قال عمرابن الخطاب رضي الله عنه: لو نادى مناديا في السماء أن جميع أهل الارض في الجنة إلا واحداً لظننت أنه أنا.
ما صحة هذا الأثر؟
قال عمرابن الخطاب رضي الله عنه: لو نادى مناديا في السماء أن جميع أهل الارض في الجنة إلا واحداً لظننت أنه أنا.
ما صحة هذا الأثر؟
في " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 393 ) :
س : هل صحيح ما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لو قيل: كل الناس يدخلون الجنة إلا رجل واحد لظننت أنه أنا ؟
فأجابوا :
لم يثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال ذلك فيما نعلم، بل هذا لا يتفق مع قوة إيمان عمر ، وحسن ظنه بربه، ورجائه فيه.
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
في الحقيقة ما دفعني إلى البحث عن هذا الأثر هو ورود هذا الخطأ اللغوي الفادح الذي لا يمكن لصحابيّ جليل كعمر رضي الله عنه بفصاحته أن يرتكبه .
و هو قولك : ( لو نادى منادياً ) !! و الصواب : ( لو نادى منادٍ )
و قد وجدته في كتاب ( حلية الأولياء و طبقات الأصفياء ) للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني ( المتوفّى سنة 430 هــ) ج 1 / ص 53 ، طبعة دار الفكر : حدثنا محمد ابن معمر حدثنا أبو شعيب الحراني حدثنا يحيى بن عبد الله البابلي حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الخطاب قال : " لو نادى مُنادٍ من السماء أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحداً لَخِفْتُ أن أكون هو . و لو نادى مُنَادٍ أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلاً واحداً لَرَجَوْتُ أن أكون هو "شكرا جزيلا لك
( لَوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، لَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ، وَلَوْ نَادَى مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ النَّارَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ)
رواه أبو نعيم في الحلية (1/53) وفي سنده البابلتي المتروك ورواه يحيى بن أبي كثير عن عمر وهذا معضل
http://la-tnshor.blogspot.com/2014/0...post_8590.html
بارك الله فيكم .
في الحقيقة لا يقف الباحث كثيرا عند اللفظ الذي يذكره السائل ، فربما نقله بالمعنى ، وهو غير خبير باللغة ، أو نقله كما هو من مواقع التواصل الاجتماعي ، ولم يقصد اللغة ، فنقله فقط ليتثبت من صحته ، بقطع النظر عما فيه من أخطاء لغوية أو غيرها ، فعلى الباحث أن يبحث عن صحته ، ثم ينبه على ما فيه من أخطاء إن كان موجودة ، وأحيانا نجد الأثر صحيحا ، والنقل من السائل كان بالمعنى بما يحمل من أخطاء لغوية.
صدقت شيخنا . تم النقل حسب ما وصلنا ؟
ما ذكر في مقطع فيديو من التعليل لا يصح جوابا
فإنه منتقض باستغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسؤاله الجنة وهو يعلم أنه من أهلها
ففي سنن أبي داود وابن ماجه «عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل: وكيف تقول في الصلاة؟ قال أتشهد، ثم أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حولها ند ندن» وخرجه البراز ولفظه «وهل أدندن أنا ومعاذ إلا لندخل الجنة ونعاذ من النار».
أما ما ورد عن عمر رضي الله تعالى عنه -إن صح- فهو تحقيق لمعنى الخوف والرجاء، فهو من شقين، تكلم في المقطع عن أحدهما وتناسى الآخر؛ فإن فيه:
(وَلَوْ نَادَى مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ النَّارَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ)
فهو يحقق في خوفه قوله الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]
ويحقق في رجائه قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56]
نعم، الأمر متوقف على الإسناد
وهو في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 53)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ [هو ابن ناصح، أبو مسلم، الذهلي الأصبهاني، ت 355]،
ثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ [هو عبدالله بن الحسن، وثّقَه الدارقطني وغيره]،
ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَابَلْتِيُّ [ضعيف كما قال ابن حجر، وليّنٌ كما قال الذهبي، ولم أقف على من قال إنه متروكٌ]،
ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ،
ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " لَوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، لَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ، وَلَوْ نَادَى مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ النَّارَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ "
فعلتاه: ضعف البابلتي، وهذا في الفضائل والرقائق.
والانقطاع بين يحيى بن أبي كثير وعمر رضي الله عنه، فهو معضل.
نعم، وَرَدَ نحو هذا الأثر عن غير عمر رضي الله عنه،
1) ففي ترجمة هرم بن حيان العبدي من تاريخ دمشق لابن عساكر (73/ 376)
كان يقول: لو أن مناديا ينادي من أهل السماء: أين خير أهل الأرض رجوت أن أكون أنا، ولو نادى مناد: أين شر أهل الأرض خشيت أن أكون أنا هو، ولو قيل لي: إنك من أهل الجنة ما زادني ذلك إلا اجتهادا، شكرا لربي، ولو قيل لي: إنك من أهل النار ما زادني ذلك إلا اجتهادا كيلا ألوم نفسي إن هلكت، لأني لم أهلك إلا بعد الاجتهاد.
2) وفي الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 752)
1046 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَسَارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ , قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَرْمَلٍ: لَوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ , وَلَوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ , لَمْ أَزَلْ أَخَافُ أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ , حَتَّى أَعْلَمَ أَأَنَجُو أَمْ لَا , وَلَوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْمَلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَزَلْ أَعْمَلُ حَتَّى تَعْذُرَنِي نَفْسِي
وعقد ابن رجب في التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار (ص: 23) فصلا قريبا من هذا، وذكر مقولة عمر رضي الله عنه، وذكر مخرجه أبا نعيم ثم قال: (وخرج الأمام أحمد من طريق عبد الله بن الرومي قال: بلغني أن عثمان، رضي الله عنه قال: لو أني بين الجنة والنار ـ ولا أدري إلى أيتهما يؤمر بي ـ لا خترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتها أصير).
والله أعلم
بارك الله فيكم على التعليق الجميع .
8- ( لَوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، لَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ، وَلَوْ نَادَى مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ النَّارَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ)
رواه أبو نعيم في الحلية (1/53) وفي سنده البابلتي المتروك ورواه يحيى بن أبي كثير عن عمر وهذا معضل
مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: آثار مشهورة منتشرة عن عمر بن الخطاب ولا تصح ...