تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: - وأخيرا: طبعة جديدة للتاريخ الكبير نرفع بها رؤوسنا

  1. #1

    افتراضي - وأخيرا: طبعة جديدة للتاريخ الكبير نرفع بها رؤوسنا

    كتبت هذه المقالة ثلاث مرات وفي كل مرة كنت أقوم بحذفها، لأن الذي كتبته سيجلب السخط من الحكام والمحكومين ودور التجارة بالكتب والمشهورة بدور النشر، وكذلك الذين يتعاطون مهنة التحقيق والذين لا يتعاطون، والذين يتذكرون منكم يعرفون حجم السباب والاتهامات الذي ينهال عليَّ عندما أقول للذين يحققون كتابا مشهورا وقد سبق تحقيقه عشرات المرات، فتأتي الطبعة الأخيرة وقد حذفوا منها عشرات الأحاديث الثابتة في النسخ الخطية، وأقول لهم فقط: أنتم المفسدون في الأرض، وحكمكم حكم المفسدين في الأرض، فيندفع المنتفعون من هذه الدار نحوي بالعض واللدغ والرفس، فقط لأنني انتقدت انتهاك حرمة كتب الحديث، وفي الحقيقة لا يزال في جسدي آثار العض والرفس، لذلك حذفت المقالة، واختصرتها في التالي:
    أليس من الخزي والعار أن يظل «التاريخ الكبير» لأمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري يعيش في طبعةٍ هنديةٍ قديمة، امتلأت بالتصحيف والتحريف والسقط، وتداخل التراجم، منذ أكثر من سبعين عامًا؟!.
    وهناك مئات الكتب على هذا النحو المُخزي، ونحن أُمة تعيش على بحار من الذهب.
    وهنا أتوقف عن بقية الكلام.
    وقد عشت مع كتاب «التاريخ الكبير» أكثر من خمس وأربعين سنة، استخرجتُ منه أقوال البخاري في الجرح والتعديل في كتابي «الجامع في الجرح والتعديل»، وكذلك استخرجت منه أقوال البخاري في علل الحديث في كتابي «المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل»، وأثناء العمل فيه كانت تقابلني مئات التحريفات والتصحيفات والسقط، فكنت أقوم بالتعليق في نسختي من الشاملة، حتى بلغت الحواشي التي أضفتها على الكتاب أكثر من ألف ومئةٍ وستةٍ وستين (1166) حاشية حتى الساعة، أصلحتُ فيها الكثير من هذه التحريفات، ونشرتها هنا في هذا الموقع.
    وهذا هو رابط نسختي في موقع المكتبة الشاملة:
    http://www.shamela.ws/index.php/book/12823
    بل كان بيني وبين شيخ المحققين، وأستاذ المدققين، الأخ والصديق الدكتور بشار عواد معروف لقاءٌ في قريتي بريف مصر، تحدثنا فيه عن الإعداد لتحقيق «التاريخ الكبير»، وبالفعل تم جمع الكثير من النسخ الخطية، ولكن أعمالا أُخرى حالت دون البدء في التحقيق.
    ـ أقول هذا لكي لا يظن القارئ أنني غريب على «التاريخ الكبير».
    وجاء رمضان الخَير، وجاءت معه العطايا والنفحات من رب الأرض والسماوات، فتكرم الله فيه عليَّ بنسخة كاملة من «التاريخ الكبير» للإمام البخاري، وبسرعة فتحت النسخة وأنا خائف أن يخيب ظني، وأن يخرج الكتاب كما خرجت كتب أخرى في السنوات الأخيرة، غلافٌ جيدٌ ملون، وورق من الشمواه الفاخر الفرنسي، وحرفٌ من أجمل الخطوط، ومن بين ذلك تنتشر رائحة العفن من خلال حذف الأحاديث، وتحريف الأسماء، والحكم على الإسناد الساقط بأنه سلسلة الذهب!!.
    فتحتُ:
    ـ الكتاب: التاريخ الكبير
    ـ المؤلف: أَبو عَبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري
    (المتوفى: 256هـ)
    ـ تحقيق ودراسة: محمد بن صالح بن محمد الدباسي
    ومركز شذا للبحوث بإشراف محمود بن عبد الفتاح النحال
    ـ الناشر: الناشر المتميز الرياض.
    وبالفعل: وجدت غلافًا جيدًا ملونًا، وورقًا من الشمواه الفاخر، وحرفًا من أجمل الخطوط، والآن تبقى أمر التحقيق والرائحة.
    ففتحتُ ملحوظات خمس وأربعين سنة، وبدأت في مقابلة الكتاب الجديد عليها، وفي كل واحدة كانت دقات قلبي تنخفض وترتفع، أخاف أن تكون في المطبوع، ضيفِ رمضان، على الخطأ، وسرتُ كثيرًا جدًّا، ومع السير سار قلبي يهدأ، ويستقر، فالحمد لله كان الناشر المتميز صفةً لكل ملحوظة، فأصلحوا، أصلح الله حال وشأن كل من ساهم في هذه الطبعة ولو بشق تمرة، ولو بكلمةٍ طيبة، وجبروا ما سقط من التراجم، جبر الله خاطرهم ووفقهم لعملٍ صالح يرضاه.
    فالآن صار للتاريخ الكبير طبعة نرفع بها رؤوسنا.
    وبقيت كلمة:
    أنا أعلم أن هناك الآن في أكثر من بلد من يعمل أو يُعد للعمل، على تحقيق التاريخ الكبير، ونصيحتي لهم:
    1- استمروا ولا تتوقفوا، فالكتاب يحتاج إلى طبعات وطبعات، وفيه من الأعمال الكثير والكثير.
    2- الرجا منكم عدم التوقف عند ذكر الفروق بين النسخ الخطية، فهذ فقط لا علاقة له بالتحقيق، أما التحقيق فهو أن يقوم المحقق بجمع الفروق بين النسخ الخطية، والمقارنة بينها، ثم دراسة مصادر الكتب الأخرى، ثم الترجيح وبيان الصواب.
    ومن أراد أن يتعلم ذلك فعليه بالنظر في حوشي الدكتور بشار عواد معروف على «تهذيب الكمال»، فهذه مدرسة الجمع والمقارنة والأدلة والترجيح.
    أضرب لكم مثالا، وهذا موجود في أكثر من ألفي (2000) موضع من «التاريخ الكبير»:
    وهو مجرد مثال للتوضيح:
    5555- سالم بن قتيبة (1).
    فيأت المحقق ويكتب في الحاشية:
    (1) في (س): «سلم بن قتيبة»، وفي (م) : «سليم بن قتيبة»، وفي (ك): «سليمان بن شيببة»، وفي (ع ول وت ولا) إلى آخره.
    ثم يسكت وينصرف، بل ويتركها على الخطأ في أصل الكتاب، ولا يذكر لنا نتائج التحقيق.
    التحقيق في جميع شؤون الحياة: هو جمع الأدلة للوصول إلى الحقيقة.
    أما سرد الأدلة فقط فهذا اسمه التشكيك، ولا يحل للقائم على الكتاب أن يقول: تحقيق فلان، إذا لم يذكر نتيجة التحقيق في كل خلاف، لأنه في هذه الحالة كلابس ثَوْبَي زور.
    وفي المثال المذكور، وبعد أن يسوق الخلاف بين النسخ فعليه أن يقول:
    والصواب: سَلْم بن قتيبة، انظر: «الكُنى» لمسلم، و«الجرح والتعديل»، و«ثقات ابن حِبَّان»، و«تهذيب الكمال»، و«المُؤتَلِف والمُختَلِف» للدارقطني، و«المُؤتَلِف والمُختَلِف» لعبد الغني بن سعيد الأَزدي، و«الإكمال» لابن ماكولا، و«توضيح المُشتَبِه» لابن ناصر الدين، و«تبصير المُنتَبه» لابن حجر.
    وأتمني من إخواني القادمين على تحقيق هذا الكتاب وغيره مراعاة ذلك.
    وأسأل الله التوفيق لكل من أراد وجه الله.
    أخوكم/ محمود بن محمد خليل الصعيدي.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي رد: - وأخيرا: طبعة جديدة للتاريخ الكبير نرفع بها رؤوسنا

    سلامٌ عليكم،
    فإني أحد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    أحسن الله إليكم، فأين نجده بمكتبات القاهرة ؟
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  3. #3

    افتراضي رد: - وأخيرا: طبعة جديدة للتاريخ الكبير نرفع بها رؤوسنا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مريم هشام بن محمدفتحي مشاهدة المشاركة
    سلامٌ عليكم،
    فإني أحد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    أحسن الله إليكم، فأين نجده بمكتبات القاهرة ؟
    بارك الله فيك أبا مريم
    سقطت الميم من " فإني أحمد إليكم الله "
    تحياتي أخي العزيز

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •