03-01-2015 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وإذا كان المثل يقول "والحق ما شهدت به الأعداء"، فإن ما نشرته الصحيفة البريطانية الشهيرة "الاندبندت" عن أثر أشهر وأهم مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر" على نمو ظاهرة الكراهية ضد المسلمين يأتي في هذا الإطار.


لا يخفى أثر وسائل الإعلام المعاصرة – وعلى رأسها الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها - في التأثير على أفكار المسلمين وعقولهم، ناهيك عن قدرتها على التأثير في سلوكهم وتصرفاتهم، حيث أحدثت ثورة المعلومات والاتصالات انقلابا هائلا في مفهوم الزمان والمكان التقليدي، وأضحى العالم شبكة معقدة تتخطى الحدود الإقليمية والقومية، وتفتح على المسلمين أبواب تيارات فكرية لا يمكن حصرها كما ولا كيفا.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن جميع أسرار هذه التقنيات الحديثة بيد غير المسلمين من اليهود والنصارى، وأن أضخم شبكات التواصل الاجتماعي المعاصرة "فيس بوك" و "تويتر" هي شركات أمريكية المنشأ والإدارة، فإن ذلك مما يزيد من خطر هذه الوسائل وتأثيرها على المسلمين.
وكما أن لهذه الوسائل التقنية الحديثة بعض المنافع التي لا يمكن إنكارها من جهة، إلا أن تحكم الغرب بها وامتلاكه لها وهو العدو الأشد للمسلمين، يجعل من هذه التقنيات وسيلة تستخدم لزيادة الكراهية ضد المسلمين، وتنمية العنصرية وما يعرف بظاهرة "الإسلاموفوبي ".
وإذا كان المثل يقول "والحق ما شهدت به الأعداء"، فإن ما نشرته الصحيفة البريطانية الشهيرة "الاندبندت" عن أثر أشهر وأهم مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر" على نمو ظاهرة الكراهية ضد المسلمين يأتي في هذا الإطار.
فقد نشرت الصحيفة تحقيقاً أكدت فيه أن موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" يرفضان حجب مئات المنشورات الحاقدة على المسلمين، رغم احتجاج المنظمات المناهضة للعنصرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة البريطانية كشفت في أكتوبر الماضي عن تزايد جرائم الكراهية ضد المسلمين في لندن بنسبة 65 %، خلال 12 شهرا الماضية، بما يشير إلى أثر ما ينشر على "فيس بوك" و "تويتر" في ارتفاع نسبة هذه الكراهية.
كما أشارت الصحيفة إلى ارتفاع عدد المنشورات التي تتهم المسلمين بالاغتصاب وبالاعتداء الجنسي على الأطفال، وتشبههم بالسرطان....الخ، وهي اتهامات باطلة ومغرضة، حيث من المعلوم أن أمثال هذه الأفعال تنتشر بشكل كبير ومخيف في المجتمعات الغربية غير المسلمة، ولعل فضائح قساوسة الفاتيكان مؤخرا خير شاهد على ذلك.
وأضافت الصحيفة: ولعل أخطر المنشورات، تلك التي تدعو إلى إعدام مسلمي بريطانيا، وعلى الرغم من ذلك لا تزال حسابات متداولي المنشورات مفتوحة على موقعي "فيس بوك" و"تويتر"، ولم تحجب منشوراتهم أيضا.
وهي في الحقيقة سياسة متبعة من جميع مؤسسات الدول الغربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فما دام الأمر يتعلق بالتعريض بالإسلام والمسلمين فلا بأس به تحت شعارات "حرية الرأي".
ومن هنا لم يكن رد إدارة "فيس بوك" على تلك التقارير التي تلقتها عن هذه المنشورات مستغربا، حيث أجابت: "بأن محتواها لا يخالف قواعد النشر على الموقع".
بينما كان رد إدارة موقع "تويتر" أكثر دبلوماسية دون أن يحذف أيا من تلك المنشورات المعادية للمسلمين حيث زعم الموقع : "أنه ينظر في جميع التقارير عن انتهاك قواعد النشر، التي تمنع الإساءة المستهدفة، والتهديد بالعنف ضد الآخرين" حسب الصحيفة.
ولقد أكدت "الاندبندنت" نقلا عن "فياز موجال" مدير منظمة تعنى بقضايا الأديان ما يشير إلى ازدواجية تعامل "فيس بوك" و"تويتر"، حيث ذكر "فياز أن "فيس بوك" و"تويتر" يتلقيان باستمرار تقارير عن منشورات تدعو للكراهية ضد المسلمين، مضيفا أن مجموعة "بريطانيا أولا" اليمينية المتطرفة تستغل الموقعان لحملاتها الدعائية ضد المسلمين.
وأضاف موجال : "لو أن المستخدمين نشروا آراء بمثل هذه الكراهية يدعون فيها "لإعدام" مواطنين بريطانيين من الجنس الأبيض، أو أنهم شبهوا اليهود بالسرطان، لمنعوا من النشر".
إنها الازدواجية التي ما فتأ الغرب يستخدمها ضد المسلمين ولصالح اليهود، رغم أن تاريخ معاملة المسلمين الحسنة للنصارى لا يمكن أن تقارن بما فعله اليهود من شنائع وفظائع بحق النصارى ودينهم !!