الجمال المزدوج
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قولنا:زيد راغب نفسُه فيك " فلهذا التركيب جمال مزدوج في نفس الوقت ،وذلك عائد إلى منزلة المعنى بين أجزاء التركيب ،فإن جعلت "نفسُه" توكيدا للضمير في راغب فهو مستقيم حسن وجميل ،وإن جعلت "نفسُه" توكيدا "لزيد" فهو مستقيم حسن وجميل وقد فصلت بين التوكيد والمؤكد ، وهناك احتياج معنوي بين أجزاء التركيب رغم الفاصل الذي تقدم على التوكيد بمنزلة المعنى ، قال :"ويرضينَ بما آتيتَهُنَّ كلُّهنَّ" برفع "كل" وهي توكيد للضمير في "يرضين" ،وتم الفصل بين التوكيد والمؤكد ، وهو فصل جائز، وهذه هي القراءة الأجود ،والطبري لا يرضى بغير هذه القراءة ، وهو رأي يعضده الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ، فالمقصود هو رضا الكل وليس إيتاء الكل ،وهناك من قرأ "ويرضين بما آتيتهن كلَّهن" بتوكيد الضمير في "آتيتهن" وهي قراءة أقل جودة ، وهناك من يعتبر القراءة شاذة ، والفيصل في ذلك يعود إلى منزلة المعنى بين أجزاء التركيب .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستوى نظم التراكيب وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس ،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .