الصلاة بعد الوتر


- هل بالإمكان أن نصلي بعد الوتر ركعتين؟


السنة أن الوتر آخر صلاة الليل؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا ولكن إن صلى بعد الوتر ركعتين جاز ذلك؛ لما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بتسع حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس، فقرأ بـ إذا زلزلت، وقل يا أيها الكافرون»، ولما رواه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان «رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بتسع ركعات وركعتين وهو جالس، فلما ضعف أوتر بسبع وركعتين وهو جالس». ولما رواه أحمد أيضًا عن أم سلمة -رضي الله عنها-، «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يركع ركعتين بعد الوتر وهو جالس»، وفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك ليبين جواز الصلاة بعد الوتر وأنها لا تعارض أحاديث الوتر وأن الوتر لا يقطع التنفل، قال ابن القيم -رحمه الله-: «والصواب أن يقال: إن هاتين الركعتين تجريان مجرى السنة، وتكميل الوتر؛ فإن الوتر عبادة مستقلة ولا سيما إن قيل بوجوبه، فتجري الركعتان بعده مجرى سنة المغرب من المغرب فإنها وتر النهار، فكذلك الركعتان بعد وتر الليل والله أعلم».


اعداد: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء