - وهم حملة هذا الدين وقادة المسلمين- يستجيب لكل نداء و ينجرّون وراء كل تيار، حتى أصبحوا الآن يقتدون بعباد البقر و يتطفلون على مائدة الثفافة الوثنية!

ظلت مصر قرنا بعد قرن مصدر الحركات الثقافية العربية و حامل لوائها، فكانت الأمة العربية تتغنّى بالأغاني المصرية و تشاهد أفلامها و ترتاد مسارحها، ولكن ماذا حدث الآن؟

بدأت الأمة العربية تحس بسوء الهضم عن أفلام مصر و أغانيها، وبدأت تستبدل بها أفلام الهند و ثقافة الهندوس، فظهرت خلال السنوات الماضية قنواتٌ كثيرةٌ تدسّ في الأمة العربية سموم بوليوود وفواحش الهنود، وقام الشباب العرب- وهم مستقبل هذه الأمة- يتعلمون اللغة الهندية و يترجمون الأفلام الهندية إلى العربية!

فإلى أين أيها العرب! وإلى متى أيها الشباب العرب! إلى أين تتجهون والأمة الإسلامية يتبعونكم من ورائكم و ينظرون إليكم لكي تقوموا ببناء مستقبل جديد لهم

لو كنتم يا شباب العرب تتركون هذا الدين و تتطفّلون على موائد الهند، فماذا يفعل شابٌ مسلمٌ هندي تجاهَ هذا الدين؟ وقد أسلم على أيديكم و أسلم أباؤهم على أيدي آبائكم! أنتم موضع أمل و بمثابة ماء لهذه الأمة، فكيف تقوم الأشجار مورقة و مثمرة لو غار الماء و نضب المعين!