تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ما يمتاز به "الجامع الصحيح للسنن والمسانيد" عن غيره من الجوامع وكتب الزوائد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    54

    افتراضي ما يمتاز به "الجامع الصحيح للسنن والمسانيد" عن غيره من الجوامع وكتب الزوائد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الْحَمْدُ لِلهِ , نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه ُ , وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا , مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ , وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بداية أقول : ليس الهدف من هذا الموضوع هو الحطُّ أو التقليل من جهود العلماء الأجلَّاء الأفاضل الذين كتبوا في موضوع جمع السنة قديما وحديثا . وإنما الهدف هو دراسة وتبيين فوائد ومَيِّزات هذا الكتاب العظيم " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " , دراسةً علمية , وإبراز ما يمتاز به عن غيره من كتب الزوائد , دون التطرُّق لأسماء كتبٍ بعينها ...

    أولا : إن " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " قد تم جمعه من دراسة أكثر من مائة ألف حديث .
    وذلك أنه لم يقتصر على ما صح في بضعة كتب فحسب , بل اشتمل على الصحيحين , وما صح من السنن الأربعة , وجميع ما صح من الأحاديث في صحيح ابن خزيمة , وصحيح ابن حبان , ومسند الإمام أحمد , وكل ما حكم عليه الألبانيُّ - رحمه الله - بالصحة في كل كتبه .
    وكتب الألباني – كما هو معلوم - اشتملت على ألوف الأحاديث الصحيحة التي وردت خارج الكتب التسعة , والتي جمعها الشيخ رحمه الله , من خلال استقرائه لكتب الحديث , من معاجم , ومسانيد , ومستخرجات , ومصنفات , وأمالي , وأجزاء , بل وما كان مخطوطا في زمان الشيخ ولم يُطبع بعد آنذاك .
    فـ " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " أشمل من غيره من وجهين :
    الأول : عدد الكتب التي أُدخلت فيه .
    الثاني : عدد الأحاديث التي تمت دراستها .
    وهذا ينبني عليه أمر هو غاية في الأهمية , ألا وهو أنك إذا أردت أن تعرف الحكم في مسألة فقهية معينة , فلا بد لك أولا أن تجمع كل الأدلة الصحيحة التي وردت في هذه المسألة , حتى يكون حكمك صائبا وصحيحا.
    قال الشاطبي رحمه الله في (الموافقات) (1/ 245 - 246): ومَدار الغَلط في هذا الفصل إنما هو على حرف واحد ، وهو : الجهل بمقاصد الشرع ، وعدم ضم أطرافه بعضها لبعض ، فإن مَأْخَذَ الأدلة عند الأئمة الراسخين ، إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة ، بحسب ما ثبت من كُلِّيَاتها وجُزئياتها المرتَّبة عليها . أ . هـ

    ومن هنا .. فإن اقتصار بعض الكتب التي اهتمت بالزوائد على بعض الصحيح دون بقيته , لا يُعطي العالِم تصوُّرا واضحا لحكم المسألة , بل سيضطر إلى النظر في كتب أخرى , ربما يجد فيها أدلة إضافية , وبالتالي , كان من الضروري أن تُجمع الأدلة الصحيحة المتعلقة بحكمٍ معين في كتاب واحد , يجعل المشتغل بالعلم مطلعا على كل ما ورد من أحاديث وآثار تتعلق بالحكم الذي يبحث فيه .

