تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الاشاعة وخطرها...

  1. #1

    Arrow الاشاعة وخطرها...


    الإشاعة من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للأشخاص والمجتمعات وقد لجأ لها الأعداء كوسيلة من وسائل الهدم والتدمير للمجتمع الإسلامي

    فكم أقلقت الإشاعة من أبرياء وحطمت عظماء وهدمت وشائج وتسببت في جرائم وفككت من علاقات وصداقات وكم هزمن من جيوش.

    ولكي أكون دقيقاً في وصفها تعالوا بنا نأخذ مثالاً واحداً من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

    وهو حادث الإفك فهو يعتبر حدث الأحداث في حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولم يمكر بالمسلمين مكر أشد من تلك الوقعة وهي مجرد فرية وإشاعة

    مختلقة بين الله كذبها في قرآن يتلى إلى يوم القيامة ولولا عنايته سبحانه وتعالى لبيت نبيه صلى الله عليه وسلم لكادت هذه الإشاعة أن تقصف بالأخضر واليابس

    ولا تبقي على نفس مستقرة مطمئنة ولقد مكث مجتمع المدينة بأكمله شهراً كاملاً وهو يصطلي نار تلك الفرية وتصره الإشاعة الهوجاء

    حتى نزل القرآن يغسل آثار هذه الفتنة ويعتبرها درساً تربوياً نجح فيه أقوام ورسب فيه آخرون

    ولبقى هذا الدرس لكل مجتمع بعد المجتمع المدني إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وصدق الله العظيم (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم).

    وللإشاعة قدرة على تفتيت الصف الواحد والرأي الواحد وتوزيعه وبعثرته فالناس أمامها بين مصدق ومكذب ومتردد ومتبلبل وتتناقض الأخبار أمام ناظريك

    وسمعك فهذا ينفي وذاك يثبت وذاك يشكك وآخر يؤكد

    فكم من حي قد قيل إنه ميت وكم من ميت زعموا حياته وكم من ضال شاع أمره بأنه من الأولياء وأصحاب الكرامات وكم من رجل صالح شاع أمره أنه نكص على

    عقبيه وفعل الأفاعيل وكم من بريء قد اتهم وكم من متهم حوله قرائين كثيرة تدل على جريمته تأتي الإشاعة فتبره براءة الشمس في رابعة النهار فيختلط الحابل

    بالنابل والصحيح بالمريض والسليم بالعليل والأحمر بالأسود.

    والذين يجتهدون في ترويج الإشاعة الغالب عليهم أنهم يقصدون إما النصح بمعنى يرددها لنصح صاحب الشأن والدفاع عنه.

    وإما الشماتة وهذا على النقيض من السابق يكون قصد صاحب الإشاعة أن يشمت بمن يتحدث عنه وإما الفضول وهذا غالب حالة الناس فبعضهم يجب أن يسمع

    الناس منه ويصغوا إلى حديثه وأحياناً يزيد فيها وينقص ويجعل فيها منعطفات كثيرة ليلفت نظر الناس إليه وإما قطع الفراغ وفك الأوقات فإذا أشيع خبر – ما –

    ترى كثيراً من الناس يشارك هو لا يعلم شيئاً وإنما لئلا يفهم الناس أنه لم يعلم بالخبر فيزيد فيه وينقص ولا يهمه ما يترتب على هذا الأمر إطلاقاً.

    ومن أبرز المصادر للإشاعة أن تكون خبرا من شخص أو خبراً من جريدة أو خبراً من مجلة أو خبرا من إذاعة أو من تلفاز أو رسالة خطية أو شريطا مسجلا.

    والإشاعة تكثر في المجتمع الذي يغلب عليه الجهل وتقل في الوسط الثقافي وتقوى في مجتمع النساء وتقل عند العاقلات منهن. إن ما يسمعه المرء ـ أحياناً من

    إشاعة يجعله يكذبه لأول وهلة لإن آثار الوضع بادية عليه ولكن ينبغي التثبت والتروي فإن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
    وصدق من قال:

    فإن ندمت على سكوتي مرة لكن ندمن على الكلام مرارا

    والمرء محاسب على كل كلمة يقولها وصدق الله العظيم (وإن عليكم لحافظين)


    وقال تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)


    وقال تعالى: (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه)


    وقال تعالى: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)


    ويقول تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)

    وهذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة

    مما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا لا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر

    بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وما يضادها من المضار

    فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطاً للمجتمع وسروراً لهم وكيداً لأعدائهم نشروه وإن لم يكن فيه ذلك بل فيه ضرر على المؤمنين فإنهم يتركونه

    فكم نحن بحاجة إلى الوقوف مع أنفسنا والتثبت مما ينقل عنا ولنا وكم نحن محاسبون على ما يصدر عن جوارحنا

    فهل نحن محاسبون على ما يصدر عن جوارحنا فهل نعي ونحاسب أنفسنا قل أن نحاسب أرجو ذلك وأتمناه

    أسأل الله أن يحفظ على هذه البلاد أمنها وولاة أمرها وعلماءها من كل سوء ومكروه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    افتراضي رد: الاشاعة وخطرها...

    بارك الله فيك

    جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الهام

    أسأل الله أن يصرف عن المسلمين شر الإشاعة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    154

    افتراضي رد: الاشاعة وخطرها...

    جزيت الجنة اخانا على الموضوع

    وللفائدة:

    هي تسمى الشائعة وليست الاشاعة...
    اخوكم
    محب الهدى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •