تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: برامج التواصل، والنياحة على الوقت والقلب للكاتب : مهند المعتبي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    111

    افتراضي برامج التواصل، والنياحة على الوقت والقلب للكاتب : مهند المعتبي

    الحمد لله وحده، وبعد..
    فهذه خاطرةٌ كنتُ قد دوَّنتُها في ملاحظات الجوال، وبقيت مدَّةً طويلةً.. أظنها تجاوزت ثمانية أشهر، وكان في العزم تنقيحها لنشرها في مقال، فلم أنشط لها أبدًا.. وبعثتُها اليوم لبعض الأصحاب في الواتساب، فاقترحوا عليَّ نشرها في رابطِ مقال، فوضعتُها بعجرها وبُجرها.. والله المسؤول أن ينفع بها..
    _____
    برامج التواصل، والنياحة على الوقت والقلب

    أرسل لي صديقٌ أعدُّه من مفاخر طلاب العلم رسالةَ بوحٍ وألم عن أثر برامج التواصل عليه، لقد كانت رسالةً مؤلمةً بالنسبة لي جدًا، خصوصًا وأنّ هذه البرامج على عظيم نفعها، وكبير أثرها الذي لا ينبغي إغفاله أو إهماله أو تركه؛ إلا أنّ لها ضريبةً -أو قل ضرائب- على كل مكثر من التعامل بها؛ فمستقلٌّ ومستكثر، وخير الناس من كثر نفعه وقلَّت ضرائبُه!

    لا أستطيع أن أخفي ألمي إذا رأيتُ أو سمعتُ طالبَ علم يتألم ويشتكي وربما يندب وينوح الليلَ والنهار من أنَّ برنامج التواصل الاجتماعي (تويتر، واتس أبّ، انستقرام، فيس بوك، آسك، تليقرام، ...) تأكل قلبَه وإخلاصَه، أو تلتهم وقتَه.. فهذا شيءٌ يُشعِرك بأنّ لها سيادةً عظمى عليه، وأنّه أصبح رقيقًا لها، وهذا مع الشكاية العامة مؤلم جدًا، حتى قلتُ: إنّ الجوال هو الصديق اللدود!

    لستُ أنسى -إن نسيت- حينما جلستُ مع شيخ جليل قد عمَّ نفعُه، وبوركت جهوده= حينما أدخل يده في جيبه، وأخرج جواله، وقال: هذا عدوٌ صادٌ عن الله!!

    لماذا؟
    هل المشكلة حقًا في الجوال أو فينا؟!
    ولماذا نتعامل معه على أنّه نارٌ تلظّى إن مسستَه أحرقك ولا بدُّ.. وإلاَّ فلا تقترب منه؟!

    هذه المسألة جديرةٌ بالتأمل في عموم علاقاتنا مع الأشياء بلا تطرُّفٍ..

    فيا صديقي:

    إن كنتَ في هذه البرامج تدخل وتخرج، وتكتب و(تدردش)، وتمدّ عينيك يمنةً ويسرةً، وتروي نهمتك الاستكشافيَّة في تتبعك الحسابات بلا رؤية واضحة، ولا ضابط يضبط أمرك= فاعلم أنّك قد تحولتَ من صاحب رسالة إلى صاحب هواية أو احتراف، فحُقّ لك النياحة!

    يا صديقي:

    أتذكر لما جاءت هذه الوسائل كنّا نحاول إقناعك بالدخول فيها والإسهام في المشاركة، ونفع الناس بها.. وكنتَ تتمنّع من ذلك خشية الإشغال، وصدِّك عن مشاريعك الجادّة، فلما اقتنعتَ وقبلتَ الفكرة واستحسنتها= بدأتَ تشارك وتغرِّد -في الأغلب- بالنافع وما له ثمرة، ثم بدأت تجمّ نفسك -ولا بأس بذلك- بأخبار الطرائف والمواقف، ثم شيئًا فشيئًا زادت نسبة (العاديّ) عندك على النافع؛ فأصبحت كثيرٌ من تغريداتك في رحلاتك، ومأكولاتك اللذيذة، وعطوراتك الفاخرة، ولقاءاتِك بالمشاهير.. وغلب ذلك عليك حتى ندمنا على جلسات إقناعك بوسائل التواصل، فليتك بقيت على مشاريعك!

    ما المؤلم هنا؟ هل هو منهجك التغريديُّ والانستقراميُّ والواتسابيُّ الجديد؟

    لا..

    المؤلم هو نياحتك على قلبك ووقتك.. وأنَّك ترى نفسَك باذلاً في حقل الدعوةِ والنفعِ والإرشاد والتثقيف.. ثم ترى نفسَك ضائعًا!

    فإن كنتَ ترى أنك تنفع الناس من خلال هذه الوسائل، وفي الوقت نفسه ترى أنك مضيِّعٌ لوقتك= فراجع نفسَك..

    تخيّل أنك تذهب لرحلة دعوية.. وتقيم برنامجًا مكثّفًا في التعليم والدعوة واللقاءات من الفجر إلى هزيع الليل..
    هل ستحدّث نفسك قبل النوم بأنّ وقتك اليوم قد ضاع بأكمله.. أو تعيش سعادةً وحبورًا بما منّ الله به عليك؟!

    وأضرب لك مثلاً آخر..

    لو أنّك حدَّدتَ يومًا في الأسبوع للقاء الأصحاب والزملاء في استراحة، وكان من برامج الاستراحة لعب كرة -مثلاً- لمدّة ساعة، فصدّقني لن تشعرَ -إن كنتَ متوازنًا- حين تعود إلى بيتك بالندم أو تأنيب الضمير لأنّ وقتَك ذهبت منه ساعةٌ في اللعب!
    لماذا؟
    لأنّ هذه الساعة قد اختزلتَها من وقتك بعناية وترتيب، وجعلتَها فسحةً لك ونزهةً واستجمامًا؛ لتعود لجدِّك ومواصلة مشاريعك..

    هنا يظهر الفرق..

    مشكلة هذه البرامج؛ أنها قريبةٌ جدًا من الأنامل التي قد أصيبت بحكّةٍ في بصماتهما لا يزيل حساسيَّتَها إلا الأنس بها..
    هل هذه المشكلة حقًّا؟
    بالتأكيد لا؛ لكنّها خطوةٌ لمشاكلَ عند عدم ضبط النفس، والمسامحة الكبيرة لها..

    ختامًا يا صديقي:
    لم يردْ فضلٌ في المرابطة في تويتر أو الواتس أب!
    شارك، انفع، قدِّم... ثم انصرف راشدًا لشغلك، واستعذ بالله من كلِّ شرٍ يتسلل لواذًا لمعاقل الخير..

    وإن أردتَ نصيحةً مني أو اقتراحًا أو تجربةً؛ فدونكها خماسيَّة:

    ١- كن أمير جوالك ولا يكن جوالُك أميرَك.. يطرق عليك بإشعاراته متى شاء!
    لا تكن معتَقلاً في (جوانتنامو) الوسائل!

    ٢- قدّس الوقتَ كقداسة المال أو أشد؛ فهو رأس مالك.. فحينما تراقب مصاريف إنفاقك= راقب مصاريف أوقاتك.

    ٣- لا تلجأ لفراشك قبل نومك إلا بعد ضبط المنبّه، وإغلاق لوحة المفاتيح.. فإن كنتَ قبيل نومك ستتصفّح (آخر الأحداث) وسيأخذ منك ذلك نصف ساعة –مثلاً- فانظرها كم ستكون بعد شهر أو عام!

    ٤- مما جربتُه وانتفعتُ به جدًا..ورأيتُ أثرَه خلال عام ونصف= أنني لا أدخل تويتر إلا بعد تحديد المنبه بـ ٤٥ دقيقة يوميًا إلى ساعة مرةً واحدةً في اليوم -وذلك في أضعف حالات نشاطي- وهذا يجعلك تمر (بالتايم لاين) سريعًا.. فإن دقّ جرس التنبيه فقد انتهت حصّة تويتر، فما فاتك بعدها فصدقني لن تحتاج للبكاء عليه كما ستبكي على نفسك بعد حين!

    ٥- استعن بالله ولا تعجز، فقد يكون الانهماك في الوسائل عقوبة وإن لم يُرَ أثرها الآن!

    اللهمَّ استعملنا في طاعتك..
    كناشة الرميـح على التليجرام
    حيثُ المتعة والفائـدة ..
    [url]https://telegram.me/romeh06/url]

  2. افتراضي

    بارك الله فيكم، ونفع بكم.
    قيل قديمًا: ضاعَ العلم بين أفخاذ النساء...واليوم يمكننا القول: ضاعَ العلم والعمل بين أحضان الفيس بوك وتويتر ونحوهما !!
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •