قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار: (7/ 171)، رقم (2749 ): حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا وهب بن جرير، وما قد حدثنا ابن أبي مغيرة قال: حدثنا بدل بن المحبر قالا: حدثنا شعبة، عن بديل بن ميسرة، عن علي بن أبي طلحة، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر، عن المقدام الكندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من ترك كلا فإلينا أو إلى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ترك مالا فلورثته , وأنا وارث من لا وارث له أرث ماله وأعقل عنه , والخال وارث من لا وارث له يرث ماله , ويعقل عنه".
فقال هذا المعارض: إنما ذلك الخال الذي قصد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قصد به إليه هو الخال الذي يعقل الجنايات , وهو من كان من الخؤولة عصبة دون من سواه من الخؤولة الذين لا يعقلون الجنايات؛ لأنهم ليسوا عصبات.
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أن الذي ذكر من ذلك ليس كما ذكر , وأن هذا الحديث حقيقته على ما رواه حماد بن زيد عليه لا على ما رواه شعبة عليه , وإنما أتي شعبة في ذلك ; لأنه كان يحدث من حفظه , ولا يرجع إلى كتابه , ويحدث بمعاني ما سمع لا بألفاظه التي سمعها ممن حدثه؛ إذ كان ذلك مما يعجز عنه , ولم يكن فقيها فيرد ذلك إلى الفقه حتى تتميز معانيه في قلبه كمالك والثوري... ثم وجدنا غير حماد بن زيد وغير شعبة قد روى هذا الحديث بمثل ما رواه حماد بن زيد به لا كمثل ما رواه شعبة به".اهـ.