المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم العليوي
وهذا الكلام .. من الصارم المسلول .. لم أراجعها في مضانها
(فمن ليس من أهل القتال لم يؤذَن في قتاله).
وفيه أيضاً: (فعُلِمَ أيضًا أنَّ شرط القتال كون المقاتل مقاتلاً).
وفيه : ((فإنما يقاتل مَن كان ممانعًا عن ذلك، وهم أهل القتال، فأما مَن لا يقاتل عن ذلك فلا وجهَ لقتله؛ كالمرأة والشيخ الكبير والراهب ونحو ذلك)).
المقاتل هنا صفة كاشفة، وليست صفة احتراز، والكلام في غاية الوضوح.
ومعنى كونه صفة كاشفة يعني أنها صفة من يصلح للقاتل وإن لم يقاتل، وليس بيننا وبينه عهد.
مثال للتوضيح:
من صفة اللله تعالى الكلام، وليس معانه أن الله يتكلم دائماً، ولكن معناه أنه يتكلم إذا أراد، فهي صفة اختيارية لله سبحانه وتعالى. ولله المثل الأعلى.
وبهذا يتضح ان قوله (فمن ليس من أهل القتال) إن شاء أن يقاتل (لم يؤذَن في قتاله).
وقوله (فعُلِمَ أيضًا أنَّ شرط القتال كون المقاتل مقاتلاً) إن شاء.
وقوله ((فإنما يقاتل مَن كان ممانعًا عن ذلك، وهم أهل القتال فأما مَن لا يقاتل عن ذلك فلا وجهَ لقتله؛ كالمرأة والشيخ الكبير والراهب ونحو ذلك))
في غاية الوضوح لبيان لمراد (من لا يقاتل فلا وجه لقتله) مثل من (كالمرأة والشيخ الكبير والراهب ونحو ذلك) يعني: ممن ليس معدا للقتال.
ومما يوضح ذلك قول الطبري كما في مختصري له :{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم ْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[البقرة: 190]
{وَقَاتِلُوا} أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ..
{فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فِي طَاعَتِي، وَعَلَى مَا شَرَعْتُ لَكُمْ مِنْ دِينِي، وَادْعُوا إِلَيْهِ -مَنْ وَلَّى عَنْهُ، وَاسْتَكْبَرَ- بِالْأَيْدِي، وَالْأَلْسُنِ، حَتَّى يُنِيبُوا إِلَى طَاعَتِي، أَوْ يُعْطُوكُمُ الْجِزْيَةَ صِغَارًا إِنْ كَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ..
{الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم ْ} مِنْ مُقَاتَلَةِ أَهْلِ الْكُفْرِ دُونَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ قِتَالٌ مِنْ نِسَائِهِمْ، وَذَرَارِيِّهِم ْ، فَإِنَّهُمْ أَمْوَالٌ، وَخَوَلٌ لَكُمُ إِذَا غَلَبَ الْمُقَاتِلُونَ مِنْكُمْ فَقَهَرُوْهُم..
{وَلَا تَعْتَدُوا} لَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا مَنْ أَعْطَاكُمُ الْجِزْيَةَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ وَالْمَجُوسِ..
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[البقرة: 190] الَّذِينَ يُجَاوِزُونَ حُدُودَهُ، فَيَسْتَحِلُّون َ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ قَتْلِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَرَّمَ قَتْلَهُمْ مِنْ نِسَاءِ الْمُشْرِكِينَ وَذَرَارِيِّهِم ْ.اهـ
ومما يوضح الأمر كذلك
قول ابن القيم في أحكام أهل الذمة:
الْكُفَّارُ إِمَّا أَهْلُ حَرْبٍ وَإِمَّا أَهْلُ عَهْدٍ، وَأَهْلُ الْعَهْدِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ:
[1 -] أَهْلُ ذِمَّةٍ.
[2 -] وَأَهْلُ هُدْنَةٍ.
[3 -] وَأَهْلُ أَمَانٍ. اهـ
فالذي سألت عنه ليس داخلا في أهل الذمة ولا أهل الهدنة ولا أهل الأمان، فلا يكون إلا أهل حرب، سواء حارب أو لم يحارب. والله تعالى أعلم.