حديث سُهَيْل عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّرَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَقُومُالسَّاعَ ةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ، فَيَخْرُجُإِلَي ْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ،فَإِ ذَا تَصَافُّوا، قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَسَبَوْ ا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا، وَاللهِ لَانُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَه مْ، فَيَنْهَزِمُثُل ُثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أَفْضَلُالشُّهَ دَاءِ عِنْدَ اللهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيّ ةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُواسُيُوف َهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمِ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَقَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُواالشَّأْم َ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْيُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُعِيسَ ى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَارَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْتَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ،فَيُرِ يهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ".
فيه مسائل :
أولا: رد أحاديث الثقات بدعوى رد تفرد الثقة أو الصدوق هوبدعة محدثة .
ثانيا : رد أحاديث الصحيحين المجمع عليهما ، هو رد للإجماع، وقد اختلف السلف الطيب في حكم راد الإجماع، وأقل أحواله التفسيق والتبديع .
ثالثا : هذا الحديث ليس بفردمع أن أهل السنة يقبلون الأفراد والآحاد ، وهو يشير إلى حرب الملحمة الكبرى المتواترة، وهيمعركة ممتدة بالأعماق: من بلاد الشام حتى روما، في زمن المهدي الأخير ، وهي ملحمةتقوم بعد الهدنة والتحالف مع الروم، ثم يغدر الروم ، بسبب كثرة إسلام الفرنجة أثناءالهدنة، فيشتط غضب ملكهم ويأمر بمقاتلتهم، فتتجهز الجيوش وتبدأ الملحمة قرب الشام،ويستميت الجيشان، فيقول ملك الروم: لنترك لهم أرضهم وليسلّموا لنا من أسلم منقومنا، ومن سُبُوا ، فيرفض العجم المسلمون هذا العرض ويرفضه كل المسلمين، ثم تقومالملحمة الكبرى ، ويخرج جيش كبير من المدينة لمناصرة إخوانهم، فيكثر القتل ثمينتصر المسلمون .
وقد ذكرت شواهده في كتاب " التيسير فيما ورد في المهديالمنتظر والمهدي الأخير ". ومنها : خرجه مسلم (2920) عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرةأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها فيالبحر؟» قالوا: نعم، يا رسول الله قال :" لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعونألفا من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا:لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها - قال ثور: لا أعلمه إلا قال -الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبهاالآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا،فبينما هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كلشيء ويرجعون "، خرجه الحاكم (4/523) بهذا اللفظ ثم قال:" يقال : إن هذهالمدينة هي القسطنطينية قد صحت الرواية أن فتحها مع قيام الساعة ". وقد أعل بعض المجهولين هذا الحديث بلفظة " منبني إسحاق "، وهي في صحيح مسلم وفي كل نسخه، قال النووي: "قال القاضي:"كذا هو في جميع أصول صحيح مسلم؛ من بني إسحاق"، قال:" قال بعضهم:المعروف المحفوظ من بني إسماعيل"، وهذا البعض مجهول، وصحيح مسلم أرفع من هذاالبعض المجهول، ثم لم يأتوا بأي رواية في هذا الحديث بهذا اللفظ المكذوب "منبني اسماعيل"، وما ذكروا إلا أحاديث عامة أوردناها في مقاتلة المهدي وجنودهمن عرب أهل المدينة وغيرهم للروم ، وهي أحاديث لا تخالف هذا الحديث أصلا، بلتقويه، وهُمْ لم يعرفوا وجه الجمع بينه وبين سائر الأحاديث فعللوه، وهو صحيح وله شواهدكثيرة، والجمع بينهما بيّن، حيث يتعاون الجميع على مقاتلة الروم، ثم يتقدم مسلمة الفرنجةويصابروا حتى يفتحوا الروم، ويتبعهم سائرالمسلمين ،
قالالحافظ ابن كثير في النهاية (1/92) عن حديث مسلم :" روى المستورد القرشي قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" تقوم الساعة والروم أكثر الناس،قال: فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال: ما هذه الأحاديث التي يذكر عنك أنك تقولها عنرسول الله صلى الله عليه وسلم? فقال له المستورد: ....قال ابن كثير:"وهذا يدل على أن الروم يسلمون في آخر الزمان، ولعل فتح القسطنطينية يكون على يديطائفة منهم كما نطق به الحديث المتقدم أنه يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق، والروممن سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل فمنهم أولاد عم بني إسرائيل وهو يعقوببن إسحاق، فالروم يكونون في آخر الزمان خيرا من بني إسرائيل، فإن الدجال يتبعهسبعون ألفا من يهود أصبهان فهم أنصار الدجال، وهؤلاء أعني الروم قد مدحوا في هذاالحديث فلعلهم يسلمون على يدي المسيح ابن مريم والله أعلم ". / قال الخطيب في المتفق (68) في ترجمة إبراهيم:أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان قال حدثنامحمد بن غالب بن حرب قال وذكر أحمد بن حاتم عن إبراهيم بن يزيد البصري عن ابن عونعن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلىوسلم :" تجيش الروم على وال من عترتي اسمه يواطئ اسمي فيقبلون بمكانيقال له العماق فيقتتلون فيقتل من المسلمين الثلث أو نحو ذلك ثم يقتتلونيوما آخر فيقتل من المسلمين نحو ذلك ثم يقتتلون اليوم الثالث فتكون على الروم فلايزالون حتى يفتتحوا القسطنطينية فبينما هم يقتسمون فيها بالأترسة إذ أتاهم صارخ أنالدجال قد خلفكم في ذراركم "، هذا حديث رجاله ثقات إلا إبراهيم بن يزيد هوالبصري الواسطي وقد فرق الخطيب بينه وبين الشامي، وقد ترجمه الخطيب ولم يذكره بجرحولا تعديل وقد روا عنه اثنان، وأما ابن حجر فقال بأنه نفسه، وهو مختلف في توثيقه، والحسنبن أبي بكر هو مسند العراق أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البزازالثقة ، والبقية معروفون، وللحديث شواهد أخرى ، إلا ان هذا النداء الأول بخروجالدجال هو كذب من الشيطان :
وخرجه مسلم (2899) عن يسير بن جابر قال: هاجت ريححمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيرى إلا: يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة،قال: فقعد وكان متكئا، فقال: إن الساعة لا تقوم، حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرحبغنيمة، ثم قال: بيده هكذا - ونحاها نحو الشام - فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام،ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، وتكون عند ذاكم القتال ردةشديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهمالليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطةللموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلغير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة،فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان يومالرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدبرة عليهم، فيقتلون مقتلة - إماقال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها - حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فمايخلفهم حتى يخر ميتا، فيتعاد بنو الأب، كانوا مائة، فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجلالواحد، فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم، فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس، هوأكبر من ذلك، فجاءهم الصريخ، إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما فيأيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرضيومئذ - أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ -»، وهذا الخبر الأول بمجئ الدجال كذب،فإذا رجعوا إلى الشام جاء الخبر الصحيح بنزوله كما بينت ذلك الأدلة .
قالنعيم 1340 - حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة وليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بنأبي هلال عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: " ينشأ في الرومغلام يشب في السنة شباب الغلام في عشر سنين، فيكون بأرض الروم تملكه الروم فيأنفسها، فيقول: حتى متى وقد غلبنا هؤلاء على مكان من أرضنا؟ لأخرجن فلأقاتلنهم حتىأغلبهم على ما غلبوا أو يغلبوني على ما بقي تحت قدمي، فيخرج في سبعة آلاف سفينةحتى يكون بين عكا والعريش، ثم يضرم النار في سفنه، فيخرج أهل مصر من مصر، وأهلالشام من الشام، حتى يصيروا إلى جزيرة العرب، فذلك اليوم الذي كان أبو هريرة يقول:ويل للعرب من شر قد اقترب، للحبل والقتب يومئذ أحب إلى الرجل من أهله وماله،فتستعين العرب بأعرابها، ثم يسيرون حتى يبلغوا أعماق أنطاكية، فتكون أعظم الملاحمحتى تخوض الخيل إلى ثنتها، ويرفع الله النصر عن كل، حتى تقول الملائكة: يا رب، ألاتنصر عبادك المؤمنين؟ فيقول: حتى يكثر شهداؤهم، فيقتل ثلث، ويرجع ثلث، ويصبر ثلث،فيخسف الله بالثلث الذي يرجع، وتقول الروم: لا نزال نقاتلكم حتى تخرجوا إلينا كلبضعة فيكم من غيركم، فتخرج العجم فتقول: معاذ الله أن نخرج إلى الكفر بعد الإسلام،فذلك حين يغضب الله عز وجل فيضرب بسيفه، ويطعن برمحه، فلا يبقى منهم مخبر إلا قتل،ثم يمضون على وجوههم، لا يمرون على مدينة إلا فتحوها بالتكبير، حتى يأتوامدينة الروم فيجدون خليجها بطحاء، فيفتحها الله تعالى عليهم، فيفتض يومئذ كذا وكذاعذراء، وتقسم الغنائم مكايلة بالغرائر، ثم يأتيهم أن المسيح قد خرج، فيقبلون حتىيلقوه ببيت إيلياء، فيجدونه قد حصر هنالك ثمانية آلاف امرأة واثنا عشر ألف مقاتل،هم خير من بقي، كصالح من مضى، فبينما هم تحت ضبابة من غمام إذ تكشفت عنهم الضبابةمع الصبح، فإذا بعيسى ابن مريم عليه السلام بين ظهرانيهم "..........