قد علم بالاضطرار أنه لا يوجد أحد من المهاجرين والأنصار تعلم علم المنطق ولا استخدمه في معرفة أحكام الدين بخلاف غيره من العلوم فإنه يوجد في كلامهم شيء كثير مما دُوِن في أصول الفقه وقواعده وغير ذلك من العلوم
ومع ذلك فهم أعلم الأمة على الإطلاق في جميع وجوه العلم النافع توحيدا وعقيدة فقها وتصوفا أصول وفروعا
بل من عرف أحوال القوم يقطع بأنهم لو رأوؤا من يشتغل بمثل هذه العلوم لأنكروا عليه أشد الإنكار ولمنعوه من ذلك
وهذا أدل دليل على بطلان قول من أجاز تعلم المنطق واستعماله في علوم الدين فقد جاؤوا بمحدث من الأمر وخالفوا سلف الأمة وأئمتها