لقد وقع في يدي الليلة كتاب "التفسير المحرر" من إصدارات الدرر السنية بإشراف أخي الشيخ المبارك/ علوي السقاف حفظه الله.
وقد قرأه وقدم له أيضا رجلان من أهل الشأن في التفسير، وهما الشيخ خالد السبت، وأحمد الخطيب.
وقد خرج في مجلد واحد مكون من ألف صفحة تقريبا، وقد شمل تفسير الفاتحة والبقرة، وقد طبع طبعة فاخرة بلونين، وبسعر مناسب رخيص.
وقد قرأت مقدمته، وكثيرا منه، فألفيته تفسيرا جامعا نافعا، وافيا كافيا، بل
إخاله قد أتى على كثير من كتب التفسير جمعا وتحريرا، انتقاء واكتفاء، وفاق كثيرا منها، لاسيما كتب المتأخرين منهم، وذلك من خلال منهجية علمية، وعرض سهل، وترتيب بارع، حتى إنك إذا قرأته، قلت: قد وجدت ضالتي، وأدركت غايتي.
حيث إنه وقف على درر علمية وفنون تفسيرية: كمعرفة المكي من المدني، والناسخ من المنسوخ، وكذا الوقوف على فضائل السور والآيات، وأسباب نزولها، وشيء من غريبها ومشكل إعرابها، والانتهاء بالفوائد التربوية، واللطائف العلمية وغير ذلك مما هو من أفانين علوم التفسير ما لا تجده في كتاب واحد.
كما أنه جمع بين سهولة عبارته، وحسن ترتيبه، الأمر الذي لا يستغني عنه متخصص منتهي، ولا يكترثه طالب مبتدئ، وعليه، فإن تفسيرا كهذا - إذا كتب الله له التمام والاكتمال في تفسير ما بقي من سور القرآن، والسير على نفس المنهجية والترتيب -: فسيكون كاسفا لكثير من كتب التفاسير قديما وحديثا، وليس الخبر كالمعاينة.
وأخيرا، فإني أوصي نفسي وإخواني طلاب العلم: باقتناء هذا التفسير وقراءته، سواء في خاصة أنفسهم وأهليهم، أو في المساجد والجوامع والمدارس، لكونه سهل العبارة واضح الإشارة، يتماشى مع أسلوب العصر، وجمال العرض.
وفي الختام، فإنني أكرر شكري للقائمين على هذا التفسير، كما أنني أوصيهم بالاستمرار في تفسير ما بقي على الطريقة التي رسموها، والمنهجية التي سلكوها في خطة الكتاب.


وكتبه...
الشيخ د/ ذياب بن سعد الغامدي.
( ٢٦ / ٦ / ١٤٣٦ )