الموضوع: الداعية بين النصيحة والفضيحة

الداعية بين النصيحة والفضيحة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين

وبعد

لا بد للداعية أن يكون حريصا على نصح الناس ، ولكنه يحذر أن يقدم النصيحة فيكون ضررها أكبر من نفعها " ولا ضرر ولا ضرار "
وذكر إن نفعت الذكرى
قدم النصيحة في أجمل وجه ، في أحلى حُلة بطريقة ذكية " فما بال أقوام "
واقبل النصيحة على أي وجه حتى ولو رموك بها كحجارة في رأسك فاقبلها ؛ لأن النصيحة غالبا ما تكون في صالحك .
وأعجب العجب هو أن النصيحة عندما تكون من أقرانك أو من حاسديك غالبا ما تكون في محلها وتكون صادقة ، لأنه يراقبك ويلحظك فهو أعلم بما يشينك، يقولها في وجهك ليحزنك فكن أزكى منه واقبلها وحسّن من شأنك عندها تكون وضعت قدمك على سلم الكمال
الحبيب وصديق الصدق قلما يوجه لك نصيحة ؛ لأنه إما أن يكون لا يرى بك عيبا ( فالوالد لا يرى عيبا في ابنه ، والحبيب لايرى عيبا في حبيبه ) ، وإما يخشى ويخاف أن يحزنك ويثقل عليك وهذا خطأ ولكنه موجود.
النصيحة الانفرادية
تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه
وقيل : النصيحة على الملأ فضيحة

فاحذر أن تفضح أحبابك وإخوانك أو تشهر بهم على المنابر،
أو قيل لك - في البلد الذي تخطب فيه أو تلقي درسا – حادثة معينة حدثت بالحي فإياك أن تسمع له وتنساق خلفه وتقول بملء فيك وقال لي قائل ، أو قرأت رسالة وتحاول أن تذكر هذا العيب على الملأ وتظن أنك تحل المشكلة ( فما زدت الطين إلا بلة )
لو أرادوك لحل مشكلتهم – لا تبحث عنها أنت إلا إذا حدثك صاحب المشكلة – وتجنب رفع مساوئ المسلمين وإعلانها على المنابر ، فالستر من شيم الكبار وأنت في نظر الناس كبير .
فنزّه منبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الترهات .
فإذا أردت أن تتكلم عن مرض فتكلم عن ضده ( مثلا مرض الزنا تكلم أنت عن العفة ....الخ )
تخيل أنك المنصوح
كيف تقبل النصيحة ؟
كيف سيكون حالك ؟
ضع نفسك موضع المنصوح
أخي الحبيب : نصح الناس كجلدهم على ظهورهم بسياط من نار ( ألا ترى حمرة وجوههم ونظرهم في الأرض )
فكن رفيقا وأنت تجلد إخوانك
وصل اللهم على محمد وآله وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عادل الغرياني

ما شاء الله، موفق ومسدد، نحسبك كذلك.