ذو الإمامات الثلاث و(المستدرك على معجماتنا)
حين هم الاستاذ الدكتور خليل الحسون مؤلف (النحويون والقران) بالرد على افتراءات ذي الإمامات الثلاث وشتائمه الهابطة نهاه بعض أصحابه وزملائه وقالوا أن هذا يريد ان يكون شيئا؛ اذ لا يعقل أن يقدم أحد على شتم من انتصف لكلام الله تعالى ممن بدر منهم مس لكلامه بالحكم على بعض ما جاء فيه بأنه مخالف لقياس العربية وبالشذوذ وبأنه محمول على التوهم ومحمول على الجر، وعلى الجوار، ومحمول على الضرورة، وعلى ما هو أشد من ذلك مما نبه عليه وانكره مؤلف (النحويون والقران).
غاظ ذا الإمامات الثلاث ذلك فدل بشدة شتائمه للمؤلف على حقيقة ما يضمره لكلام الله تعالى، وأظهر دليل على ذلك أنه تجاوز قول قائل منهم ((واقبح ما يكون الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بأجنبي كما قال الله تعالى وذكر الآية (شرح الجمل لابن عصفور 1\259محقق تحقيقاً علمياً على عدد من النسخ).
لم يستثره هذا القول المنكر الذي لا يحتمله أحد ممن يومن بالله واليوم الأخر ومضى في شتمه المؤلف مدافعاً عن النحويين بمستوى من الشتائم يفصح عن مقدار ما أوتي من العقل فقد وصف مؤلف (النحويون والقران )بأنه (كالطفل الذي يلعب بالميكانو) و (أنه كالطفل الذي يلعب بالرمل على شاطئ البحر ) و (أنه لا يميز ذيل الحصان الذي تعمل منه الضفائر من ذيل الارنب الذي لا تعمل منه الضفائر).
ثم دل على مقدار عقله بوصف رد المؤلف عليه بانه (كحيضة البكر!!!).
وأظهر دليل على ذلك أنه أنعم على نفسه لقب الإمامة في ثلاثة علوم وأخفى اسمه، إمام اللغة والادب والنحو، وفضح نفسه دون أن يدري؛ اذ ذكر أنه هو من سمى نفسه بهذه الإمامات، وهو بهذا أشبه بالجندي الذي وضع شارة العميد أو اللواء أو الفريق في الجيش على كتفيه ثم يتخفى لئلا يقبض عليه.
وقد اخفى ذو الإمامات الثلاث اسمه ولم يذكره على الرغم من تحديه من بعض من رد عليه بأن يذكره كما يتخفى الجندي بالشارات التي وضعها على كتفيه.
وهو يتوهم أن الإمامات التي ادعاها لنفسه ترجح تهجمه وشتائمه وتكسبها قبولاً؛ لأنه يدرك حجم اسمه دونها.
ولم يشأ مؤلف (النحويون والقران ) أن يرد على توجهه بالافتراء والشتم الى كتاب اخر للمؤلف هو(المستدرك على معجماتنا).
وقد قيل له أنه احد طلابك، وهو موتور مقهور؛ لأنه يرى أنك قد غبنته في الدرجة التي نالها منك.
أما كتاب المؤلف (المستدرك على معجماتنا) فقد استدرك فيه ما يزيد على اربعمئة مستدرك، تكشّف له أن معجماتنا قد اخلت بها، وهي المعجمات المرجوع اليها لمعرفة اللفظـ وما تولد من دلالته في أبنيته، وقد وجد أن الإخلال فيها جاء على نوعين؟
إخلال بالبناء وعدم ذكره
إخلال بمعنى البناء المذكور، لم يرد في ما ذكر من معانيه.
معتمدا في ذلك على ما ورد في شواهد مبعثرة من الشعر الجاهلي والاسلامي والشعر في عهد الامويين.
وعلى الرغم من أن المؤلف قد حدد المعجمات التي استدرك عليها بأسمائها وأسماء مؤلفيها فإن ذا الإمامات الثلاث رد على عشرة مستدركات معتمداً على كتاب ليس هو من المعجمات وليس من المعجمات التي استدرك عليها المؤلف
اذ رد عليه بما ورد في كتاب (ديوان الادب )للفارابي
والعجب المضحك الذي يدل على ما يتمتع به ذو الإمامات الثلاث من نصيب من الادراك أنه أقر دون أن يدري بأن (ديوان الادب) ليس معجماً, اذ عاب على المؤلف أنه لم يعتمد على (ديوان الادب) مع أنه ككتاب (المستدرك على معجماتنا)عرضت فيه المواد بحسب ابنيتها الصرفية .
فاذا كان (ديوان الادب) مثل (المستدرك على معجماتنا) و (المستدرك على معجماتنا) ليس معجماً فهذا اقرار منه دون أن يدري بأن (ديوان الادب) ليس معجماً ولأنه لابد أن يكذب بمقتضى إماماته الثلاث التي ادعاها لنفسه فقد أحال على (ديوان الادب) في هامشه واضعا لفظة (معجم ) مع عنوانه هكذا (معجم ديوان الادب)؛ لإيهام القارئ بأنه معجم, وهذه كذبة ظاهرة اذ لا أحد من الباحثين في اللغة والادب وفي أي المظان التي يحال فيها على معجم يضع لفظة (معجم) قبل عنوانه، فلا أحد يحيل على (لسان العرب) و(تهذيب اللغة) و (صحاح اللغة) و (القاموس المحيط) و(تاج العروس) ويضع لفظة (معجم) قبل عنوان كل منها.
وهو نفسه لو كان له بحث أو كتاب ونشره في ذلك وأحال فيه على معجم من هذه المعجمات فإنه لا يضع لفظة (المعجم) أمام عنوانه؛ لأنه غير محتاج له حينئذ.
و (ديوان الأدب) وسمه مؤلفه بهذه العنوان، وطبع بهذا العنوان، وكل من يمتلكه يعرف هذا الكتاب، وكل من أفاد منه يعرف أن عنوانه (ديوان الأدب).
أما لفظة (معجم) التي لصقها ذو الإمامات بالعنوان فهي من نضح إماماته الثلاث.
وثمة كذبة أخرى، إذ قال بعد المستدركات العشر التي رد عليها: أنه أبطل المستدركات كلها واحدا واحدا، وهذه كذبة إماماتية أخرى.
فالسؤال الذي يلزم أن يوجه إليه: أن يردّ على المستدركات كلها واحداً واحداً؟ وبوسعك ــ يا ذا الإمامات الثلاث التي سميت نفسك بها ــ أن ترد على أي كتاب من كتب المؤلف؛ لتنفس على ما تعانيه، على أن تتقيد بالشروط الآتية:
أن تتجنب الكذب والافتراء، مراعاة لحرمة إماماتك، فلا يعقل أن تكون ذا إمامات ثلاث وتكذب كذبات اكثر منها عدداً.
أن تتقيد بما انتهجه المؤلف في الكتاب، ففي ردك على (المستدرك على معجماتنا) ينبغي ان ترد عليه بما ورد في المعجمات التي أستدرك عليها، وبما هو ليس معجما أصلاً، وبما هو ليس منها.
أن ترد بالعقل للوصول إلى وجه الحق وللحقيقة، وليس بالحقد للانتقام.
ورحم الله من انتصف لكلام الله تعالى، ولعنته على كل من أغضى بأدنى مس بكلامه.
ولا ريب أن اللقب العلمي الواحد من شأنه أن يرفع منزلة اسم من يتحلى به، ويُشهره بين العلماء، وذو الإمامات الثلاث لا يعرفه أحد، ولا يعرف اسمه أحد، والإمامة في ثلاثة علوم رتبة لم ينلها أحداً من السالفين والخالفين، وهو محق في مغالاته في اخفاء اسمه، لأن ذكر اسمه يفضح حقيقة هذه الإمامات التي هو سمى (أنفسه) بها كما قال.
وقد بدى لي أن الدكتور الحسون يعرف اسمه الآن، وحين سألته: كيف عرفته؟ أجابني مبتسماً (ويأتيك بالأخبار من لم تزود).
وعلى هذا فإننا نقول لذي الإمامات الثلاث:
اسمك المكتوم قد أضحى علنْ ....... فلماذا الخوف يا هذا إذنْ