تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هل من في هذه الآية تفيد التبعيض

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    951

    افتراضي هل من في هذه الآية تفيد التبعيض

    اعني الآية في سورة النساء
    قوله تعالى : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2013
    المشاركات
    43

    افتراضي

    قال ابن يعيش (من) هي لإبتداء الغاية لايفارقها ذلك في جميع ضوربها ، وقال ابن هشام في المغنى تاتي على خمسة عشر وجها إبتداء الغاية هو الغالب عليها
    إذن هي لإبتداء الغايه زماني أو مكاني ، التبعيض او معنى الجنس أو غيرها من المعاني بالتضمن ، أو ترجيح للمعنى بالسياق والادلة

    (من) في الايه لبيان الجنس
    قوله : ( وَإِن مِّنَ اَهْلِ الكِتَابِ إِلاَّ لَيُومِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ . . . ) الآية [ 159 ]
    التقدير عند سيبويه ، ( وإن من أهل الكتاب أحد ) ، وسيبويه إنما قدر حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه ، وذلك كثير في القرآن والكلام ، قال الله : ( أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ ) أي : دروع سابغات فحذف الموصوف ، فقول سيبويه أحسن واختيار جيد .والمعنى : إنهم كلهم يؤمنون بعيسى إذا نزل لقتل الدجال ، فتصير الأمم كلها واحدة ملة الإسلام ، كذلك قال ابن عباس ، والحسن وقتادة .(أنتهى ) الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب
    وعليه، (من ) للجنس وبيان لكل فرد من أهل الكتاب ، ولضبط المعنى لابد من ضمها الي الاستثناء أو الحصر الذي يبين لنا إيمان كل فرد منهم .فالمعنى : وما [إن هنا بمعنى (ما) النافيه] من أهل الكتاب أحد إلا امن بعيسى عليه السلام قبل موته .أي موت عيسى عليه السلام ، وكانت لي مشاركه سابقه حول نصره هذا التاويل ، بطريق جديد وهو التلازم بين الشهادة وصلاح المشهود عليهم ،لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام عند قراءة ابن مسعود لاية سورة النساء ، ايه 41 ،

    ملاحظه:
    أختلف المفسرون في مرجع الضمير في (موته)
    هل الضمير يرجع لعيسى عليه السلام
    أم إلي الكتابي (مفرد أهل الكتاب ) إسم جنس (يهودي أو نصراني)
    وهو من إختلاف التنوع ، حيث لايؤثر ،فى المعنى المراد، ألا وهو :إيمانهم كلهم
    يشابه ذلك عمل (من) وماهيتها في الاية ،لاشك أن البحث عن ماأدته مهم ولكن ذلك لايخل أيضا
    بالمعنى العام للاية ، ألا وهو : إيمانهم كلهم


    والله اعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    951

    افتراضي

    بارك الله فيك
    هناك قراءة تفتح النون في من فهل ذلك يغير معناها ؟ .

    متعلّقات بالموضوع :
    قد قرأت موضوعك ذاك ، بالنسبة لي أميل بأن المعنى في الآية هو الإيمان الحقيقي الذي ينفع ! فالإيمان الذي لا ينفع لابد أن يذكر الله قرينة معه تصرفه عن معنى الإيمان غير النافع كما في أكثر من مثال في القرآن ! كقوله تعالى ( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ) و حكاية الله عن فرعون والأعراب !



    المشكلة أن بعض القائلين بوفاة عيسى يستشهد بالآية التي في آخر سورة المائدة ، وهي في الحقيقة ضدهم وليست معهم ! إذ أن الآية هنا في سورة النساء تفيد كون شهادة عيسى عليه السلام لأولئك الكتابيين هي شهادة حق وشرف ! ولو كان كل أهل الكتاب بمعنى جميع من عاش كتابيا على هذه البيسطة فلن يكون لقول عيسى عليه السلام معنى في آخر سورة المائدة !
    فيكون المقصود جميع الكتابيين الذين في ذلك الزمان عندما ينزل عيسى عليه السلام والله أعلم !

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2013
    المشاركات
    43

    افتراضي

    بارك الله فيك ، اخي دحيه
    أمعنت النظر ، في أواخر آيات سورة المائده ،فيها شهادة الله على عباده ، فمن جهة عيسى عليه السلام هي براءة ،وتخلي من شرك أهل الكتاب ، وإثباته عليه السلام لشهادة الله سبحانه وتعالى عليهم ، وإسناد أمرهم لمشيئه الله ورحمته وعدله وحكمته ، والفرق بينها وبين شهادة الانبياء على أتباعهم المؤمنين واضح من جهه الشاهد والمشهود عليهم ونوعيه الشهاده ، أما شهادة أنبياء الله عليهم الصلاة السلام على من تبعهم من المؤمنين هي : الدرجات العلى في حقهم تعنى : الشرف والعزه والقرب من الله عزوجل ، ألم تسأءل لما بكى، الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث فقد كان بكاء فرح وإستبشار، فكلمة (هولاء ) في اية 41 سورة النساء ، هي إسم إشاره للقريب ، وهم الصحابه رضوان الله عليهم ، فهي ليست شهاده واحده ، فكل شهاده يوم القيامه لها خصوصيتها ،فهذه شهاده الرسول عليه الصلاة والسلام على أمته ، وشهادة أمته على الامم كلها وقوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) (سورة البقرة 143) . وشهاده أهل الباطل على أنفسهم ،كقوله تعالى ( وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (سورة القصص 75) فكلمة (نزع ) تدل على الشده والقوه ، كقوله تعالى (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ) (سورة مريم 69)

