" في خطبة الجمعة ... والمعنونة تحت اسم : " حماية الفكر " ... في جامع البواردي بحي العزيزية في الرياض ... بتاريخ 2 / 4 / 1433 هـ ـ 24 / 2 / 2012 م .
( فرفع أمره إلى عمر " رضي الله عنه " ، فدعاه عمر ، فجىء به إليه ، وهو " صبيغ بن عسل " ، قال له عمر ما عندك ، أنت من أين ، قال : أنا من العراق ، قال : ما عندك ، قال : عندي مسائل ، قال : هات مسائلك ، فقال إن الله يقول : " فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ " ، ويقول : " فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ، نبئنا يا عمر ، هل يسألنا الله أم لا يسألنا .
فقال له عمر : إن يوم القيامة ، يوم طويل ، " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة " ، وفي آيــــة : " خَمْسِينَ أَلْف سَنَة " ، قال : إن يوم القيامة يوم طويل ، ففي موطن يعنف الناس ، يقال لأحدهم : زنيت ، سرقت ، عققت ، ولايطلب منه أن يجيب عن ذلك لأنه ثابت عليه ، وفي موطن تعرض عليهم صحفهم ، ويسأل لماذا زنيت ، لماذا سرقت ، لماذا فعلت .
فهو في مواطن يعنف ، ليعرف جلالة شره وفجوره ، وفي موطن أخر يحاسب ، هل فهمت ؟ ، قال : نعم .
قال : فما معك من المسائل ، فجعل يطرح شبهة تلو شبهة ، وعمر يجيب عليها ، فلما إنتهى ، قال له عمر إنتهت مسائلك ، ما عندك شبهات ، قال : نعم ، قال : لِما لَما كان عندك مسائل ما جئت إلي ، لم لم تذهب إلى فلان وفلان من الصحابة ، لِم ذهبت إلى نوادي الناس ، وأسواقهم ، وعامتهم ، وجهالهم ، وجعلت تشككهم في قرآن ربهم ، لماذا ؟ .
فأُغلِق على الرجل ، لأن نيته كانت واضحة أن يشكك الناس ، وأن يشتهر بينهم أن عنده شبهات ، يريد أن يذكر اسمه في الجرائد ، أن تقام له قنوات فضائية تقام فيها برامج ، يريد إسمه أن ينتشر ولو باللعنة ، أهم شيء أن ينتشر .
قال له عمر : لِم لَم تذهب إلي ، تأتي إلي ، أو تذهب إلى عثمان وعلي ، إلى الصحابة العلماء إن كنت باحثاً عن الحق ، فسكت الرجل .
فقال عمر : إجلدوه ، يعزر ، إجلدوه ، فجلدوا ظهره ثم قال اكشفوا عمامته ، ومل بالعصا على رأسه ، فضربوا رأسه ضربات ، ثم قال له عمر : هل بقي في رأسك شيء ، عندك نية أن تشكك الناس مرة ثانية في الدين ، تريد تطلب العلم طريق العلم واضح ، لكن تذهب تشكك الناس في ديننا كلا ، هل بقي في رأسك شيء ، قال : لا والله يا أمير المؤمنين ، ما بقي في رأسي شيء ، قال : إذهب إلى العراق ، والله لئن بلغني عنك شيئاً لأقطعن رأسك .
ذهب الرجل ، فلما انتهت سنوات عمر " رضي الله تعالى عنه " ، ثم تولى عثمان " رضي الله عنه " ، ومضى له سنوات في الخلافة ، ثم قام عليه من قام من الخوارج ، وأوباش الناس ، أرسل بعضهم إليه ليجىء ، فجأه " صبيغ " ، قال : ما عندكم ، قالوا : إن الذي كان يضربك عليه عمر ، اليوم له قيادة ، تعال ادخل معنا ، ادخل مع الخوارج ، نحن أهل الشبهة ، ادخل معنا ، فحك ظهره وقال : أما أنا فقد أدبني أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ، والله لن أدخل معكم في شبهة بعد ذلك .
هل هذه القصة صحيحة بهذا المتن؟