قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه

457 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي المَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى: «يَا كَعْبُ» قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا» وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ: أَيِ الشَّطْرَ، قَالَ: لَقَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «قُمْ فَاقْضِهِ»
__________
[(تقاضى) طلب بالوفاء. (سجف) ستر وقيل الستران المقرونان بينهما فرجة. (أومأ) أشار. (الشطر) النصف]


وقال الإمام ابن بطال رحمه الله تعالى : هذا الحديث أصل لقول الناس : خير الصلح على الشطر .

ينظر / الفتح ، العمدة ، كشف الخفاء .

وقد رجعت لشرح الإمام ابن بطال المالكي رحمه الله تعالى على صحيح البخاري ، ونص عبارته :
وفى حديث كعب أصل قول الناس فى حضهم على الصلح : خير الصلح الشطر ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أمره بوضع النصف عن غريمه فوضعه عنه .

وقال ابن رشد رحمه الله تعالى في المقدمات الممهدات :

وهذا الحديث أصل لما تلهج العامة به من قولها : خير الصلح الشطر، ولا صلح إلا بوزن .