في سبع آيات فقط أثبت الله -سبحانه - نقص مخلوقاته في مقابل كماله وجلاله وألوهيته سبحانه وتعالى .
اﻵيات السبع في سورة البقرة من اﻵية رقم 30 وحتى اﻵية رقم 37 ، حيث يطرح سبحانه قصة خلق آدم ، وتساؤل الملائكة حول هذا الخلق ثم وقوع آدم في غواية الشيطان حتى تلقى من ربه كيفية التوبة واﻹنابة .
يقول تعالى : " وإذْ قال ربُّك للملائكةِ إنِّي جاعلٌ في اﻷرضِ خليفةً قالوا أتجعلُ فيها منْ يُفسدُ فيها ويسفكُ الدماءَ ونحن نسبِّحُ بحمدِكَ ونقدِّسُ لكْ قال إنِّي أعلمُ ما ﻻ تعلمُون " 30) وعلَّمَ آدمَ اﻷسماءَ كلَّها ثم عَرضهُمْ على الملائكةِ فقالَ أنبئُونِي بأسماءِ هؤﻻءِ إنْ كنتم صَادقين 31) قالوا سُبحانَك ﻻ علمَ لنا إﻻ ما علَّمتَنا إنك أنتَ العليمُ الحكيمُ 32) قالَ يا آدمُ أنْبئهُمْ بأسمائِهِم فلما أنْبأهُم بأسمائِهم قالَ ألمْ أقُلْ لكم إنِّي أعلمُ غيبَ السمواتِ والأرضِ وأعلمُ ما تُبدُونَ وما كُنتم تكْتموُن 33 ) وإذْ قُلنَا للملائِكةِ اسجُدُوا ﻵدمَ فسجدُوا إلاَّ إبليسَ أَبَىَ واسْتكبرَ وكانَ من الكَافرين 34) وقُلنَا ياآدمُ اسْكُنْ أنتَ وزوْجُكَ الجنَّةَ وكُلاَ منها رغداً حيثُ شئتُما وﻻ تَقرَبا هذه الشَّجَرة فتكُونا من الظَّالمين 35 ) فأزلَّهُما الشيطانُ عنها فأخرجهُمَا ممَّا كانا فيه قُلْنا اهبطُوا بعضُكُم لبعضٍ عدوٌ ولَكُمْ في اﻷرضِ مستقرٌ ومتاعٌ إلى حين 36 ) فتلقَّى آدمُ من ربِّه كلماتٍ فَتَابَ عليهِ إنَّه هو التَّوابُ الرَّحيم 37 )
لقد أبرز الله سبحانه نقص كل جنس من مخلوقاته في هذه اﻵيات الكريمة المعجزة ؛ فقد أبرز نقص العلم عند الملائكة في قوله لهم : ( إنِّي أعلمُ ما لا تعلمُون ) وأكّد لهم نقصان علمهم حين علم آدم ، وتحداهم بما علمه له .
أما الشيطان فكان نقصه في اﻹيمان حيث رفض الخضوع ﻷمر الله بالسجود ﻵدم ؛ فوصفه الله بالكفر ( وكان من الكافرين ) .
أما اﻹنسان .... اﻹنسان ...الذي كان سبب جدل الملائكة وعصيان الشيطان وكفره ...أما اﻹنسان الذي انتصر له الله فعلمه اﻷسماء التي لا تعلمها الملائكة ،؛وتحدى به الملائكة ، ثم أمرهم بالسجود له ، ثم طرد الشيطان من رحمته بسبب عدم سجوده له ...أما هذا ال ...إنسااان ، فقد استسلم لغواية الشيطان الذي رفض السجود له ؛ فوصفه الله بالظلم لاتباعه الشهوات ( وﻻ تقربا هذه الشجرةَ فتكونا من الظالمين ) ...
ورغم ظلم اﻹنسان نفسه ... ورغم معصيته ، فقد علمه الله كيف يتوب إليه ، وكيف يُنيب ؛ فعلمه كلمات ليتلقاها منه ويتوب بها إليه ، وتقبل توبته ....سبحان الله الرحمن الرحيم ...
الملائكة : جادلت دون علم ... فأثبت الله لها نقص علمها ....
الشيطان : عصى ربه بكبرياء وجحود ؛ فلعنه الله ليوم الدين ؛ لكفره ...
اﻹنسان : وقد كان سبب جدل الملائكة وكفر الشيطان ، عصى ربه ؛ فوصفه الله بالظلم وأنزله من مكانه ..ومن مكانته في الجنة ...
هكذا أبرز الله صفات ألوهيته وأنه هو العليم ، وهو الحكيم ، وهو قابل التوبة الرحيم ... وهو الذي لا إله إلا هو سبحانه إنا - جميعا - ﻷنفسنا ....ظالمون ..
*****
بقلم : د. كاميليا عبد الفتاح
مدوّنة " أدركتُ جلال القرآن "
[/
http://greatestqoran.blogspot.com/2014/11/blog-post_26.html]

[/RIGHT]