بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد....
فهذه كلمات في مسائل قديمات , استجد فيها البحث والحديث وليست بحديثة ولا جديدة ,وقد أشبعت بحثا ولم تقتل , وحصل فيها أخذ ورد ومناظرات مكتوبة وغير مكتوبة من مخلصين ومن مغرضين , وها أنا أسوقها لك وإليك ربيئة[1] لقومي علهم يعقلون فيتقون فيهتدون وهي حكاية للمناظرة , ولن آتي بجديد ولكنها أشياء أردت أن تصل .....
والله َأسأل القبول وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
ج : السلام عليكم
م : وعليكم السلام
ج : كيف حالك
م : بخير والحمد لله
ج : هل تسمح لي بسؤال !
م : تفضل
ج : على أن يتسع صدركم لما أقول !
م : بكل سرور , تفضل .
ج : أود أن أسأل عن مسألة الحجاب هل هي فقهية أو عقدية ؟
م : أنت بالتأكيد تقصد باستعمال واصطلاحات العلماء وأين مظان المسألة فهي فقهية لا شك !
ج : ولماذا لم تقل هي فقهية مباشرة دون هذا التمطيط !
م : الحقيقة وكل ما في الأمر هو أني تحريت الدقة ! .
ج : وأي دقة في ذلك؟
م : حسنا , أردت أن أقول إن كثيرا من الناس قد يستغرب أن تنتقل مسألة فقهية من كتب الفقه إلى كتب الاعتقاد ! وهذا ليس بغريب .
ج : وكيف لا يكون غريبا ما الذي يقفز بها , ولماذا ؟
م : سأبين لك , المسلم كما لا يخفاك يمتثل ويرجو ويجتنب ويخشى معتقدا في ذلك كله أن الله أمر به أو نهى عنه وبالتالي ومن هذا المنطلق فلا فرق بين الفقه والحديث والعقيدة والتفسير فكل ذلك اعتقاد !
وإنما قسم العلماء هذه العلوم تيسيرا على الناس ولأنها علوم قامت بنفسها وكان لها من علوم الوسائل والآلات ما لا تجهله كالنحو والمصطلح وغيره , ومع هذا ربما السبب الرئيس لانتقال المسائل هو المخالفة والاختلاف , فالخصومة في المسألة هي التي تسوقها إلى كتب الاعتقاد خصوصا إن كانت شعارا وتبناها ضلاّل, وعليه فلا تتعجب إن قرأت مسألة من مسائل الطلاق أو الطهارة في كتب الاعتقاد وقد قيل العلم نقطة كثرها الجاهلون .
ج : هل تملك مثالا لذلك ؟
م : نعم !
ج : ما هو ؟
م : مسألة المسح على الخفين والطلاق البدعي وغيرها قد ذكرها العلماء في كتب الاعتقاد كالطحاوية وغيرها !
ج : صحيح , قد قرأت ذلك .
م : وأنا في الحقيقة أردت بهذا الكلام أمرا معينا !
ج : وما هو ؟
م : أردت حقيقة أن أقول أن هذه المسائل وما والاها باتت شعارا للشهوانيين والعقلانيين وعموم الأذناب والزنادقة !
ج : ألا تظن أنك قد أوغلت في النوايا ؟
م : لا بكل تأكيد !
ج : وكيف عرفت إذا ! هل شققت عن قلوبهم ؟
م : آثارهم تنبيك عن أفعالهم ! ولذلك أنا في قرارة نفسي أجعل العلماء المجيزين والمانعين لكشف الوجه في شق ودعاة السفور في شق ! وعلى كل حال آسف على الإطالة ولكن ربما كان لابد من قول ذلك .
ج : لا بأس , ولنعد إلى مسألتنا .
[1] قال صلى الله عليه وسلم " إني نذير، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو، فانطلق يربأ أهله، فخشي أن يسبقوه، فجعل يهتف، يا صباحاه" رواه مسلم قال في النهاية " «مثلي ومثلكم كرجل ذهب يربأ أهله» أي يحفظهم من عدوهم، والاسم الربيئة، وهو العين والطليعة الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو، ولا يكون إلا على جبل أو شرف ينظر منه..." وقد رمزت للمجهول بـــ ج وللمعلوم بـــ م.