    ثانيا : " زوائد الحديث "
    موضوع الزوائد يُبحث من وجهين :
    الوجه الأول : أن مسألة جمع الزوائد مسألة دقيقة جدا , بحيث أن كلمة واحدة زائدة في إحدى الروايات الصحيحة , قد تغير الحكم في المسألة تحليلا وتحريما .
    والحق أن كتب الزوائد - رغم الجهود المحمودة التي قام بها مؤلفوها - إلا أنها لا تستطيع أن تضع بين يدي القارئ كل ما ورد فعلا من زوائد ..
    لماذا ؟ , لأن الزوائد , ليست دائما فقرات وجُمَلا كبيرة , بحيث أن المؤلف يذكر أولا رواية البخاري , ثم يذكر ما زاده مسلم في روايته , وهكذا..
    فأحيانا قد تكون الزوائد بين روايتين هو مجرد جملة قصيرة , أو كلمة واحدة فقط .
    ووضْع هذه الكلمة أو الجملة القصيرة في رواية زائدة أسفل الحديث الطويل أمر صعب , قد يجعل القارئ لا يُدرك معنى الزيادة في الرواية .
    وبالتالي فإن أَنسب مكان للزوائد , هو أن توضع في مكانها المناسب في متن الرواية الأصلية .
    انظر مثلا حديث " المسيء في صلاته " في ( المكتبة الشاملة ) , الجامع الصحيح للسنن والمسانيد , (25/ 231) , باب أركان الصلاة , ركن الطمأنينة :
    (خ م ت س د حم) , عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: (دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ) (1) (فَصَلَّى الرَّجُلُ فَأَخَفَّ صَلَاتَهُ (2)) (3) (ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ (4) ") (5) (فَرَجَعَ يُصَلِّى كَمَا صَلَّى) (6) (ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: " وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ") (7) (حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا) (8) (فَعَلِّمْنِي) (9) (يَا رَسُولَ اللهِ) (10) (فَقَالَ: " إِنَّهُ لَا تَتِمُّ صَلَاةٌ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ (11) حَتَّى) (12) (يُسْبِغَ الْوُضُوءَ (13)) (14) (فَيَضَعَ الْوُضُوءَ مَوَاضِعَهُ) (15) (كَمَا أَمَرَهُ اللهُ - عز وجل - , فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ، وَيَمْسَحَ بِرَأسِهِ وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) (16) (ثُمَّ تَشَهَّدْ (17) وَأَقِمْ (18)) (19) (ثُمَّ قُمْ فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ , ثُمَّ كَبِّرْ) (20) وفي رواية: (ثُمَّ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ) (21) (وَيَحْمَدُ اللهَ وَيُمَجِّدَهُ وَيُكَبِّرَهُ) (22) (وَيُثْنِي عَلَيْهِ) (23) (ثُمَّ اقْرَأ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ) (24) وفي رواية: (ثُمَّ اقْرَأ بِأُمِّ الْقُرْآنِ , ثُمَّ اقْرَأ بِمَا شِئْتَ) (25) وفي رواية: (فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأ بِهِ، وَإِلَّا فَاحْمَدْ اللهَ وَكَبِّرْهُ وَهَلِّلْهُ) (26) (ثُمَّ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ (27) ثُمَّ يَرْكَعُ) (28) (فَإِذَا رَكَعْتَ فَضَعْ رَاحَتَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ , وَامْدُدْ ظَهْرَكَ) (29) (حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ) (30) (وَتَسْتَرْخِيَ) (31) (ثُمَّ يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) (32) (حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا) (33) (فَإِذَا رَفَعْتَ رَأسَكَ فَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى تَرْجِعَ الْعِظَامُ إِلَى مَفَاصِلِهَا) (34) (ثُمَّ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ يَسْجُدُ) (35) (فَيُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ مِنَ الْأَرْضِ (36) حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ وَتَسْتَرْخِيَ) (37) (ثُمَّ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ وَيَرْفَعُ رَأسَهُ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَاعِدًا) (38) (وَيُقِيمَ صُلْبَهُ) (39) وفي رواية: (فَإِذَا رَفَعْتَ رَأسَكَ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِكَ الْيُسْرَى (40)) (41) (حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا) (42) (ثُمَّ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ يَسْجُدُ حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ سَاجِدًا، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأسَهُ فَيُكَبِّرُ) (43) (حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا) (44) (ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا) (45) (فَإِذَا جَلَسْتَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ فَاطْمَئِنَّ وَافْتَرِشْ فَخِذَكَ الْيُسْرَى ثُمَّ تَشَهَّدْ) (46) (ثُمَّ افْعَلْ كَذَلِكَ حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِكَ (47)) (48) (فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ (49) وَإِنْ انْتَقَصْتَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا انْتَقَصْتَ مِنْ صَلَاتِكَ ") (50) (قَالَ: وَكَانَ هَذَا أَهْوَنَ عَلَيْهِمْ (51) مِنْ الْأَوَّلِ (52) أَنَّهُ مَنْ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا انْتَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ وَلَمْ تَذْهَبْ كُلُّهَا ") (53)

    فأنت إذا تأملتَ في هذه الرواية مثلا , تجد أنها جمعت لك كل ما زاد من ألفاظ صحيحة حول هذه القصة , حتى ولو كانت الزيادة كلمة واحدة .


    ولولا الإطالة لذكرتُ لك كثيرا من الأحاديث التي جُمعت على هذه الشاكلة .
    فانظر للأهمية : حديث عائشة في صفة صلاة الوتر في الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (27/ 128)

    وانظر حديث ابن عباس في صفة صلاة الوتر (27/ 136)

    وانظر حديث الشفاعة في (3/ 84)

    وانظر حديث الإسراء في (20/ 52)

    ثم قارن بعد ذلك بين هذه الروايات , وبين كتب الزوائد الأخرى التي اهتمت بجمع طرق الحديث , يتبين لك حينها صحة ما قد ذكرته لك .



