ما زالت النزعة الشيعية موجودة في كتاباتك ، ومسألة القرابة عليك وليست لك.
فالعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه عم رسول صلى الله عليه وآله وسلم وصنو أبيه وعصبته هو أقرب الرجال إليه صلى الله عليه وآله وسلم ، فهو وريثه الوحيد من الرجال لو كان يورث ، وقد قدمه عمر والمسلمون للتوسل بدعاءه في الاستسقاء لكونه أقرب الأحياء إليه صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا ما عندي بالنسبة لموضوع أقرب الرجال إليه صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد أجمع أهل السنة والجماعة أنه لو كان يورث صلى الله عليه وآله وسلم لما ورثه إلا زوجاته وبنته وعمه فقط لا غير.
أما بالنسبة لكلام الأخ شلبي فليسمح لي أن أقول معدلا بعض الشيء في عبارته :
الأصل في أهل البيت المذكورين في آية التطهير زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي رأيي أنه لابد من تقييد كلامنا بأن نقول المذكورون في آية التطهير ولا نعمم فنقول بأن أهل البيت في الأصل هن الأزواج بل نقيدها بالآية.
وبهذا يجتمع كلام العلماء والأئمة في هذا الباب ولله الحمد.
وحديث الكساء إنما وسع دلالة الآية كما قال ابن كثير وغيره ، ولولا ورود هذا الحديث ، لبقينا على الأصل وهو أن أهل البيت في الآية هن الزوجات فقط.
فهذا حبر الأمة وترجمان القرآن وأعلم أهل البيت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قد ثبت عنه أن الآية نزلت في الأزواج خاصة.
فهذا تصريح منه أن الآية نزلت في الزوجات ، وأن غيرهن داخل فيها بعموم لفظ أهل البيت ، وليس كما قد يفهم البعض حصر أهل البيت في الزوجات ، فقد ثبت عنه أنه قال إني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي ، حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاماً ، لم يلبس الفتنَ ولم تلبَسه الفتن، كما فتح الله بنا هذا الأمر فأرجو أن يختمهُ بنا.