قال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة رحمه الله «التوحيد» (1/ 223) طـ مكتبة الرشد: «فنحن نؤمن بخبر الله جل وعلا؛ أن خالقنا مستوٍ على عرشه، لا نبدل كلام الله، ولا نقول قولًا غير الذي قيل لنا؛ كما قالت المعطلة الجهمية: إنه «استولى» على عرشه، لا «استوى»، فبدلوا قولًا غير الذي قيل لهم؛ كفعل اليهود؛ كما أُمروا أن يقولوا: «حطة»، فقالوا: «حنطة»، مخالفين لأمر الله جل وعلا، كذلك الجهمية»اهـ.
وقال الإمام أبو الحسن علي بن مهدي رحمه الله - وهو من شيوخ الأشاعرة الأولين- (ت: 380هـ) «تأويل الآيات المشكلة» (ص178): «ومما يدل على أن الاستواء ههنا ليس بالاستيلاء: أنه لو كان كذلك لم يكن ينبغي أن يَخُصَّ العرشَ بالاستيلاء عليه دون سائر خلقه، إذ هو مستولٍ على العرش وعلى سائر خلقه، وليس للعرش مزية على ما وصفته»اهـ.
وقال الإمام هبة الله اللالكائي رحمه الله «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (3/ 397) طـ دار طيبة: «وأخبرنا أحمد، أخبرنا عبد الله، ثنا ابن شيرويه، ثنا إسحاق، أخبرنا بشر بن عمر، قال: سمعت غيرَ واحد من المفسرين يقولون: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾؛ قال: على العرش استوى ارتفع»اهـ.