    الوجه الثاني في مسألة الزوائد :
    أن " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " , لم يقتصر على جمع زوائد بضعة كتب فقط , بل جمع الزوائد الصحيحة المتعلقة بحديث معين من عشرات الكتب الحديثية , كما ذكرنا آنفا .
    وهذا الأمر غاية في الأهمية , لأن الحكم على الشيء , فرعٌ عن تصوُّره , فحتى نفهم المعنى الصحيح للحديث , ونأخذ تصوُّرا واضحا لمسألة معينة , لا بد أن يكون الجمع للزوائد جمعا أكثر شمولية واستيعابا , حتى نصل إلى الحكم الصائب , بناء على معطيات الأدلة الصحيحة .

    قد يقول قائل : إن الألباني رحمه الله لم يجمع كل ما صح من الأحاديث , فكيف تزعم أنك بجمعك للأحاديث التي صححها الشيخ تكون قد استوعبتَ كل الأدلة الصحيحة التي وردت في مسألة معينة ؟ .
    أقول : إن استيعاب الأدلة المتعلقة بحكم معين هو أمر نسبي , تختلف درجة إتقانه من محدِّث لآخر , ومن مجتهد لآخر .
    لكن هناك أمران مهمان في هذه المسألة :
    الأول : أن الشيخ رحمه الله قد استقرأ مئاتٍ من كتب الحديث المسندة , المطبوع منها والمخطوط , وقضى دهرا من عمره في المكتبة الظاهرية بدمشق , وبالتالي , فهو عندما يصدر حكمه على حديث معين , فإنه يصدر هذا الحكم بناء على استقرائه للأدلة التي اطلع عليها , والتي ذكر كمَّا هائلا منها في تحقيقاته ومؤلفاته , وبناء على مقاصد الشريعة أيضا .
    الأمر الثاني في هذه النقطة : أن الألباني رحمه الله , قد أفنى حياته في الدفاع عن السنة , والرد على مخالفيها , وتبيين الراجح من أقوال المذاهب الفقهية , فالشيخ رحمه الله بحكم عمله وخِبرته , قد اطلع على معظم الأدلة التي يستدل بها أهل المذاهب الفقهية والعقدية , وقام بنقدها نقدا حديثيا , ووضع هذه الأدلة في مكانها اللائق بها صحةً وضعفا .
    فقمنا نحن بأخذ ما حكم عليه بالصحة , ووضعناه في هذا الكتاب الذي بين يديك .
    فعندما أقول : إن جمع طرق الحديث وزوائده في " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " هو أكثر شمولية واستيعابا من غيره من الكتب , إنما أقوله بناء على هذين الأمرين .
    ومن عاش دهرا مع كتب الشيخ رحمه الله , عرف صحة ما قصدته وأشرت إليه .

    ثالثا : تخريج الحديث في " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد "
    كتب الزوائد والجوامع تكتفي بذكر مصادر الحديث في نهاية الرواية .
    أما " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " فإن العزو فيه على مستوى الجملة المُقتبسة , بحيث أن كل جملة في الحديث - ولو كان يحتوي على مائة جملة - فكل جملة مُقتبسة معزوَّة إلى مصدرين أو ثلاثة مصادر .


    رابعا : العزو لكتب الألباني
    الرواية الواحدة في " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " تحتوي عادة بعد العزو لكتب السنة , تحتوي على عزو لكتب الألباني رحمه الله ,
    تجد مثلا بعد التخريج : ( انظر صحيح الجامع , انظر الصحيحة , انظر الإرواء ) .
    وهذا العزو لكتب الشيخ يزيدك ثقة بصحة الحديث , ويُحيلك على هذه الكتب , إن لم يكن عندك الكتاب الأصلي الذي ورد فيه نص الحديث .
    كما أن هذا العزو دقيق جدا , بحيث أنه ليس فقط يحيلك - مثلا - على الإرواء , فالإرواء كل حديث فيه , له رقم معين , قام الألباني رحمه الله بتخريج هذا الحديث , وبيان درجته صحة وضعفا , لكن الألباني صحح وضعف عشرات الأحاديث , وهي موجودة في ثنايا كلامه على تحقيق حديث واحد من أحاديث الإرواء .
    فالعزو في " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " عندما يقول لك مثلا : صححه الألباني في الإرواء تحت حديث: 1268
    فهذا يعني أن الحديث ليس هو من أحاديث " منار السبيل " بل هو من تخريجات الشيخ على حديث الباب .
    والكلام على الإرواء ينطبق على بقية مؤلفات الشيخ رحمه الله .

    خامسا : شرح الحديث
    الحديث في " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " مشروح من كتب الشروح المعتمدة , مثل " فتح الباري , و" شرح النووي " و " تحفة الأحوذي " و " عون المعبود " , وغيرها من كتب الشروح .
    فالشرح يحتوي على توضيح معاني غريب الألفاظ , وفقه الحديث , وما يُستفاد منه , ورفع الإشكال الحاصل بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض .
    هذا بالإضافة إلى التعليقات العقدية , والفقهية , والحديثية للألباني رحمه الله على كثير من الأحاديث (*).

    أما بعض كتب الزوائد , فهي إما سردٌ للأحاديث دون توضيح لمعناها ,
    وإما اقتصارٌ على شرح عدد يسير من غريب ألفاظ بعض الأحاديث .

    سادسا : تكرار الحديث في عدة أبواب بحسب ما يقتضيه لفظه من مواضيع
    تم تكرار الحديث المجموع الطرق في " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " بنصه , بحسب ما يقتضيه لفظُه من معانٍ , وما يحمله متنه من دلالات .
    فأحيانا قد يُكرَّر الحديث الواحد في سبعة أبواب مختلفة .
    أما كتب الزوائد والمجاميع , فيندر فيها التكرار , لأن هذا سيؤدي إلى زيادة عدد مجلدات الكتاب... وبالتالي , فإنهم إما أن يقتضبوا موضع الشاهد من الحديث , ويحيلوا إلى مكان النص الكامل في المجلدات السابقة , وإما أن يكتفوا بمجرد الإحالة إلى موضع الحديث سابقا أو لاحقا .
    وهذا يقتضي أن القارئ يجب عليه أن يتنقل بين أجزاء الموسوعة , بينما هم يقرأ في موضوع واحد فقط ..
    ولا يخفى على القارئ أن الأفضل أن يُذكر الحديث بنصه في كل موضوع يتعلق به , ولا يُكتفى بالإحالة , لأن هذه الطريقة أوضح في التصوُّر , وأتم في البيان , وهي أفضل قطعا من الإحالة والاقتضاب , التي تقتضيها مسألة التوفير في عدد المجلدات وما شابه .

    سابعا : ميزة صحيحي البخاري ومسلم على غيرهما من الكتب هي الصحة , لكن البخاري ومسلم لم يجمعا كل الصحيح , و" الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " جمع لك بين الأمرين معا : الصحة , والاستيعاب في عملية الجمع .
    فـ " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد " أحاديثه كلها صحيحة , وبالتالي فإن القارئ يبقى ذهنه نقيًّا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة , ومداومة القراءة في هذا الكتاب تجعل عند القارئ مَلَكة يُميِّز بها بين الصحيح والضعيف , فبمجرد أن يسمع حديثا لم يقرأه في هذا الكتاب , يتبادر إلى ذهنه أن هذا الحديث يحتاج إلى بحث وتحقيق .


    ثامنا : الفهرس الموضوعي لـ " الجامع الصحيح للسنن والمسانيد "
    هو فهرس يتميز بالشمولية والتفصيل , بخلاف كثير من غيره من الكتب الأخرى , التي يكون فهرسها الموضوعي ضيقا نسبيا , لأن التفصيل في المواضيع يقتضي تكرارا أكثر للأحاديث , لذا فهم عادة يضعون فهارس مختصرة .
    مع أن العلماء قالوا : إن فقه البخاري في تراجم أبوابه , فليست فقط صحة الأحاديث التي أوردها البخاري في كتابه هي التي جعلت له تلك القيمة بين العلماء , بل أيضا التراجم والأبواب التي وضع تحتها تلك الأحاديث , أثْرَت كتابه فقهيا , وجعلته أسمى منزلة من غيره من الكتب .

    ختاما , لا أزعم أبدا أن هذا الكتاب جمع كل ما صح عن النبي ﷺ
    ولا أزعم أن كتابي هو أحسن كتاب على الإطلاق , لكنني أحببتُ أن أوضح ما يمتاز به هذا الكتاب عن غيره من المؤلفات .
    والله هو الهادي إلى سواء السبيل .

    ____________________
    (*) ما زال العمل جاريا على تكملة ما تبقى من شرح للأجزاء الفقهية من الكتاب .
    بشرى : حمل الإصدار الثالث والكامل من الجامع الصحيح للسنن والمسانيد http://majles.alukah.net/t133261/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    82

    افتراضي

    جزاك الله خيرا

    كتاب عظيم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •