23-02-2015 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وغير بعيد الحادث الذي تعرض له ثلاثة من الطلبة المسلمين بمقتلهم بإطلاق النار عليهم في منزلهم في أحد الأحياء بولاية نورث كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية على يد الإرهابي المتطرف المدعو كريج ستيفن هيكس، وعلى الرغم من أن عائلة الضحايا أصرت على أن الدين يقف وراء الحادث إلا أن الشرطة أصرت على تراه حادثًا جنائيًا، ولم يتحرك في العالم الغربي شعرة ولم يتوقف أمام الحادث الذي لو صدر من مسلم لقامت الدنيا وما قعدت على الإسلام والمسلمين، ولأصبح وصف الفاعل بالإرهابي المسلم هو الوصف الوحيد قبل إجراء أي تحقيق.

أفكار ومذاهب وشعارات تطلق في الغرب للاستخدام فقط في وقت الحاجة لا أن تكون شعارات لمبادئ تطبق مع الجميع وعلى الجميع، فشعارات حقوق الإنسان وحريته ليست للاستخدام مع المسلمين بل تستخدم ضدهم دوما.
وغير بعيد الحادث الذي تعرض له ثلاثة من الطلبة المسلمين بمقتلهم بإطلاق النار عليهم في منزلهم في أحد الأحياء بولاية نورث كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية على يد الإرهابي المتطرف المدعو كريج ستيفن هيكس، وعلى الرغم من أن عائلة الضحايا أصرت على أن الدين يقف وراء الحادث إلا أن الشرطة أصرت على تراه حادثًا جنائيًا، ولم يتحرك في العالم الغربي شعرة ولم يتوقف أمام الحادث الذي لو صدر من مسلم لقامت الدنيا وما قعدت على الإسلام والمسلمين، ولأصبح وصف الفاعل بالإرهابي المسلم هو الوصف الوحيد قبل إجراء أي تحقيق.
ونشرت الجزيرة نت الإنجليزية مقالا للكاتبين "خالد بيضون" و"ندا الزين" بعنوان (لماذا لا يأبه الغرب بحياة المسلمين؟) أشارا فيه إلى التأكيد على هذه الحقيقة القاسية وهي أن "حياة المسلمين لا قيمة لها في أميركا".
وانتقد الكاتبان الصمت الأمريكي عن الحادث، فعلى الرغم من كشف هوية القاتل بعد حوالي سبع ساعات من وقوع الجريمة، وذلك من واقع التحقيقات الرسمية وتم الكشف أيضا عن الدليل على أن القتل ربما يأتي ضمن جرائم الكراهية، إلا أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة ظلت صامتة ولم تتحدث عن القاتل بصفة الإرهابي واعتبرته حادثا جنائيا عاديا.
وذكر الكاتبان أيضا تأخر الشبكات الإعلامية عن نشر الحادث في سابقة جديدة عليها وعلى تناولها للأحداث، فلم تبث شبكات "سي أن أن" و"فوكس نيوز" و"أم إس أن بي سي أخبار" القتل إلا بعد أكثر من 12 ساعة من وقوعها وهذا مخالف تماما لقواعدها التي تتعامل بها مع هذه الأخبار وغيرها.
وألمح الكاتبان إلى حقيقة مهمة وهي أن: "التاريخ يؤكد أنه لو تم تبديل هويات الضحايا والقاتل لأقامت وسائل الإعلام الدنيا ولم تقعدها على المستويين المحلي والعالمي، وأن السياسات التي تتبناها السلطات الأمريكية تجاه المسلمين الأمريكيين تؤكد عدم فصل هذه السلطات بين الهوية الإسلامية والإرهاب".
وأرجع الكاتبان السبب الرئيسي في وقوع مثل هذه الجرائم إلى الفاعل الحقيقي الذي لم يورد اسمه في التحقيقات وهو سياسات المؤسسات الرسمية الأمريكية، فقال الكاتبان أن "السياسات المؤسسية المتمثلة في الرقابة على الأفراد وبرامج مكافحة التطرف تربط بين الهوية الإسلامية والإرهاب والتطرف، الأمر الذي شجع أعمال العنف المدفوعة بالكراهية التي يرتكبها أفراد مثل القاتل هيكس".
وبالتالي فهذه السياسات هي التي رسخت المفاهيم السابقة القائمة على ما روّج له المستشرقون والعنصريون، كما عززت الصورة النمطية التي شكلتها تلك المفاهيم والأفكار القديمة، وبهذا تمت تغذية الشعوب الغربية عامة والأمريكية خاصة به، فكان هذا القتل ثمرة هذه التغذية العنصرية البغيضة.
وحق للكاتبين ولكل متابع أن يقارن بين تداعي العالم كله على قضية مثل حادث شارل إيبدو بفرنسا وبين هذه القضية إذ كانا متشابهين في كل شيء إلا في هوية القاتل والضحايا، فالإعلام الغربي يصور المسلمين دوما على أنهم يقفون خلف البندقية لا أمامها وأنهم دائما مجرمون لا ضحايا.
وفي النهاية قال الكاتبان أنه: "لا الجنسية الأمريكية ولا المقاييس التقليدية بأميركا للنجاح والإنجاز قد شكلت حماية للضحايا من الكراهية التي تستحثها وتحرض عليها السياسات المذكورة ونشر الأخبار والمواد الإعلامية المنحازة والمتحاملة بالإضافة إلى الأفلام السينمائية" وأنه لا ضمان للمسلم في حقوقه التي نصت عليها الدساتير والمواثيق الدولية، طالما يحمل هوية تقول أنه يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
هذا هو الغرب على حقيقته المجرمة، وهذا هو الوهم الخادع عن دول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي ينبهر بها شبابنا وعليها يطنطن مستغربونا العلمانيون الذي يزيفون الحقائق ليقولوا أن الحرية والرحمة والإنسانية قيم ثابتة في المجتمعات العلمانية الغربية، فأين هي حقيقة ؟