السؤال الأول :
يقول السائل : فضيلةَ الشيخ ، نحضر إلى بعض الدورات ، من أماكن بعيدة ، من خارج هذه البلاد ، ولا يوجد في بلادنا طلاب علم ، ولكننا نستطيع الحصول على أشرطة هذه الدورة ، فإلى أي مَدًى نستطيع الاستفادة منها ؟

الجواب :

ليس من شرط التعليم أن تكون عالما متمكنا ، أو مدرسا في الجامعة ، أو متخصصا في فنّ مُعين ، فلك أن تستمع إلى هذه الدروس ، لتستفيد منها ، ثم تُعلم الناس ما فتح الله به عليك من العلم ، لكن احذر أن تنسب لعالم قولا لم يقله ، تخلُّصا من موقف ، ولا تقل على الله ما لا تعلم ، بل قل ما تتيقن منه ، بدليله الواضح ، مما تعلمته من هذه الأشرطة ، أو من غيرها دون زيادة .

وقد لاحظت أن بعض الإخوة الذين كانت ليهم رغبة في التعليم في المساجد ، ولم يستمروا في ذلك ، وذلك أنهم قد توسعوا في الكلام بأشياء غير يقينية ، فاستطردوا ، ودخلوا في أشياء وتصورات ، واجتهادات عقلية ، لا تتفق مع القواعد العلمية ، فتفرق الناس عنه لذلك .

وربما نَسب بعضهم إلى بعض أهل العلم كلاما ليتخلص من موقف معين ، فيقول : هذا الكلام سمعته من الشيخ فلان . وهذا ليس بصحيح .

فإذًا التعليم ممن تعلّم ، وحضر هذه الدورات ، وذهب إلى بلده ، جزاه الله -جل وعلا- خيرا ، وأسأل الله أن يكتب خطواته ، وأن يجعله من طلبة العلم ، وأن يَقَرّ العلم في صدره ، وأن ينفع به مَن شاء الله من عباده .

لا بأس أن يُحضّر من هذه الدروس التي سمعها ، وينقل ما فهمه بيقين ، فأنت لست محاسَبا على أن تشرح كل العلم ، ولكن إذا نقلت العلم ، فانقله وأنت متيقن ، ولا تكذب على الله ، وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا تكذب علي العلماء ، ولا تقل شيئا من استنتاجك ، وإنما تنقل ما تعلمته ، أو سمعته علي المشايخ ، أو قرأته بيقين وفهمته ، دون لبس ، أو غموض ، ولو كان قليلا ، فسوف يبارك الله -جل وعلا- فيه .

فربما يكون منكم مَن سمع ، أو حضر عند بعض العلماء ، أو المشايخ ، في بعض القرى ، ممن ليس عنده علم كثير ، لكن كلامه صحيح ، وفيه بركة .

ولهذا فإن وصيتي لجميع طلبة العلم أن ينقلوا العلم إلى جميع المسلمين ، إلى من في البيت ، وإلى الأصدقاء ، إلى كل من يحتاج إليه ، ويكون هذا بدقة ، ولْيَخشَ الحساب من الله -جل وعلا- لأن الله -سبحانه وتعالى- يحاسب العالم إذا كذب في علمه ، لأنه يكذب على الشريعة ، وهذا له من المفاسد ما لا يخفى ، وهؤلاء هم علماء السوء ، والعياذ بالله .

http://salehalshaikh.com/wp2/?p=208