تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 81

الموضوع: المباهلة

  1. #41

    افتراضي

    وسميت هذه المباهلة تمنيا؛
    لأن كل مُحقٍّ يود لو أهلك الله المبطل المناظر له

    ولا سيما إذا كان في ذلك حجة له
    فيها بيان حقه وظهوره،

    وكانت المباهلة بالموت؛
    لأن الحياة عندهم عزيزة عظيمة
    لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت.
    الحمد لله رب العالمين

  2. #42

    افتراضي

    ثانيا:

    قال الله تعالى:

    { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب
    ثم قال له كن فيكون،
    الحق من ربك فلا تكن من الممترين،
    فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم
    فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
    ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم
    ثم نبتهل
    فنجعل لعنت الله على الكاذبين
    ،

    إن هذا لهو القصص الحق
    وما من إله إلا الله
    وإن الله لهو العزيز الحكيم،
    فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين }

    [آل عمران: 50-63].
    الحمد لله رب العالمين

  3. #43

    افتراضي

    قال تعالى
    -آمرًا رسوله صلى الله عليه وسلم
    أن يباهل من عاند الحق
    في أمر عيسى بعد ظهور البيان:

    { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ
    فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ
    وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ

    ثُمَّ نَبْتَهِلْ
    فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ
    }

    [آل عمران:61]،

    أي: نحضرهم في حال المباهلة

    "ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"

    أي: نلتعن

    "فنجعل لعنة الله على الكاذبين"

    أي: منا أو منكم.

    الحمد لله رب العالمين

  4. #44

    افتراضي

    وكان سبب نزول هذه المباهلة وما قبلها
    من أول السورة إلى هنا في وفد نجران،
    أن النصارى حين قدموا فجعلوا يحاجون في عيسى،
    ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية،
    فأنزل الله صدر هذه السورة ردا عليهم،

    كما ذكره الإمام محمد بن إسحاق بن يسار وغيره.
    ( انظر ابن كثير:2 / 50)
    الحمد لله رب العالمين

  5. #45

    افتراضي

    ثالثا:

    قال الله تعالى:

    { قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا
    حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ
    إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ
    فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا }

    [مريم: 75].

    الحمد لله رب العالمين

  6. #46

    افتراضي

    معنى الآية:

    يقول تعالى:

    " قل"
    يا محمد، لهؤلاء المشركين بربهم المدعين،
    أنهم على الحق وأنكم على الباطل:

    {مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ
    أي: منا ومنكم،

    {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا
    أي: فأمهله الرحمن فيما هو فيه،
    حتى يلقى ربه وينقضي أجله،

    {إِمَّا الْعَذَابَ} يصيبه،
    {وإما الساعة} بغتة تأتيه،

    {فسيعلمون} حينئذ

    {من هو شر مكانا وأضعف جندا
    أي: في مقابلة ما احتجوا به
    من خيرية المقام وحسن الندى.

    وهذه مباهلة للمشركين الذين يزعمون
    أنهم على هدى فيما هم فيه

    (ابن كثير: 5/ 258).

    (ملحوظة:
    ارجع للتفاسير تجد تطويلا وتفصيلا وتفريعا،
    وقد اختصر القول من ابن كثير)

    الحمد لله رب العالمين

  7. #47

    افتراضي

    3- متى شُرِعت المباهلة:

    قال شيخ الإسلام:

    "وأما المباهلة فكانت لما قدم وفد نجران سنة تسع،
    أو عشر من الهجرة"

    [منهاج السنة: 7/ 361].
    الحمد لله رب العالمين

  8. #48

    افتراضي

    4 - متى نلجأ إلى المباهلة ؟

    شُرِعت المباهلة في وقت متأخر من عمُر الدعوة النبوية،

    وهذا يعني أن المباهلة لم يفعلها النبي-صلى الله عليه وسلم- مع قريش،
    ولا في بداية الدعوة،

    وذلك- والله أعلم-
    لأن كثيرا من مسائل الدين وأباطيل أهل الكتاب
    كانت مازالت تحتاج إلى بيان وتجلية،
    إمَّا عند أهل الكتاب أنفسهم،
    أو عند من كانوا يثقون بأهل الكتاب ويقدسونهم.