    والله اعلم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    نفع الله بكم .
    وفي نفس السياق حري أن ننقل كلاما مفيدا للشنقيطي رحمه الله .
    قال العلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان 7 / 129 ـ 131: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ [4 \ 159] أَيْ لَيُؤْمِنَنَّ بِعِيسَى قَبْلَ مَوْتِ عِيسَى ، وَذَلِكَ صَرِيحٌ فِي أَنَّ عِيسَى حَيٌّ وَقْتَ نُزُولِ آيَةِ " النِّسَاءِ " هَذِهِ ، وَأَنَّهُ لَا يَمُوتُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِ أَهْلُ الْكِتَابِ .وَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ إِلَّا بَعْدَ نُزُولِهِ إِلَى الْأَرْضِ .
    فَإِنْ قِيلَ قَدْ ذَهَبَتْ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، مِنَ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : (قَبْلَ مَوْتِهِ) رَاجِعٌ إِلَى الْكِتَابِيِّ ، أَيْ إِلَّا لَيُؤْمِنُنَّ بِهِ الْكِتَابِيِّ قَبْلَ مَوْتِ الْكِتَابِيِّ .
    فَالْجَوَابُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ رَاجِعًا إِلَى عِيسَى ، يَجِبُ الْمَصِيرُ إِلَيْهِ ، دُونَ الْقَوْلِ الْآخَرِ ; لِأَنَّهُ أَرْجَحُ مِنْهُ مِنْ أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ : الْأَوَّلُ : أَنَّهُ هُوَ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ الْمُتَبَادَرُ مِنْهُ ، وَعَلَيْهِ تَنْسَجِمُ الضَّمَائِرُ بَعْضُهَا مَعَ بَعْضٍ .
    وَالْقَوْلُ الْآخَرُ بِخِلَافِ ذَلِكَ .
    وَإِيضَاحُ هَذَا أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - قَالَ : وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ - تَعَالَى - : وَمَا قَتَلُوهُ ، أَيْ عِيسَى ، وَمَا صَلَبُوهُ أَيْ عِيسَى ، وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ أَيْ عِيسَى ، وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ أَيْ عِيسَى ، لَفِي شَكٍّ مِنْهُ أَيْ عِيسَى ، مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ أَيْ عِيسَى ، وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا أَيْ عِيسَى ، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ أَيْ عِيسَى ، وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ [4 \ 159] أَيْ عِيسَى ، قَبْلَ مَوْتِهِ أَيْ عِيسَى ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا [4 \ 157 - 159] أَيْ يَكُونُ هُوَ - أَيْ عِيسَى - عَلَيْهِمْ شَهِيدًا .
    فَهَذَا السِّيَاقُ الْقُرْآنِيُّ الَّذِي تَرَى - ظَاهِرٌ ظُهُورًا لَا يَنْبَغِي الْعُدُولُ عَنْهُ ، فِي أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : (قَبْلَ مَوْتِهِ) رَاجِعٌ إِلَى عِيسَى .
    الْوَجْهُ الثَّانِي : مِنْ مُرَجِّحَاتِ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الصَّحِيحِ ، فَمُفَسِّرُ الضَّمِيرِ مَلْفُوظٌ مُصَرَّحٌ بِهِ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - : وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ [4 \ 157] .
    وَأَمَّا عَلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ فَمُفَسِّرٌ الضَّمِيرِ لَيْسَ مَذْكُورًا فِي الْآيَةِ أَصْلًا ، بَلْ هُوَ مُقَدَّرٌ ، تَقْدِيرُهُ : مَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَحَدٌ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، أَيْ مَوْتِ أَحَدِ أَهْلِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّرِ .
    وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ مَا لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرٍ أَرْجَحَ وَأَوْلَى مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرٍ .
    الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنْ مُرَجِّحَاتِ هَذَا الْقَوْلِ الصَّحِيحِ أَنَّهُ تَشْهَدُ لَهُ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ الْمُتَوَاتِرَة ُ ; لِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ تَوَاتَرَتْ عَنْهُ الْأَحَادِيثُ بِأَنَّ عِيسَى حَيٌّ الْآنَ ، وَأَنَّهُ سَيَنْزِلُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حَكَمًا مُقْسِطًا . وَلَا يُنْكِرُ تَوَاتُرَ السُّنَّةِ بِذَلِكَ إِلَّا مُكَابِرٌ .
    قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ هَذَا الْقَوْلَ الصَّحِيحَ وَنَسَبَهُ إِلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ - مَا نَصُّهُ : وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الْحَقُّ كَمَا سَنُبَيِّنُهُ بَعْدُ بِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - ا هـ .
    وَقَوْلُهُ : بِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ - يَعْنِي السُّنَّةَ الْمُتَوَاتِرَة َ ; لِأَنَّهَا قَطْعِيَّةٌ ، وَهُوَ صَادِقٌ فِي ذَلِكَ .
    وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِ آيَةِ " الزُّخْرُفِ " هَذِهِ مَا نَصُّهُ :
    وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَحَادِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ أَخْبَرَ بِنُزُولِ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِمَامًا عَادِلًا وَحَكَمًا مُقْسِطًا " . ا هـ مِنْهُ .
    وَهُوَ صَادِقٌ فِي تَوَاتُرِ الْأَحَادِيثِ بِذَلِكَ .


    وَأَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : قَبْلَ مَوْتِهِ رَاجِعٌ إِلَى الْكِتَابِ - فَهُوَ خِلَافُ ظَاهِرِ الْقُرْآنِ ، وَلَمْ يَقُمْ عَلَيْهِ دَلِيلٌ مِنْ كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ .
    الْوَجْهُ الرَّابِعُ : هُوَ أَنَّ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ الصَّحِيحَ وَاضِحٌ لَا إِشْكَالَ فِيهِ ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى تَأْوِيلٍ وَلَا تَخْصِيصٍ ، بِخِلَافِ الْقَوْلِ الْآخَرِ ، فَهُوَ مُشْكِلٌ لَا يَكَادُ يَصْدُقُ إِلَّا مَعَ تَخْصِيصٍ ، وَالتَّأْوِيلَا تُ الَّتِي يَرْوُونَهَا فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ ظَاهِرَةُ الْبُعْدِ وَالسُّقُوطِ ; لِأَنَّهُ عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : قَبْلَ مَوْتِهِ رَاجِعٌ إِلَى عِيسَى ، فَلَا إِشْكَالَ وَلَا خَفَاءَ ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى تَأْوِيلٍ ، وَلَا إِلَى تَخْصِيصٍ .
    وَأَمَّا عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّهُ رَاجِعٌ إِلَى الْكِتَابِيِّ فَإِنَّهُ مُشْكِلٌ جِدًّا بِالنِّسْبَةِ لِكُلِّ مَنْ فَاجَأَهُ الْمَوْتُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، كَالَّذِي يَسْقُطُ مِنْ عَالٍ إِلَى أَسْفَلَ ، وَالَّذِي يُقْطَعُ رَأْسُهُ بِالسَّيْفِ وَهُوَ غَافِلٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ فِي نَوْمِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ، فَلَا يَصْدُقُ هَذَا الْعُمُومُ الْمَذْكُورُ فِي الْآيَةِ عَلَى هَذَا النَّوْعِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، إِلَّا إِذَا ادَّعَى إِخْرَاجَهُمْ مِنْهُ بِمُخَصِّصٍ .
    وَلَا سَبِيلَ إِلَى تَخْصِيصِ عُمُومَاتِ الْقُرْآنِ إِلَّا بِدَلِيلٍ يَجِبُ الرُّجُوعُ إِلَيْهِ مِنَ الْمُخَصِّصَاتِ الْمُتَّصِلَةِ أَوِ الْمُنْفَصِلَةِ .
    وَمَا يُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الَّذِي يُقْطَعُ رَأْسُهُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَقَالَ : إِنَّ رَأْسَهُ يَتَكَلَّمُ بِالْإِيمَانِ بِعِيسَى ، وَإِنَّ الَّذِي يَهْوِي مِنْ عَالٍ إِلَى أَسْفَلَ يُؤْمِنُ بِهِ وَهُوَ يَهْوِي - لَا يَخْفَى بَعْدُهُ وَسُقُوطُهُ ، وَأَنَّهُ لَا دَلِيلَ الْبَتَّةَ عَلَيْهِ كَمَا تَرَى .
    وَبِهَذَا كُلِّهِ تَعْلَمُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : قَبْلَ مَوْتِهِ رَاجِعٌ إِلَى عِيسَى ، وَأَنَّ تِلْكَ الْآيَةَ مِنْ سُورَةِ " النِّسَاءِ " تُبَيِّنُ قَوْلَهُ - تَعَالَى - هُنَا : وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ كَمَا ذَكَرْنَا .
    فَإِنْ قِيلَ : إِنَّ كَثِيرًا مِمَّنْ لَا تَحْقِيقَ عِنْدَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى قَدْ تُوُفِّيَ ، وَيَعْتَقِدُونَ مِثْلَ مَا يَعْتَقِدُهُ ضُلَّالُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَيَسْتَدِلُّون َ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ - تَعَالَى - : إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [3 \ 55] . وَقَوْلِهِ : فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [5 \ 117] .
    فَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَا دَلَالَةَ فِي إِحْدَى الْآيَتَيْنِ الْبَتَّةَ عَلَى أَنَّ عِيسَى قَدْ تُوُفِّيَ فِعْلًا .....

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •