تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 40 من 40

الموضوع: عقيدة أهل السنة الصحيحة

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    النوع الثاني‏:‏ الشرك الأصغر وهو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج عن الملة‏.‏ وعلى الإنسان الحذر من الشرك أكبره وأصغره فقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ‏}‏ ‏[‏سورة النساء الآية‏:‏ 48‏]‏‏.‏ معرفتها (1) ‏؟‏ فقل‏:‏ معرفة العبد ربه ‏[‏معرفة الله تكون بأسباب‏:‏ منها النظر والتفكر في مخلوقاته عز وجل فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه وتمام قدرته، وحكمته، ورحمته قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف، الآية‏:‏ 185‏]‏‏.‏ وقال عز وجل‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا‏} ‏ ‏[‏سورة سبأ، الآية‏:‏ 46‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران، الآية‏:‏ 190‏]‏ وقال عز وجل‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ‏}‏ ‏[‏سورة يونس، الآية‏:‏ 6‏]‏‏.‏ وقال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة، الآية‏:‏ 164‏]‏‏.‏ ومن أسباب معرفة العبد ربه النظر في آياته الشرعية وهي الوحي الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فينظر في هذه الآيات وما فيها من المصالح العظيمه التي لا تقوم حياة الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا بها، فإذا نظر فيها وتاملها وما اشتملت عليه من العلم والحكمة ووجد انتظامها موافقتها لمصالح العباد عرف بذلك ربه عز وجل كما قال الله عز وجل‏:‏ ‏{‏أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء، الآية‏:‏ 82‏]‏‏.‏‏]‏ ومنها ما يلقى الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى كأنه يرى ربه رأي العين قال النبي عليه الصلاة والسلام ن حين ساله جبريل مال الإحسان‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك‏)‏‏.‏ ‏[‏أخرجه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب‏:‏ بيان أركان الإيمان والإسلام‏.‏ ‏]‏‏.‏ أي معرفة الأصل الثاني وهو دينه الذي كلف العمل به ما تضمنه من الحكمة والرحمة ومصالح الخلق، ودرء المفاسد عنها، ودين الإسلام من تأمله حق التأمل تأملًا مبينًا على الكتاب والسنة عرف أنه دين الحق، وأنه الدين الذي لا تقوم مصالح الخلق إلا به، ولا ينبغي أن نقيس الإسلام بما عليه المسلمون اليوم، فإن المسلمين قد فرطوا في أشياء كثيرة وارتكبوا ونبيه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏[‏هذا هوالأصل الثالث وهو معرفة الإنسان نبيه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحصل بدراسة حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما كان عليه من العبادة، والأخلاق، والدعوة إلى الله عز وجل، والجهاد في سبيله وغير ذلك من جوانب حياته عليه الصلاة والسلام، ولهذا ينبغي لكل إنسان يريد أن يزداد معرفة بنبية وإيمانًا به أن يطالع من سيرته ما تيسر في حربه وسلمه، وشدته ورخائه وجميع أحواله نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتبعين لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ باطنًا وظاهرًا، وأن يتوفانا على ذلك انه وليه والقادر عليه‏.‏‏]‏ فإذا قيل لك‏:‏ من ربك ‏[‏أي من هوربك الذي خلقك، وأمدك، وأعدك، ورزقك‏.‏‏]‏‏؟‏ فقل‏:‏ ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه ‏[‏التربية هي عبارة عن الرعاية التي يكون بها تقويم المربى، ويشعر‏]‏ ،‏.‏ ‏.‏‏.‏ ‏.‏ محاذير عظيمة حتى كأن العائش بينهم في البلاد الإسلامية يعيش في بعض البلاد الإسلامية يعيش في جو غير إسلامي‏.‏ والدين الإسلامي - بحمد الله تعالى- متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة متميز عليها بكونه صالحًا لكل زمان ومكان وأمة، ومعنى كونه صالحًا لكل زمان ومكان وأمة‏:‏ أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان أمة، فدين الإسلام يأمر بكل عمل صالح وينهى عن كل عمل سيء فهو يأمر بكل خلق فاضل، وينهى عن كل خلق يافل‏.‏ وهو معبودي ليس لي معبود سواه ‏[‏أي وهو الذي أعبده وأتذلل له خضوعًا ومحبة وتعظيمًا، أفعل ما يأمرني به، وأترك ما ينهاني عنه، فليس لي أحد أعبده سوى الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ‏} ‏[‏سورة الأنبياء الآية‏:‏ 25‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ‏} ‏[‏سورة البينة، الآية‏:‏ 5‏]‏‏.‏ ‏]‏ والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏} ‏ ‏[‏سورة الفاتحة، الآية‏:‏ 2‏]‏ وكل ما سوى الله عالم كلام المؤلف رحمه الله أن الرب مأخوذ من التربية لأنه قال‏:‏ ‏(‏الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه‏)‏ فكل العالمين قد رباهم الله بنعمه وأعدهم لما خلقوا له، وأمدهم برزقه قال الله تبارك وتعالى في محاورة موسى وفرعون‏:‏ ‏{‏فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى‏}‏ ‏[‏سورة طه، الآيتان‏:‏ 49-50‏]‏‏.‏ فكل أحد من العالمين قد رباه الله عز وجل بنعمه‏.‏ ونعم الله عز وجل على عباده كثيرة لا يمكن حصرها قال الله تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا‏}‏ ‏[‏سورة النحل، الآية‏:‏ 18‏]‏ فالله هوالذي خلقك وأعدك، وأمدك ورزقك فهو وحده المستحق للعبادة‏.‏ ‏[‏استدل المؤلف رحمه الله لكون الله سبحانه وتعالى مربيًا لجميع الخلق بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏} ‏ ‏[‏سورة الفاتحة، الآية‏:‏ 2‏]‏ يعني الوصف بالكمال والجلال والعظمة لله تعالى وحده‏]‏‏.‏ ‏{‏رَبِّ الْعَالَمِينَ‏} ‏ أي مربيهم بالنعم وخالقهم ومالكهم، والمدبر لهم كما شاء عز وجل‏.‏ وأنا واحد من ذلك العالم ‏[‏العالم كله من سوى الله، وسمو عالمًا لأنهم علم على خالقهم ومالكهم ومدبرهم ففي كل شيء آية لله تدل على أنه واحد‏.‏ وأنا المجيب بهذا واحد من ذلك العالم، وإذا كان ربي وجب علي أن أعبده وحده‏]‏‏.‏ فإذا قيل لك بم عرفت ربك ‏[‏أي إذا قيل لك‏:‏ بأي شيء عرفت الله عز وجل‏؟‏ فقل‏:‏ عرفته بآياته ومخلوقاته‏.‏‏]‏‏؟‏ فقل بآياته ومخلوقاته ‏[‏الآيات‏:‏ جمع آية وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه وتبينه‏.‏ وآيات الله تعالى نوعان‏:‏ كونية وشرعية، فالكونية هي المخلوقات، والشرعية هي الوحي الذي أنزله الله على رسله، وعلى هذا يكون قول المؤلف رحمه الله ‏"‏بآياته ومخلوقاته‏"‏ من باب العطف الخاص على العام إذا فسرنا الآيات بأنها الآيات الكونية والشرعية‏.‏ وعلى كل فالله عز وجل يعرف بآياته الكونية وهي المخلوقات العظيمة وما فيها من عجائب الصنعة وبالغ الحكمة، وكذلك يعرف بآياته الشرعية وما فيها من العدل، والاشتمال على المصالح، ودفع المفاسد‏.‏ وفـي كـل شـيء لـه آيـة ** تــدل على أنــه واحــد ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيها وما بينهما ‏[‏كل هذه من آيات الله الدالة على كمال القدرة، وكمال الحكمة، وكمال الحكمة، وكمال الرحمة، فالشمس آية من آيات الله عز وجل لكونها تسير سيرًا منتظمًا بديعًا منذ خلقها الله عز وجل وإلى أن يأذن الله تعالى بخراب العالم، فهي تسير لمستقر لها كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‏}‏ ‏[‏سورة يس، الآية‏:‏ 38‏]‏ وهي من آيات الله تعالى بحجمها واثارها، أما حجمها فعظيم كبير، وأما اثارها فما يحصل منها من المنافع للأجسام والأشجار والأنهار، والبحار وغير ذلك، فإذا نظرنا إلى الشمس هذه الآية العظيمة ما مدى البعد الذي بيننا وبينها مع ذلك فإننا نجد حرارتها هذه الحرارة العظيمة، ثم أنظر ماذا يحدث فيها من الإضاءة العظيمة التي يحصل بها توفير أموال كثيرة على الناس فإن الناس في النهار يستغنون عن كل إضاءة ويحصل بها مصلحة كبيرة للناس من توفير أموالهم ويعد هذا من الآيات التي لا ندرك إلا اليسير منها‏.‏ كذلك القمر من آيات الله عز وجل حيث قدره منازل لكل ليلة منزلة ‏{‏وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ‏}‏ ‏[‏سورة يس، الآية‏:‏ 39‏]‏ فهو يبدو صغيرًا ثم يكبر رويدًا حتى يكمل ثم يعود إلى النقص، وهو يشبه الإنسان حيث أنه يخلق من ضعف ثم لا يزال يترقى من قوة إلى قوة حتى يعود إلى الضعف مرة أخرى فتبارك الله أحسن الخالقين‏.‏ والدليل ‏[‏أي والدليل على أن الليل والنهار، والشمس والقمر من آيات الله عز وجل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ‏}‏‏.‏ ‏.‏‏.‏ ‏.‏ إلخ أي من العلامات البينة المبينة لمدلولها الليل والنهار في ذاتهما واختلافهما، وما أودع الله فيهما من مصالح العباد وتقلبات أحوالهم، وكذلك الشمس والقمر في ذاتهما وسيرهما وانتظامهما وما يحصل بذلك من مصالح العباد ودفع مضارهم ثم نهى الله تعالى العباد أن يسجدوا للشمس أوالقمر وإن بلغا مبلغًا عظيمًا في نفوسهم لأنهما لا يستحقان العبادة لكونها مخلوقين، وإنما المستحق للعبادة هوالله تعالى الذي خلقهن‏.‏‏]‏ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ‏}‏ ‏[‏سورة فصلت، الآية‏:‏ 37‏]‏ وقوله ‏[‏وقوله أي من الأدلة على أن الله خلق السماوات والأرض الآية وفيها من آيات الله‏:‏

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    أولًا‏:‏ إن الله خلق هذه المخلوقات العظيمة في ستة أيام ولو شاء لخلقها بلحظة ولكنه ربط المسببات بأسبابها كما تقتضيه حكمته‏.‏ ثانيًا‏:‏ أنه استوى على العرش أي علا عليه علوًا خاصًا به كما يليق بجلاله وعظمته وهذا عنوان كمال الملك والسلطان‏.‏ ثالثًا‏:‏ أنه يغشى الليل النهار أن يجعل الليل غشاء للنهار، أي غطاء له فهوكالثوب يسدل على ضوء النهار فيغطيه‏.‏ رابعًا‏:‏ أنه جعل الشمس والقمر والنجوم مذللات بأمره جل سلطانه يأمرهن بما يشاء لمصلحة العباد‏.‏ خامسًا‏:‏ عموم ملكه وتمام سلطانه حيث كان له الخلق والأمر لا لغيره‏.‏ سادسًا‏:‏ عموم ربوبيته للعالمين كلهم‏.‏‏]‏ تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏} ‏ ‏[‏سورة الأعراف، الآية‏:‏ 54‏]‏‏.‏ والرب هو المعبود ‏[‏يشير المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ إلى قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏} ‏ ‏[‏سورة الأعراف، الآية‏:‏ 54‏]‏‏.‏‏]‏ والدليل ‏[‏أي الدليل على أن الرب هو المستحق للعبادة‏.‏‏]‏ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 21‏:‏ 22‏]‏‏.‏ النداء موجه لجميع الناس من بني آدم أمرهم الله عز وجل أن يعبدوه وحده لا شريك له‏.‏ وحده لا شريك له فلا يجعلوا له أندادًا، ويبين أنه إنما استحق العبادة لكونه هوالخالق وحده لا شريك له‏.‏ قوله‏:‏ ‏{‏الَّذِي خَلَقَكُم‏}‏هذ صفة كاشفة تعلل ما سبق أي أعبدوه لأنه ربكم الذي خلقكم فمن أجل كونه الرب الخالق كان لزامًا عليكم أن تعبدوه، ولهذا نقول يلزم كل من أقر بربوبية الله أن يعبده وحده وإلا كان متناقضًا‏.‏ أي من أجل أن تحصلوا على التقوى، والتقوى هي اتخاذ وقاية من عذاب الله عز وجل باتباع واجتناب نواهيه‏.‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة، الآيتان‏:‏ 20-21‏]‏‏.‏ أي جعلها فراشًا ومهادًا نستمتع فيها من غير مشقة ولا تعب كما ينام الإنسان على فراشه‏.‏ أي فوقنا الأن البناء يصير فوق السماء بناء لأهل الأرض وهي سقف محفوظ كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنبياء، الآية‏:‏ 32‏]‏‏.‏ أي أنزل من العلو من السحاب ماء طهورًا كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ‏}‏ ‏[‏سورة النحل الآية‏:‏ 10‏]‏‏.‏ أي عطاء لكم وفي آية أخرى‏:‏ ‏{‏مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُم ْ‏}‏ ‏[‏سورة النازعات الآية‏:‏ 33‏]‏‏.‏ أي لا تجمعلوا لهذا الذي خلقكم، وخلق الذين من قبلكم، وجعل لكم الأرض فراشًا والسماء بناء، وأنزل لكم من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقًا لكم لا تجعلوا له أندادًا تعبدونها كما تعبدون الله، أوتحبونها كما تحبون الله فإن ذلك غير لائق بكم لا عقلًا ولا شرعًا‏.‏ أي تعلمون أنه لا ند له وأنه بيده الخلق والرزق والتدبير فلا تجعلوا له شريكًا في العبادة‏.‏ قال ابن كثير - رحمه الله تعالى ‏[‏هو عماد الدين أبوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي الحافظ المشهور صاحب التفسير والتاريخ من تلاميذ شيخ الإسلام بن تيمية توفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة‏.‏‏]‏ _‏:‏ ‏"‏الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة ‏"‏ وأنواع العبادة التي أمر الله بها ‏[‏لما بين المؤلف رحمه الله تعالى أن الواجب علينا أن نعبد الله وحده لا شريك له، بين فيما يأتي شيئًا من أنواع العبادة مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان‏.‏‏]‏‏:‏ مثل الإسلام، والإيمان، وهذه الثلاثة الإسلام، والإيمان، والإحسان هي الدين كما جاء ذلك فيما رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال‏:‏ ‏(‏بينما نحن عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخديه، قال‏:‏ يا محمد أخبرني عن الإسلام‏؟‏ فقال‏؟‏ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن تشهد أن لا إله إلا اله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا‏.‏ قال صدقت‏.‏ قال‏:‏ فعجبنا له يسأله ويصدقه‏.‏ قال‏:‏ فاخبرني عن الإيمان‏؟‏ قال أن تؤمن بالله، وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره‏.‏ قال‏:‏ صدقت‏.‏ قال‏:‏ فأخبرني عن الإحسان‏؟‏ قال‏:‏ أن تعبد الله كأنك تراه‏.‏ والإحسان؛ ومه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى‏:‏ والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا‏}‏ ‏[‏سورة الجن، الآية‏:‏ 18‏]‏، فمن صرف منها شيئًا لغير الله فهومشرك كافر، والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ‏} ‏ ‏[‏سورة المؤمنون، الآية‏:‏ 117‏]‏‏.‏ فإن لم تكن تراه فإنه يراك‏.‏ قال‏:‏ فأخبرني عن الساعة‏؟‏ قال‏:‏ ما المسؤول عنها بأعلم من السائل‏.‏ قال فأخبرني عن إماراتها‏؟‏ قال‏:‏ أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاه يتطاولون في البنيان، ثم أنطلق فلبثت مليًا ثم قال لي يا عمر‏:‏ أتدري من السائل‏؟‏ قلت الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم‏)‏ ‏[‏تقدم تخريجه ص 40 ، وانظر ‏:‏ شرح الحديث في ‏"‏ مجموع الفتاوى والرسائل‏"‏ لفضيلة شيخنا- حفظه الله ورعاه - المجلد الثالث، ص 145‏]‏ فجعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الأشياء هي الدين وذلك أنها متضمنة للدين كله‏.‏ أي كل أنواع العبادة مما ذكر وغيره لله وحده لا شريك له فلا يحل صرفها لغير الله تعالى‏:‏ ‏(‏2‏)‏ ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ جملة من أنواع العبادة وذكر أن من صرف منها شيئًا لغير الله فهومشرك كافر واستدل بقوله تعالى‏:‏ {‏وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا‏}‏ ‏[‏سورة الجن، الآية‏:‏ 18‏]‏. ‏(‏3‏)‏ وفي الحديث‏:‏ ‏(‏الدعاء مخ العبادة‏)‏‏.‏ والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏}‏ ‏[‏سورة غافر، الآية‏:‏ 60‏]‏‏.‏ وبقوله‏:‏ ‏{‏وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ‏} ‏ ووجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى أخبر أن المساجد وهي مواضع السجود أوأعضاء السجود لله ورتب على ذلك قوله‏:‏ ‏{‏فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا‏}‏ أي لا تعبدوا معه غيره فتسجدوا له، ووجه الدلالة من الآية الثانية بأن الله سبحانه وتعالى بين أن من يدعومع الله إله آخر فإنه كافر لأنه قال‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ‏} ‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ‏}‏ صفة كاشفة مبينة للأمر وليست صفة مقيدة تخرج ما فيه برهان لأنه لا يمكن أن يكون برهان على أن مع الله إلها آخر‏.‏ هذا شروع من المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ في أدلة أنواع العبادة التي ذكرها في قوله‏:‏ ‏(‏وأنواع العبادة التي أمر الله بها مثل الإسلام والإيمان والإحسان ومنه الدعاء‏.‏ ‏.‏ ‏)‏ إلخ، فبدأ رحمه الله بذكر الأدلة على الدعاء وسيأتي إن شاء الله تفصيل أدلة الإسلام والإيمان والإحسان‏.‏ واستدل المؤلف ـ رحمه الله ـ بما يروى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏الدعاء مخ العبادة ‏[‏أخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب ‏:‏ فضل الدعاء‏.‏ وقال‏:‏ حديث غريب من هذا الوجه‏.‏‏]‏‏.‏ واستدل كذلك بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏}‏ فدلت الآية‏:‏ ودليل الخوف قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏} ‏[‏سورة آل عمران، الآية‏:‏ 175‏]‏‏.‏ الكريمة على أن الدعاء من العبادة ولولا ذلك ما صح أن يقال‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏}‏ فمن دعا غير الله عز وجل بشيء لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر سواء كان المدعو حيًا أو ميتًا‏.‏ ومن دعا حيًا بما يقدر عليه مثل أن يقول يا فلان أطعمني، يا فلان اسقني فلا شيء فيه، ومن دعا ميتًا أو غائبًا بمثل هذا فإنه مشرك لأن الميت أو الغائب لا يمكن أن يقوم بمثل هذا فدعاؤه إياه يدل على أنه يعتقد أن له تصرفًا في الكون فيكون بذلك مشركًا‏.‏ أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات: فتوحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والإِحياء والإِماتة وسائر أنواع التصريف والتدبير لملكوت السماوات والأرض، وإفراده تعالى بالحكم والتشريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب، قال الله تعالى: {إِنَّ رَ*بَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ*ضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ*شِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ* يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ* وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَ*اتٍ بِأَمْرِ*هِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ* ۗ تَبَارَ*كَ اللهُ رَ*بُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]. وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يعبد غيره، ولا يدعى سواه، ولا يستغاث ولا يستعان إلاَّ به، ولا ينذر ولا يذبح ولا ينحر إلاَّ له، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَ*بِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِ*يكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْ*تُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين} [الأنعام: 162، 163]، وقال: {فَصَلِّ لِرَ*بِّكَ وَانْحَرْ}* [الكوثر: 2]. وتوحيد الأسماء والصفات: هو وصف الله تعالى وتسميته بما وصف وسمى به نفسه وبما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، وإثبات ذلك له من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تأويل ولا تعطيل. وبالله التوفيق، وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات: فتوحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والإِحياء والإِماتة وسائر أنواع التصريف والتدبير لملكوت السماوات والأرض، وإفراده تعالى بالحكم والتشريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب، قال الله تعالى: {إِنَّ رَ*بَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ*ضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ*شِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ* يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ* وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَ*اتٍ بِأَمْرِ*هِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ* ۗ تَبَارَ*كَ اللهُ رَ*بُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]. وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يعبد غيره، ولا يدعى سواه، ولا يستغاث ولا يستعان إلاَّ به، ولا ينذر ولا يذبح ولا ينحر إلاَّ له، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَ*بِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِ*يكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْ*تُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين} [الأنعام: 162، 163]، وقال: {فَصَلِّ لِرَ*بِّكَ وَانْحَرْ}* [الكوثر: 2]. وتوحيد الأسماء والصفات: هو وصف الله تعالى وتسميته بما وصف وسمى به نفسه وبما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، وإثبات ذلك له من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تأويل ولا تعطيل. وبالله التوفيق، وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات، فتوحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والإحياء والإماتة وسائر أنواع التصريف والتدبير لملكوت السموات والأرض، وإفراده تعالى بالحكم والتشريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب، قال الله تعالى: { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (1) وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يعبد غيره، ولا يدعى سواه، ولا يستغاث ولا يستعان إلا به، ولا ينذر ولا يذبح ولا ينحر إلا له، قال الله تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }{ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (2) وقال: { فصل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } (3) وتوحيد الأسماء والصفات: هو وصف الله تعالى وتسميته بما وصف وسمى به نفسه وبما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، وإثبات ذلك له من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تأويل ولا تعطيل، { ليس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    أقسام التوحيد وتعريفاتهاقسم أهل العلم من أهل السنة والجماعة التوحيد إلى أقسام:فمن العلماء من قسمه إلى قسمين (إجمالا) وهما:1- التوحيد في المعرفة والإثبات.2- التوحيد في المطلب والقصد. فالأول: هو حقيقة ذات الرب تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وعلوه فوق سماواته على عرشه، وتكلمه بكتبه، وتكليمه لمن شاء من عباده، وإثبات عموم قضائه، وقدره، وحكمه، وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح. كما في أول سورة الحديد، وسورة طه، وآخر سورة الحشر، وأول سورة [تنزيل] السجدة، وأول سورة آل عمران، وسورة الإخلاص بكمالها، وغير ذلك. النوع الثاني: مثل ما تضمنته سورة ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] وقوله: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾ [آل عمران: 64]، وأول سورة ﴿ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ ﴾ وآخرها، وأول سورة يونس ووسطها وآخرها، وأول سورة الأعراف وآخرها، وجملة سورة الأنعام وغالب سور القرآن، بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد. [1] ومنهم من قسمه إلى ثلاثة أقسام (تفصيلا) هي: 1- توحيد الربوبية.2- توحيد الألوهية.3- توحيد الأسماء والصفات. وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء والنظر في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأقسام الثلاثة. وقد جاء هذا التقسيم (في عبارات المتقدمين من أئمة الحديث والأثر، فجاء عند أبي جعفر الطبري في تفسيره وفي غيره من كتبه، وفي كلام ابن بطة، وفي كلام ابن منده، وفي كلام ابن عبد البر، وغيرهم من أهل العلم من أهل الحديث والأثر، خلافاً لمن زعم من المبتدعة أنَّ هذا التقسيم أحدثه ابن تيمية، فهذا التقسيم قديم يعرفه من طالع كتب أهل العلم التي ذكرنا).[2] تعريف الاقسام الثلاثة:1- توحيد الربوبية:وهو توحيد الله بأفعاله سبحانه، أو (إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك، والتدبير)، فلا خالق إلا الله، كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62]، ولا مالك الا الله، كما قال الله تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1] ولا مدبر إلا الله، كما قال تعالى: ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴾ [السجدة: 5]، ولا رازق إلا الله، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ [هود: 6]، ولا محيي ولا مميت إلا الله، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [يونس: 56]. وهذا النوع قد أقر به الكفار على زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم في الإسلام، وقال الله تعالى فيهم: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [لقمان: 25]. وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ﴾ [المؤمنون: 86، 87]. وإقرار المشرك بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا ينجيه من عذاب الله، ولا يصير الرجل بمجرده مسلمًا فضلاً عن أن يكون وليًا لله أو من سادات الأولياء إن لم يقترن به إقراره بأن لا إله إلا الله فلا يستحق العبادة إلا هو وأن محمدًا رسول الله. 2 - توحيد الألوهية:وهو توحيد الله بأفعال العباد التي أمرهم بها، فتصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والاستعاذة وغير ذلك، فلا ندعو إلا الله، كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، ولا نخاف إلا الله، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]، ولا نتوكل إلا على الله، كما قال تعالى: ﴿ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23]، ولا نستعين إلا بالله، كما قال تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، ولا نستعيذ إلا بالله، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1]. وهذا النوع من التوحيد هو الذي جاءت به الرسل عليهم السلام، حيث قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [النحل: 36]. وهذا النوع هو الذي أنكره الكفار قديماً وحديثاً، قال تعالى: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5]. وفيما يلي الفروق بين الربوبية والالوهية:الفرق من حيث توحيد الربوبية توحيد الالوهية الاشتقاق مشتقة من إسم الله تعالى: الرب مشتقة من إسم الله تعالى: الإله التعلق متعلق الربوبية بالأمور الكونية القدرية كالخلق والرزق..... متعلق الألوهية بالأمور الشرعية من الأوامر والنواهي الإقرار أقر به المشركون جحدوه ورفضوا الإقرار به المدلول مدلوله علمي خبري فمدلوله عملي الاستلزام والتَضَمُّن يستلزم توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية الحكم من أقر بتوحيد الربوبية فقط فإن هذا الإقرار لا يُدخل صاحبة إلى الإسلام من أقر بتوحيد الألوهية فإن الإيمان به يدخل صاحبه في الإسلام المعنى توحيد الربوبية يعني توحيد الله تعالى بأفعاله توحيد الألوهية فيعني توحيد الله بأفعال عباده الخبر والطلب تصديق الخبر تنفيذ الأمر ( الطلب ) أو الانقياد للشرع 3- توحيد الأسماء والصفات:وهو الإيمان بكل ما ورد في الكتاب والسنة الثابتة من اسماء الله وصفاته التي وصف الله بها نفسه أو وَصَفَه بها رسوله صلى الله عليه واله وسلم على الحقيقة. ويتضمن إثبات نعوت الكمال لله بإثبات أسمائه الحسنى وما تتضمنه من صفاته. فمن أسماء الله تعالى الثابتة في الكتاب والسنة: الرحمن ويتضمن صفة الرحمة، والسميع ويتضمن صفة السمع، والعزيز ويتضمن صفة العزة، والحكيم ويتضمن صفة الحكمة، والقدير يتضمن صفة القدرة، سبحانه وتعالى. قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8]، وقال عز وجل: ﴿ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وقال سبحانه: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر]. [فأقسام التوحيد هي هذه الثلاثة، وليس هناك قسم رابع، كما يقول بعض الناس: توحيد الحاكمية، وبعضهم يأتي بقسم خامس ويقول: توحيد المتابعة، فتكون أقسام التوحيد خمسة: توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الربوبية، وتوحيد العبادة، وتوحيد الحاكمية، وتوحيد المتابعة، فهذا لا معنى له؛ لأن توحيد المتابعة داخل في توحيد الإلهية، وتوحيد الحاكمية داخل في توحيد الربوبية، لأن الرب جل وعلا هو الذي يحكم بين خلقه، وهو الذي يشرع ويأمر وينهى عباده، فإذا انصرف الإنسان إلى شارع آخر ومحكم آخر فإنه أشرك في توحيد الربوبية، والشرك في توحيد الربوبية يستلزم الشرك في توحيد الإلهية][3]. ا. هـ.--------------------------------------------------------------------------------[1] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين : العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية [المتوفى: 751هـ]تحقيق محمد المعتصم بالله البغدادي، الناشر دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الثالثة 1416 هـ - 1996م، 3: 418.[2] شرح العقيدة الطحاوية: الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، نسخة الكترونية من المكتبة الشاملة الاصدار 3.48[3] شرح كتاب التوحيد : الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان، دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية - رقم الدرس 3. http: www.islamweb.net.

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    الردود على فرقة الأحباشhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...38الردود على شبهات الأحباش حول التوسل والاستغاثةhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=345011

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    d1.islamhouse.com/data/ar/ih_articles/.../ar_Types_of_shirk.doc

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    فتح المجيد شرح كتاب التوحيدhttp://waqfeya.com/book.php?bid=1096

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    شرح الاصول الثلاثةhttp://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_17929.shtml

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    شرح كشف الشبهاتwww.binbaz.org.sa/mat/21624

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    شرح نواقض الاسلامwww.saaid.net/Minute/m51.htm

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    مجموعة التوحيد http://waqfeya.com/book.php?bid=2569

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •