موسوعة (شعراء العربية )شعراء العصر الاموي ج2بقلم -فالح الحجية 42 ليلى الأخيلية هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل من عامر بن صعصعة . شاعرة عربية مخضرمة عرفت بجمالها وكمالها وقوة شخصيتها وفصا حتها وشاعريتها الفذة عاصرت صدر الإسلام والعصر الأموي عرفت بعشقها المتبادل مع توبة بن الحُمَير. لها العديد من قصائد الشعر في العشق والغزل والرثاء واغلب رثا ؤ ها فيمن عشقته وهو توبة كما كان بينها وبين الشاعر النابغة الجعدي مهاجاة. تقول فيه : أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا وكنت صنياً بين صدين مجهلاَ أنابغ إن تنبغ بلؤمك لا تجد لِلُؤمك إل اوَسَسْطَ جَعْدَة َ مَجْعَلا أعيرتني داء بأمك مثله وأي جواد لا يقال له: هلاوما كنت وقاذفت جل عشيرتي لأذكر َ قَعْبي حَارزٍ قد تثمّلا هام بها الشاعر توبة بن الحمير الخفاجي وهي واحدة من الشاعرات المتميزات في عصرها اذ لا يتقدمها في الشعر من النساء سوى الخنساء. و قد بادلته هي العشق والمحبة وكان يعرف توبة بالشجاعة والخلق الكريم وعرفت هي بجمالها وفصاحتها وشاع حبهما بين الناس وتقدم توبة لخطبتها من ابيها الا ان والدها رفضه بسبب اشتهار أمرهما وذيوع قصة حبهما ثم قام والدها بتزويجها من رجل آخر من بني الادلع . وعلى الرغم من هذا استمر اللقاء بين توبة وليلى فشكوه الى قبيلته فلم يمتنع فقام قومها بشكواه إلى السلطان فاباح لهم إهدار دمه ان اتاهم للقائها مرة اخرى . ( لاحظ الشاعر تو بة بن الحمير في كتابي ( شعراء صدر الاسلام صفحة\ 95- 100 ) من هذه الموسوعة قصة توبة بن الحمير وليلى الاخيلية فهما شاعران تحاببا وفاض حبهما منهلا شعرا كثيرا زاخرا بالمودة المحبة والاخلاص والوفاء لبعضهما فهي قصة حب عذري لامست الكثير من المشاعر المعروفة كباقي قصص الحب العذري التي شاعت في ذلك الوقت في مجتمع اقرب ما يكون الى بدايات الاسلام وقواعده الشرعية تلك التي حكمت سلوك الافراد وسيرت مقاصدهم وركزت على نواياهم الدفينة غير المعلنة و في رقابة نفسية نوعية تأسر النفس والقلب والسلوك المجتمعي في ظل معايير حفظ الجانب للاخر والابتعاد عن الظن وتسليم الناس من الاذى في القول والفعل وفي ترك خواتم الاعمال التي لا حكم لها الا على النية التي لا يعلم بها الا الله تعالى . فكانت قصة حب نقية لا شائبة فيها وتبقى في اطارها الذي جعل ليلى الاخليلة بشعرها المخضرم بين صدر الاسلام والعصر الاموي لتعيش بقية حياتها بين زمن الامويين التي تركزت سيرتها اكثر ما يكون في هذه الحقبة الزمنية و التي اعتبرت من شعراءها . . ومما قاله توبة فيها :نـأتْـكَ بـليلى دارُها لا تَزورها وشـطّت نواها واستمَّر مريرُها وخـفت نواها من جَنوب عُنيزةٍ كما خفّ من نيلِ المرامي جفيرُها وقـال رجـال لا يَـضيرُكَ نأيُها بلى كلَّ ما شفَّ النفوسَ يضيرها ألـيس يضير العينَ أنْ تكثرَ البُكا ويـمـنعَ منها نومُها وسُرورُها و قدم توبة لزيارتها مرة وقد ترصّد له قومها في المكان الذي يلتقيان فيه فعلمت بذلك فخرجت إليه مسفرة على غير عاداتها حيث كانت تلقاه قبل هذا مبرقعة الأمر الذي جعله يشك بوجود أمر خطير فسارع بالانزواء والهرب فكانت سبباً في إنقاذ حياته. ظل توبة يهيم عشقاً بليلى وينشد فيها القصائد الشعرية حتى آخر يوم في حياته ويقال إن ليلى تزوجت مرتين ولكن ظل حبها لتوبة يحتل مساحة من قلبها واسعة . وقيل إن توبة خرج في إحدى الغزوات وأصابه الضعف فقتل ويقال إن قتله كان على يد رجل بني عوف بن عقيل. فلما سمعت بمقتله قالت ليلى فيه :أيـا عَـيْـنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ بـسَـحٍّ كَـفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ لِـتَـبْـكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ بـمـاءِ شُـؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ سَـمِـعْـنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُ ولا يَـبْـعَـثُ الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكُّرِ كـأنَّ فَـتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يَسِرْ بِـنَـجْـدٍ ولَـمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوِّرِ ولَـمْ يَـرِدِ الـماءَ السِّدامَ إذا بَدا سَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي مُوّ ر . وقيل ان الحجاج بن يوسف الثقفي لقي ليلى فقال لها :- انشدينا ما قلت في توبة :- فانشدت :فتى كان أحيا من فتاة حييّة وأشجع من ليث بخفان خادرفنعم الفتى إن كان توبة فاجرا وفوق الفتى إن كان ليس بفاجرفقال لها أحد الجالسين ، وهو أسماء بن خارجة :- أيتها المرأة انك تصفين هذا الرجل بشيء ما تعرفه العرب عنه .فقالت : أيها الرجل ! هل رأيت توبة قط ؟ قال : لا . فقالت : أما والله لو رأيته لو وددت أن كل فتاة شابة في بيتك حامل منه فكأنما فقىء في وجه أسماء بن خارجة حبّ الرمان أي احمر وجهه من الخجل ! و ذهبت الى الشام ذات مرة ودخلت بيت الخليفة عبد الملك بن مروان ودخل الخليفة عبد الملك فلقيها عند زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية فرأى عندها أمرأة بدوية فاستغرب قائلا :- من أنت ؟ فقالت : أنا الوالهة ، الحرى ليلى الاخيلية. قال : أنت التي تقولين :أريقت جفان ابن الخليع فأصبحت حياض الندى زالت بهن المراتب وفيها قمة المدح لعشيقها وهو أن الكرم قد مات بموت توبة . واما الخليع فهو من اجداد توبة . قالت : أنا التي أقول ذلك . قال : فما أبقيت لنا ؟ قالت : الذي أبقاه الله لك . فقالت عاتكة مخاطبة زوجها الخليفة : - لست لابي يزيد- كنية الخليفة - إن انت قضيت لها حاجة من حاجتها وذلك لتقديمها اعرابيا جلفا على أمير المؤمنين . فوثبت ليلى قائمة تنشد أبياتا منها :أأجعل مثل توبة في نداه أبا الذبان فوه الدهر دامي وقيل ان ليلى الاخيلية حضرت مجلس الحجاج بن يوسف الثقفي فقالت‏:‏ إني قد قلت في الأمير قولا . قال‏:‏ هاتي . فأنشأت تقول‏:‏ أحجاج لا تفلل سلاحك إنما ال منايا تكن بالله حيث يراها أحجاج لا تعط العصاة مناهم ولا الله يعطى للعصاة مناها إذا هبط الحجاج أرضًا مريضة تتبع أقصى دائها فشفاها شفاها من الداء العضال الذي بها غلام إذا هز القناة سقاها سقاها فما ولد الأبكار والعون مثله هجره لا أرض تحف ثراها قال‏:‏ فلما قالت هذا البيت قال الحجاج‏:‏ قاتلها الله ما أصاب صفتي شاعر منذ دخلت العراق غيرها‏.‏ فلما اتمت انشادها في مدحه قال لجلسائه : اتدرون من هذه الجارية ؟ قالوا : لا اصلح الله الامير لكنا لم نر امراة اكمل كمالا ولا اجمل جمالا ولا اطلق لسانا ولا ابين بيانا منها فمن هي ؟ قال : هذه ليلى الاخيلية صاحبة توبة بن الحمير . ثم التفت اليها فائلا:- ياليلى ما الذي رابه من سفورك حيث يقول :وكنت اذا ما زرت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها قالت : اصلح الله الامير لم يرني الا متبرقعة وكان قد ارسل لي رسولا انه سيلم بنا ففطن بعض من في الحي لرسوله فاجمعوا واعدوا له وكمنوا اليه ففطنت لذلك فلم يلبث ان جاء فالقيت برقعي وسفرت له فلما راى ذلك مني انكره وعرف الشر فلم يزد ان سلم علي وسال عن حالي وانصرف راجعا .فقال الحجاج : لله درك هل كانت بينكما ريبة ؟ فقالت : لا والذي اساله ان يصلحك الى ان قال مرة قولا ظننت انه خضع لبعض الامر فقلت مسرعة شعرا : وذي حاجة قلنا لا تبيح بها فليس اليها ما حييت سبيل لنا صاحب لا ينبغي ان نخونه وانت لأخرى صاحب وخليل وقيل كانت ليلى قادمة من سفر مع زوجها فأرادت أن تتوقف عند قبر توبة لتسلم عليه فرفض زوجها فأصرت على موقفها قائلة :- والله لا أبرح حتى أسلم على توبة . فتركها زوجها تفعل فلما دنت من القبر وقفت عليه قائلة :- السلام عليك يا توبة أ لست القائل :- ولـو أنَّ لـيلى الأخيليةَ سَلّمت عـلـيَّ ودونـي جَنْدلٌ وصفائحُ لـسـلمتُ تسليمَ البشاشةِ أو زقا إليها صدىً من جانبِ القَبر صائحُ وأغبط من ليلى بما لا أناله ألا كل ما قرت به العين صالحفما بالك لم تسلم علي كما قلت؟ وكان بجانب القبر طائر فلما رأى الهودج فزع وطار في وجه بعير ليلى فسقطت عنه ودق عنقها فكانت فيها وفاتها فدفنت بجانب قبر توبة.وذلك في عام \ 80 هجرية – 704 ميلادية عند منطقة يقال لها (ساوة ) في جنوب العراق – محافظة المثنى .. ومن شعرها هذه الابيات الرائعة :طربت وما هذا بساعة مطرب إلى الَحيّ حَلّوا بين عَاذٍ فجُبْجُبِقَدِيم افأمْسَتْ دارُهُم قد تلعبتْ بها خرقات الريح من كل ملعبِوكَمْ قَدْ رَأى رائيهِم ورَأْيتُه بِها لِي مِنْ عمِّ كريم ومن أَبِفوارس من آل النفاضة سادة ومن آل كَعْبِ سؤددٌ غيرُ مُعْقَبِوحيِّ حريدٍ قد صبحْنا بغارة ِ فلم يمس بيت منهم تحت كوكبِسننا عليهم ، كل جرداء شطبة لجوج تباري كل أجرد شرجبِأجشُّ هزيمٌ في الخَبارِإذا انتحى هَوادي عِطفَيْه العِنان مُقرّبِلوحشِيها من جانبَي زَفيَانِها حفيف كخذروف الوليد المنقبِإذا جاشَ بالماءِ الحَميمِ سِجالُها نَضَخْنَ به نَضْحَ البمزادِ المسرَّبِفذر ذا ، ولكن تمنيت راكباً إذا قالَ قوْلاً صادِقاً لم يكذّبِله ناقة عندي وساع وكورها كلا مرفقيها عن رحاها بمجذبِإذا حركتها رحلة جنحت به جنوح القطاة تنتحي كل سبسبِجنوح قطاة الورد في عصب القطا قَربْنَ مِياهَ النَّهْي منْ كلّ مَقرَبِفغادين بالأجزاع فوق صوائق ومدفع ذات العين أعذب مشربِفَظَلْنَ نَشَاوى بالعُيونِ كأَنَّها شَروبٌ بَدَتْ عنْ مرزُبان مُحجَبِفنالَتْ قَلِيلاً شَافيا وتعجَّلَتْ لنادلها بين الشباك وتنضبِتبيت بمَوماة ٍ وتصْبحُ ثَاويا بها في أفاحيص الغوي المعصبِوضمت إلى جوف جناحاً وجؤجؤاً وناطَتْ قَلِيلاً في سِقاءٍ مُجبَبِإذا فترت ضرب الجناحين عاقبت عَلَى شُزنيها مَنْكبا بعد مَنكبِفلما أحسا جرسها وتضورا وأوبتَها من ذلك المُتأوّبِتدلّت ْ إلى حُص الرؤوسِ كأنَّها كرات غلام من كساء مرنبِفلما انجلت عنْها الدُّجى َ وسقتْهما صبيب سقاء نيط لما يخربِغدَت كنواة ِ القَسبِ عنْها واصبَحَتْ تراطنها دوية لم تعربِولي في المُنى أَلا يعرّجَ راكِبي ويحبس عنها كل شيء متربِويفرج بوّابٌ لها عَنْ مُناخها بقليدهِ بابَ الرتاج المُضبّبِإذا ما أنيهت بابن مروان ناقتي فليسَ عليها لِلهَبانيقِ مَرْكَبيأدلت بقربي عنده وقضى لها قضاءً فلم ينقض ولم يتعقبِفإنك بعد الله أنت أميرها وقنعانها من كل خوف ومرعبِفتقضى فلولا أنه كل ريبة وكل قليل من وعيدك مزهبيإذا ما ابتغى العادي الظلوم ظلامة لديَّ وما استجلبَت للمتجلبِتُبادرُ أبناءَ الوَشاة ِ وتبتَغي لها طلبات الحق من كل مطلبِإذا أدلجت حتى ترى الصبح واصلت أديم نهار الشمس مالم تغيبِفلما رَأتْ دَارَ الأميرِ تحاوصَتْ وصوت المنادي بالأذان المثوبِوترجيعَ أصواتِ الخُصوم يردُّها سقوفُ بيُوتٍ في طِمارٍ مُبوَّبِيظل لأعلاها دوي كأنه تَرَنُّمُ قارِي بيتِ نحّال مُجَوَّبِ امير البيان العربيد. فالح نصيف الحجية الكيلانيالعراق- ديالى - بلدرو ز ***************************