أخطاء عقدية في الرياضة
الشيخ زيد البحري : www.albahre.com
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ

لا يظن ظان أننا نحرم الرياضة فإن النصوص الشرع أتت بالحث على بعض صور منها ، فقد جاء في سنن النسائي :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب إلا أن تكون أربعة : ملاعبة الرجل امرأته ، ومشي الرجل بين الغرضين " يعني الرماية " وتأديب الرجل فرسه ، وتعليم الرجل السباحة ))
وإذا كان كذلك فإن هناك بعض الملحوظات التي قد تصدر من بعض الناس تجاه ما يجري من هذه الرياضة ولاسيما فيما يخص اللاعبين الذين ليسوا على ملة الإسلام وفيما يخص بعض المدربين مما يقال فيهم من الأوصاف
وليعلم أن الحديث عن هذه الأشياء نلخصه فيما يلي :
أولا :
أن على المسلم أن تكون له شخصية متميزة وأن عليه أن يتأسى بأهل الخير والصلاح ولا يتأسى بأهل الفسق والفساد من اللاعبين
و من غيرهم
ثانيا :
لا يجوز ارتداء ملابس عليها أسماء هؤلاء الكفار وكذلك لا يجوز أن تلبس تلك الملابس الرياضية التي بها تصاليب يعني صليب:
ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام عند البخاري كان عليه الصلاة والسلام لا يرى شيئا فيه تصاليب إلا نقضه يعني أزاله
ولذلك فإن مثل هذه الملابس فيها تعظيم لرمز هؤلاء النصارى
ولذا : حتى بعض هؤلاء قد يرمز رمزا لتعظيم الصليب بأن يضع هذا اللاعب يده على اسمه ثم يضع هذه اليد على صدره إشارة إلى تعظيم هذا الصليب وهذا لا يجوز في شرع الله لأنه يمس العقيدة مسا واضحا
ولذلك :
علينا أن نقنع هؤلاء الشباب بخطورة الأمر فكون الشاب يدع ارتداء تلك الملابس عن قناعة تامة خير من أن يدعها عن قهر وقسر
فإقناع هؤلاء بأهمية العقيدة في هذا الجانب أمر ضروري
ثالثا :
أن هؤلاء اللاعبين غير المسلمين لا يجوز أن يحبوا أو أن نكنَّ محبة لهم فهذا خلاف ما جاءت به النصوص الشرعية الكثيرة ولا يعني أنه لا يحسن إليهم بالقول أو بالفعل كلا ، فالله جل وعلا قال :
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } الممتحنة8
فلا إشكال في الإحسان إليهم بالقول حتى نحببهم في دين الله أما أن يحبوا فلا :
ولذا قال عز وجل :
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
ثم قال عز وجل بعدها :
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الممتحنة9
الأمر الرابع :
أن على التجار أن يتقوا الله فإننا نجد أن الملابس الرياضية تكاد تخلو من الملابس السليمة حتى إن الأب الحريص ليتعب حينما يذهب للبحث عن ملبس سليم
وبالتالي فإن عليهم أن يتقوا الله في مطعمهم وفي مشربهم ، وأن هذا الفعل لا يجوز
خامسا :
أن بعضا من شبابنا قد يلبس مغاطا أو يلبس أساور على أنها عادة أو محببة لديه من أجل أنه رأى ذلك اللاعب غير المسلم قد لبسها وهذا لا يجوز
لأن هؤلاء يضعون هذه الأساور وهذه المغاطات وكذلك يضعون الوشم يضعونها من أجل أنها تدفع عنهم الضر أو أنها تجلب لهم الخير
وهذا من التمائم والنبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( من تعلق تميمة فلا أتم الله له))
فيجب على هؤلاء الشباب أن يتفطنوا لهذا فيجب على المصلحين وأهل الخير والمعلمين أن يثقفوا وأن ينبهوا هؤلاء الشباب إلى مثل هذا الأمر
الأمر السادس :
أن بعض المعلقين قد يصف المدربين غير المسلمين بأنه سيد
والنبي عليه الصلاة والسلام قال كما في عند أبي داود من حديث بريدة قال : (( لا تقولوا للمنافق سيدا فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم ))
ثامنا:
أن بعض هؤلاء المعلقين وللأسف هم من المسلمين وينتسبون إلى الإسلام لكنهم لا يدركون حقيقة ما يقولونه من ألفاظ لأنهم قد يعزون نجاح ذلك الفريق أو عدم نجاحه لسوء الطالع أو لحسن الطالع الذي هو النجم فيجعلون للنجوم تأثيرا على ما يحدث لذلك الفريق أو لذلك اللاعب لطلوع ذلك النجم أو لخروجه وهذا من الاستسقاء بالأنواء ومن علم النجوم المسمى بعلم التأثير الذي لا يجوز وهو أن يستدل بالنجوم على ما يجري من حوادث في الأرض
ولذلك :
قد ينسب بعضهم أن هذا الهدف لم يدخل بسبب العارضة أو أن العارضة تدخلت ومنعت دخول هذا الهدف إلى المرمى وهذا من الخطورة بمكان
لأنه لا يمكن ان يقع شيء إلا بأمر الله {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49
فكيف يؤثر هذا الجماد أو كيف يؤثر أي مخلوق من المخلوقات مهما عظم في الكون لا يمكن أن يكون له تأثير إلا بأمر من الله عز وجل وقدره
فعلى المسلمين أن يتقوا الله عز وجل في هذا الأمر ولا يجوز لهم أن يتعلقوا باللاعبين الأجانب ولاسيما مع الانتشار صيت تلك الفرق الأوربية مما فيها من لاعبين
فقد أفتت اللجنة الدائمة في عهد سماحة الشيخ : ابن باز رحمة الله عليه في عام 1418هـ بأنه لا يجوز التعلق بهؤلاء اللاعبين ولا بهذه الأندية
وثني بفتوى أخرى في عام 1431 هـ بالهجرة
فنسأل الله عز وجل للجميع الهداية والصلاح