بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ،الصلاة والسلام على رسول الله
هذه قصيدة جميلة للمعتمد بن عباد يرثي فيها ولديه ، ويذكر الامه والام زوجته في الأسر:
يَقُولونَ صَبراً لا سَبيلَ إِلـى الصَبـر ***** سَأَبكي وَأَبكي ما تَطاوَل مِن عُمـري
نَرى زُهرَها فـي مأتـمٍ كُـلَّ لَيلَـةٍ ***** يُخَمّشنَ لَهَفاً وَسطَـهُ صَفحَـةَ البَـدرِ
يَنُحـنَ عَلـى نَجمَيـن أَثكَلـنَ ذا وَذا ***** وَيا صَبرُ ما لِلقَلبِ في الصَبر مِن عُذرِ
مَدى الدهر فَليَبـكِ الغَمـام مُصابَـهُ ***** بِصنوَيهِ يُعذَر في البُكاءِ مَدى الدهـرِ
بِعَينِ سَحـابٍ وَاِكِـفٍ قَطـر دَمعهـا *** عَلى كُلّ قَبرٍ حَلَّ فيـهِ أَخـو القَطـرِ
وَبـرقٌ ذَكـيُّ النـارِ حَتّـى كَأَنَّمـا *** يُسَعَّرُ مِمّا في فُـؤادي مِـنَ الجَمـرِ
هَوى الكَوكَبـانِ الفَتـحُ ثُـمَّ شَقيقُـهُ *** يَزيدُ فَهَل بَعدَ الكَواكِـب مِـن صَبـرِ
أَفَتحٌ لَقَد فَتَّحـتَ لـي بـابَ رَحمَـةٍ *** كَما بِيَزيدِ اللَهُ قَـد زادَ فـي أَجـري
هَوى بِكُما المِقدارُ عَنّـي وَلَـم أَمُـت *** وَأدعى وَفيّا قَد نَكَصـتُ إِلـى الغَـدرِ
تَوَلَيتُمـا وَالسـنُّ بَـعـدُ صَغـيـرَةٌ *** وَلَم تَلبثِ الأَيّامُ أَن صَغَّـرت قَـدري
تَوَلَيتُما حيـنَ اِنتَهَـت بِكُمـا العُلـى *** إِلى غايَةٍ كُـلٌّ إِلـى غايَـةٍ يَجـري
فَلَو عُدتَما لاخترتُما العودَ في الثَـرى *** إِذا أَنتُمـا أَبصَرتُمانـيَ فـي الأَسـرِ
يُعيدُ عَلـى سَمعـي الحَديـدُ نَشيـدَهُ *** ثَقيلاً فَتَبكي العَيـنُ بالجـسّ وَالنَقـرِ
مَعـي الأَخَـوات الهالِكـات عَلَيكُمـا *** وَأمّكما الثَكلـى المُضَرّمـة الصَـدرِ
تُذَلِلُهـا الذِكـرى فَتَـفـزَعُ لِلبُـكـا *** وَتَصبر في الأَحيان شُحّاً عَلى الأَجـرِ
فَتَبكـي بِدَمـعٍ لَيـسَ للقطـرِ مِثلُـهُ *** وَتَزجُرُها التَقوى فَتُصغي إِلى الزَجـرِ
أَبـا خالِـدٍ أَورَثتَنـي البَـثَّ خالِـداً *** أَبا النَصرِ مُذ وُدّعتَ وَدَّعني نَصـري
وَقَبلكُمـا مـا أَودَعَ القَلـبَ حَسـرَةً *** تُجَدّدُ طولَ الدَهرِ ثكـلُ أَبـي عَمـرِو
موقع بوابة الشعراء