    أما في آخر عهد الدعوة
    فكانت النعمة تمت والدين كَمُلَ،

    فما بقي أمام هؤلاء إلا العناد،

    ولا ينفع مع العناد إلا الزناد..
    الحمد لله رب العالمين

  9. #49

    افتراضي

    فلا نلجأ إلى المباهلة إلا بعد الدعوة بالتي هي أحسن
    رجاء هداية المدعوين ورحمة بهم،
    ثم بعد ذلك مجادلتهم وإقامة الحجة عليهم،
    ودحض باطلهم
    وكشف شبهاتهم..
    الحمد لله رب العالمين

  10. #50

    افتراضي

    فإذا ترجَّح للداعية أنه:

    1 - استنفذ الحجج، وقام بالإفهام.

    2 - وأنهم معاندون مصرون على باطلهم.

    3 - وأنهم ربما يخافون فلا يباهلون،
    فيكون نكوصهم عنها حجة عليهم،
    وبيانا للحق وإذعانا له.

    4 - أو أنهم يباهلون فيحيق بهم أمر الله تعالى
    فتظهر بذلك حجة الله على خلقه،
    وتُصدَّق بذلك دعوة الداعية.

    عندئذٍ له أن يباهل،

    لكن بآداب أخرى ربما تأتي في:
    من يباهل مَن ؟


    الحمد لله رب العالمين

  11. #51

    افتراضي

    5- حول ألفاظ المباهلة.

    من الآيات السابقة نجد في المباهلة اللعن،
    {فنجعل لعنة الله}
    ونجعل
    أي ندعوا الله أن ينزل لعنته على المبطل والكاذب من الفريقين،

    فتحصل لنا منها لفظ يجوز أو يشرع في المباهلة.

    الحمد لله رب العالمين

  12. #52

    افتراضي

    أما آية البقرة والجمعة،
    وهما بمعنىً واحد،
    فجعلت تمني الموت والهلاك،
    ولم يحدد سببا معينا له،
    ولا عذابا بعينه يسبب الموت،
    فدلَّ على عدم اشتراط اللعن لفظًا،
    فهو مطلق.

    الحمد لله رب العالمين

  13. #53

    افتراضي

    ولكن يُشترط خلوَّ الدعاء من المحاذير الشرعية
    والاعتداء في الدعاء:-


    فلا يكون فيه دعاء بما لا يجوز وقوعه،
    كمن يباهل مثلا فيقول:
    ندعو الله على المبطل منا
    أن تقع له فضيحة في أهله أو يُنتهك عرضه
    - كما سمعت ذلك من بعضهم هدانا الله وإياهم-

    فهو يباهل أن تقع امرأة خصمه أو ابنته في الزنا ليفتضح،
    والزنا معصية فاحشة
    لا يُدعى بوقوعها!!!

    الحمد لله رب العالمين

  14. #54

    افتراضي

    - قبل ذلك ألا يكون في الدعاء محذور اعتقادي،
    كمن يتبرأ من الله أو رسوله،
    أو يتبرأ من ملة الإسلام
    أو يدعو على نفسه بالكفر...
    فهذا لا يجوز،

    إذْ المسلم يقشعر جلده من مثل هذا لو سمعه،
    فكيف يدعو به على نفسه أو على الناس،
    وهو يرجو هدايتهم للحق؟!.
    الحمد لله رب العالمين

  15. #55

    افتراضي

    - وحتى الألفاظ المشتبهة والمحتملة يجب أن يجتنبها،
    حتى يستبرئ لدينه وعرضه،

    وليدَع ما يريبه أو يريب المستمعين...
    الحمد لله رب العالمين

  16. #56

    افتراضي

    - ألا يكون هناك اعتداء في الدعاء وشطط وتفصيل
    ونحو ذلك من المبتدعات،

    فليدع بدعاء واضح مجمل
    كما جرت بذلك سنة النبي
    -صلى الله عليه وسلم-
    وقصص السلف الصالح
    -رحمهم الله ورضي عنهم-.
    الحمد لله رب العالمين

  17. #57

    افتراضي

    6- مَن يباهِل مَن؟

    هذا وينبغي أن تكون المباهلة ضد أهل الكفر والعناد،
    لأنه دعاء بالهلاك،
    ولا ينبغي أن تجري بين المسلمين،
    تراحما بين المسلمين،

    ولأنها تقع في قضايا كبرى كالكفر والإيمان ونحو ذلك،

    ومهما كان بين المسلمين من عظيمٍ،
    فإنه يهونه الصفح والاحتساب
    والإصلاح بين المؤمنين
    والتحاكم إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،
    ونعوذ بالله من أن يصل الأمر
    بين أهل الإيمان والسـنة إلى المباهلة.

    صحيح أنه ورد عن بعض السلف
    قولهم نباهل في كذا أو كذا
    مما يبدو أمرا صغيرا
    كسبب نزول آية أو معناها مما اختلِف فيه،
    لكن ليس هذا الديدن المتبع في كل أحوالهم،

    والأظهر أنهم يقولون ذلك تأكيدا لما يقولون
    ويقينا فيما عندهم من العلم،
    حتى أنه مستعد للمباهلة،
    ولم أعثر على أنهم فعلا تباهلوا في صغير
    (والله أعلم).
    الحمد لله رب العالمين

  18. #58

    افتراضي

    - الملاحَظ في الآيات
    أن الذي كان يتولى مباهلة الكفار
    هو النبي صلى الله عليه وسلم
    وهو الناطق الرسمي والمخوَّل بأن ينطق باسم الإسلام والمسلمين،
    وهو الأوثق على الإطلاق علما بالله ودينا، وتقوى وحكمة...

    ولابد من الاقتداء به في ذلك،
    فإن كنا ولا بد مباهلين
    فلنقدِّم من أفاضلنا وأكابرنا وأعرفنا بالله ودينه،
    وأفقهنا في دين الله،
    حتى لا تُمَرَّر عليه المعاصي أو المخازي
    أو يوقع في الاستهزاء به،

    وليس كل داعية أو طالب علم له أن يباهل،
    وليس هذا تحجيرا على أحد،
    فإذا أحس من نفسه استجابة الدعاء
    فلا يبخل على الأمة وليدْعُ لها بالرفعة والسناء،
    وليدْعُ على أعدائها بالانكسار والانهزام.

    - ومن الملاحظ، بما أنها قضية ظلم وحق وباطل،
    فإن فرضْنا جدلا تعارضَ التقديم بين أفقه وأقل روحانية،
    وبين أكثر روحانية وأقل فقها،
    قدَّمنا الأكثر فقها،
    لأنها دعوة مظلمة والاستجابة فيها مضمونة،
    لأن الله تعالى يستجيب دعوة المظلوم
    ولو كان كافرا.
    الحمد لله رب العالمين

  19. #59

    افتراضي

    - المباهل في قضية أمة يقدم أمامه أعز ما يملك،
    فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم وراءه أعز أهل بيته،
    فاطمة وعليا والحسنين-
    رضي الله عن الجميع
    وحشرنا معهم في جنة الخلد
    برفقة الحبيب المصطفى آمين-

    وإن لم يكن هذا بشرط،
    ولكن به تعظم المباهلة،
    ويشتد القلب في الدعاء،
    وتُستمطر رحمة الله واستجابته.
    ويتبين للناس صدقية المباهل
    وجديته واستيقانه من الحق.

    الحمد لله رب العالمين

  20. #60

    افتراضي

    - لا نباهل مغمورا في فرقة أو ملة
    لا يسمع أحد بهلاكه ولا نجاته،
    فإذا أردنا أن نباهل الرافضة مثلا،
    فليُخرِجوا لنا كبراءهم وعظماءهم
    -وليس فيهم عظيم-
    أو مشهوريهم أو شاهاتهم أو آياتهم...

    أما أن يرسلوا لنا مغمورا مجهولا مزعوقا
    ليباهل فهذه ألعوبة يقع فيها بعض المسلمين،
    ينبغي أن ينتبهوا لأنفسهم من الانجرار وراءها.

    فحتى لو هَلَك هذا المباهل المهمل
    أو المغمور أو المجهول،
    فمن يعتبر به من أهل ملته أو طائفته؟

    فأسهل الأمور أن يتبرّأوا منه ويجحدوا انتماءه إليهم،
    أو تفويضهم له مباهلا
    فكان لا بد من أن نباهل من لا يجحدون نسبته إليهم
    ولا مكانته فيهم،
    حتى إذا أوقع الله به عقوبته
    كانت عليهم جميعا،
    ولنا جميعًا.

    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •