تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 6 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 120 من 139

الموضوع: كتاب: (الشريعة) للآجري ... وقفات وتنبيهات

  1. #101
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    89 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا كفر من نفى كلام الله لموسى عليه السلام-: (الحمد لله المحمود على كل حال، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وسلم، أما بعد:
    فإنه من ادعى أنه مسلم ثم زعم أن الله عز وجل لم يكلم موسى فقد كفر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
    فإن قال قائل: لم؟ قيل: لأنه ردَّ القرآن وجحده وردَّ السنة وخالف جميع علماء المسلمين وزاغ عن الحق، وكان ممن قال الله عز وجل: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]
    وأما الحجة عليهم من القرآن: فإن الله جل وعز قال في سورة النساء: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] وقال عز وجل في سورة الأعراف: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف]: 143] وقال عز وجل: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف: 144] وقال عز وجل في سورة طه: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى , وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} إلى آخر الآيات وقال عز وجل في سورة النمل: {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النمل: 9] وقال عز وجل في سورة القصص: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} وقال عز وجل في سورة والنازعات: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}
    فمن زعم أن الله عز وجل لم يكلم موسى فقد ردَّ نص القرآن وكفر بالله العظيم.
    فإن قال منهم قائل: إن الله تعالى خلق كلامًا في الشجرة، فكلم به موسى قيل له: هذا هو الكفر؛ لأنه يزعم أن الكلام مخلوق تعالى الله عز وجل عن ذلك ويزعم أن مخلوقًا يدعي الربوبية، وهذا من أقبح القول وأسمجه -أي: أقبحه-.
    وقيل له: يا ملحد، هل يجوز لغير الله أن يقول: إنني أنا الله؟ نعوذ بالله أن يكون قائل هذا مسلمًا، هكذا كافر يستتاب، فإن تاب ورجع عن مذهبه السوء وإلا قتله الإمام، فإن لم يقتله الإمام ولم يستتبه وعلم منه: أن هذا مذهبه هجر ولم يكلم، ولم يُسَلَّم عليه ولم يصل خلفه ولم تقبل شهادته ولم يزوجه المسلم كريمته). (صـ 271 - 272).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #102
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    90 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا وجوب الإيمان بنزول الله إلى السماء الدنيا كل ليلة-: (الإيمان بهذا واجب، ولا يسع المسلم العاقل أن يقول: كيف ينزل؟ ولا يرد هذا إلا المعتزلة، وأما أهل الحق فيقولون: الإيمان به واجب بلا كيف؛ لأن الأخبار قد صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة)، والذين نقلوا إلينا هذه الأخبار هم الذين نقلوا إلينا الأحكام من الحلال والحرام، وعلم الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، فكما قَبِلَ العلماء عنهم ذلك كذلك قبلوا منهم هذه السنن، وقالوا: مَنْ ردَّها فهو ضالٌ خبيثٌ، يَحْذَرونه ويُحَذِّرون منه). (صـ 277).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #103

    افتراضي

    شرح نفيسٌ على الكتاب خدم به هذا المؤلَف خدمة علمية تليق به عنون له بـــــ: ((الذريعة في بيان مقاصد كتاب الشريعة)).

  4. #104
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر عباس الجزائري مشاهدة المشاركة
    شرح نفيسٌ على الكتاب خدم به هذا المؤلَف خدمة علمية تليق به عنون له بـــــ: ((الذريعة في بيان مقاصد كتاب الشريعة)).
    بارك الله فيك، لماذا تكرر هذه المعلومة؟ !!!
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #105

    افتراضي

    لأني وفقكم الله لما فيه رضاه وجدتها تُحذف كلما فتحت أيقونة هذه المشاركة

  6. #106
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر عباس الجزائري مشاهدة المشاركة
    لأني وفقكم الله لما فيه رضاه وجدتها تُحذف كلما فتحت أيقونة هذه المشاركة
    كيف حذفت وهي موجودة الآن؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #107
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    91 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا ضلال الجهمية في نفيهم أن الله خلق آدم بيده-: (يقال للجهمي الذي ينكر أن الله خلق آدم بيده كفرت بالقرآن ورددت السنة وخالفت الأمة.
    فأما القرآن: فإن الله عز وجل لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال الله عز وجل: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدِي أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} [ص: 75]
    وقال عز وجل في صورة الحجر:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ , فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ , فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ , إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: 29]
    فحسد إبليس آدم لأن الله عز وجل خلقه بيده ولم يخلق إبليس بيده.
    ولما التقى موسى عليه السلام مع آدم عليه السلام فاحتجا، فكان من حجة موسى لآدم أنه قال له:
    أنت أبونا آدم خلقك الله تعالى بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ فاحتج موسى على آدم بالكرامة التي خص الله عز وجل بها آدم مما لم يخص غيره بها من أن الله عز وجل خلقه بيده وأمر ملائكته فسجدوا له، فمن أنكر هذا فقد كفر.
    ثم احتج آدم على موسى: فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه وخطَّ لك التوراة بيده وذكر ... الحديث).
    (صـ 292 - 293).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #108
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    92 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا ضلال من أنكر الشفاعة من المعتزلة والرد عليهم-: (اعلموا -رحمكم الله- أن المنكر للشفاعة يزعم أن من دخل النار فليس بخارج منها، وهذا مذهب المعتزلة يكذبون بها، وبأشياء سنذكرها إن شاء الله تعالى مما لها أصل في كتاب الله عز وجل وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنن الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان وقول فقهاء المسلمين فالمعتزلة يخالفون هذا كله، لا يلتفتون إلى سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا إلى سنن أصحابه رضي الله عنهم وإنما يعارضون بمتشابه القرآن، وبما أراهم العقل عندهم، وليس هذا طريق المسلمين وإنما هذا طريق من قد زاغ عن طريق الحق وقد لعب به الشيطان.
    وقد حذرنا الله عز وجل ممن هذه صفته، وحذرناهم النبي صلى الله عليه وسلم وحذرناهم أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا.
    فأما ما حذرناهم الله عز وجل وأنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم وحذرناهم النبي صلى الله عليه وسلم.
    فإن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ , هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٍ} [آل عمران: 7] إلى قوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}. (صـ 300 - 301).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #109
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    93 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا دحض شبهات المعتزلة في نفي الشفاعة): (إن المكذب بالشفاعة أخطأ في تأويله خطأ فاحشًا خرج به عن الكتاب والسنة، وذلك أنه عمد إلى آيات من القرآن نزلت في أهل الكفر، أخبر الله عز وجل: أنهم إذا دخلوا النار أنهم غير خارجين منها، فجعلها المكذب بالشفاعة في الموحدين، ولم يلتفت إلى أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم في إثبات الشفاعة أنها إنما هي لأهل الكبائر، والقرآن يدل على هذا، فخرج بقوله السوء عن جملة ما عليه أهل الأيمان، واتبع غير سبيلهم قال الله عز وجل: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: 115]

    وقال: فكل من ردَّ سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنن أصحابه فهو ممن شاقق الرسول وعصاه وعصى الله تعالى بتركه قبول السنن ولو عقل هذا الملحد وأنصف من نفسه، علم أن أحكام الله عز وجل وجميع ما تعبد به خلقه إنما تؤخذ من الكتاب والسنة، وقد أمر الله عز وجل نبيه عليه السلام: أن يبين لخلقه ما أنزله عليه مما تعبدهم به، فقال جل ذكره: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]
    وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم لأمته جميع ما فرض الله عز وجل عليهم من جميع الأحكام وبيَّن لهم أمر الدنيا وأمر الآخرة وجميع ما ينبغي أن يؤمنوا به ولم يدعهم جهلة لا يعلمون حتى أعلمهم أمر الموت والقبر وما يلقى المؤمن، وما يلقى الكافر وأمر المحشر والوقوف وأمر الجنة والنار حالا بعد حال يعرفه أهل الحق، وسنذكر كل باب في موضعه إن شاء الله تعالى.
    اعلموا يا معشر المسلمين: أن أهل الكفر إذا دخلوا النار ورأوا العذاب الأليم وأصابهم الهوان الشديد نظروا إلى قوم من الموحدين معهم في النار فعيروهم بذلك وقالوا: ما أغنى عنكم إسلامكم في الدنيا وأنتم معنا في النار؟ فزاد أهل التوحيد من المسلمين حزنًا وغمًا، فاطلع الله عز وجل على ما نالهم من الغمِّ بتعيير أهل الكفر لهم فأذن في الشفاعة فيشفع الأنبياء والملائكة والشهداء والعلماء والمؤمنون فيمن دخل النار من المسلمين فأخرجوا منها على حسب ما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طبقات شتى فدخلوا الجنة، فلما فقدهم أهل الكفر ودوا حينئذ لو كان مسلمين وأيقنوا أنه ليس شافع يشفع لهم، ولا صديق حميم يغني عنهم من عذابهم شيئا قال الله عز وجل في أهل الكفر لما نضجوا بالعذاب وعلموا أن الشفاعة لغيرهم قالوا: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلُ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف: 53]
    وقال عز وجل:
    {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} [الشعراء: 94] , {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ} [الشعراء: 95] , {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ} [الشعراء: 96] , {تَالَلَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الشعراء: 97] , {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 98] , {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ} [الشعراء: 99] , {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ} [الشعراء: 100] , {وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء: 101] وقال عز وجل في سورة المدثر وقد أخبر أن الملائكة قالت لأهل الكفر: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}
    [المدثر: 42] ,
    {قَالُوا: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} المدثر: 43] , {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} [المدثر: 45] , {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر: 46] , {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر: 47] , {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48]

    وقال: هذه كلها أخلاق الكفار فقال عز وجل:
    {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48] فدل على أن لابد من شفاعة وأن الشفاعة لغيرهم لأهل التوحيد خاصة، وقال الله عز وجل: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} [الحجر: 1] , {رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}[الحجر: 2]

    وقال: وإنما يود الكفار أن لو كانوا مسلمين: عندما رأوا معهم في النار قوما من الموحدين فعيروهم وقالوا: ما أغنى عنكم إسلامكم وأنتم معنا في النار فحزنوا من ذلك فأمر الله عز وجل الملائكة والأنبياء ومن سائر المؤمنين أن يشفعوا فيهم فشفعوا فأخرج من في النار من أهل التوحيد ففقدهم أهل الكفر فسألوا عنهم فقيل: شفع فيهم الشافعون لأنهم كانوا مسلمين، فعندها ودوا لو كانوا مسلمين حتى تلحقهم الشفاعة). (صـ 304 - 305).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #110
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    94 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا الشافعين يوم القيامة-: (وقد روي من غير وجه: أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة لجميع ذرية آدم عليه السلام من الموحدين بأن يخرج من النار كل موحد ثم يشفع آدم عليه الصلاة والسلام، ثم الأنبياء، ثم الملائكة، ثم المؤمنون فنعوذ بالله ممن يكذِّب بهذا، لقد ضلَّ ضلالًا بعيدًا وخسر خسرانًا مبينًا). صـ 314).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #111
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    95 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا جزاء المؤمنين بالشفاعة-: (فأنا أرجو لمن آمن بما ذكرنا من الشفاعة وبقوم يخرجون من النار من الموحدين، وبجميع ما تقدم ذكرنا له، وبجميع ما سنذكره إن شاء الله من المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم ولأهل بيته وذريته وصحابته وأزواجه رضي الله عنهم أجمعين: أن يرحمنا مولانا الكريم، ولا يحرمنا وإياكم من تفضله ورحمته، وأن يدخلنا وإياكم في شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وشفاعة من ذكرنا من الصحابة وأهل بيته، وأزواجه رضي الله عنهم أجمعين). (صـ 318 - 319).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #112
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    96 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا فتنة الدجال والاستعاذة منه-: (فقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الدجال، وعَلَّمَ أمته أن يستعيذوا بالله من فتنة الدجال فينبغي للمسلمين أن يستعيذوا بالله العظيم منه وقد حذَّر أمته في غير حديث الدجال، ووصفه لهم، فينبغي للمسلمين أن يحذروه ويستعيذوا بالله من زمان يخرج فيه الدجال، فإنه زمان صعب، أعاذنا الله وإياكم منه.
    وقد روي أنه قد خُلق، وهو في الدنيا مُوثَّق بالحديد إلى الوقت الذي يأذن الله عز وجل بخروجه).
    (صـ 337).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #113
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    97 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا نزول عيسى حتى موته-: (والذين يقاتلون مع عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والذين يقاتلون عيسى: اليهود مع الدجال، فيقتل عيسى الدجال، ويقتل المسلمون اليهود، ثم يموت عيسى عليه السلام، ويصلي عليه المسلمون، ويدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما). (صـ 342).

    قلت: (أبو البراء):
    لم يثبت في حديث صحيح أن عيسى يدفن بالحجرة النبوية، أما ما ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض، فيتزوج، ويولد له، ويمكث خمسًا وأربعين سنة، ثم يموت فيدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر).
    رواه ابن أبي الدنيا – كما عزاه إليه الذهبي في: ميزان الاعتدال: (2/562) - وابن الجوزي في: العلل المتناهية: (2/915) وفي: المنتظم: (1/126)، وفي: الوفا: (2/714) أيضًا: من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي.
    قال ابن الجوزي:
    (هذا حديث لا يصح، والإفريقي ضعيف بمرة).
    وأورده الذهبي في: ميزان الاعتدال: في سياق المناكير التي رواها هذا الراوي
    ، وقال : (فهذه مناكير غير محتملة).
    وقال الشيخ الألباني في: السلسلة الضعيفة: (6562): (منكر).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. #114
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    98 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أن الجنة والنار مخلوقتان-: (اعلموا -رحمنا الله وإياكم- أن القرآن شاهد أن الله عز وجل خلق الجنة والنار قبل أن يخلق آدم عليه الصلاة والسلام، وخلق للجنة أهلًا، وللنار أهلًا، قبل أن يخرجهم إلى الدنيا، لا يختلف في هذا من شمله الإسلام، وذاق حلاوة طعم الإيمان، دلَّ على ذلك القرآن والسنة، فنعوذ بالله ممن يكذب بهذا.
    فإن قال قائل: بَيِّن لنا ذلك؟
    قيل له: أليس خلق الله عز وجل آدم وحواء عليهما السلام، وأسكنهما الجنة؟ وقال عز وجل في سورة البقرة {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا , وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ , فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 35] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ , يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} الْآيَةَ , وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ طه {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَنْ لَا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكُ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ ص لِإِبْلِيسَ {فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} [الحجر: 34] الْآيَةَ.
    فأخرج الله عز وجل آدم وحواء من الجنة، ثم تاب عليهما ووعدهما أن يردهما إلى الجنة، ولعن إبليس وأخرجه من الجنة وآيسه من الرجوع إلى الجنة). (صـ 348 - 349).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  15. #115
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    99 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أن أهل الجنة خالدين فيها أبدًا وكذا أهل النار-: (بيان هذا في كتاب الله عز وجل، وفي سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى في سورة النساء: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ , خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا , لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطْهَّرَةٌ , وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء: 57] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ , خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا , وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا , وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ , لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة: 119] الْآيَةَ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ بَرَاءَةَ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ , أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ , وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 20] إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: { وَالسَّابِقونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [التوبة: 100] الْآيَةَ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْحِجْرِ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّإِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ , لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر: 48] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا , خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} [الكهف: 107] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْوَاقِعَةِ: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} [الواقعة: 27] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ التَّغَابُنِ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التغابن: 9] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ لَمْ يَكُنْ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ , جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [البينة: 7] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ...

    وقال أيضًا -رحمه الله-: (ولهذا في القرآن نظائر كثيرة تخبر أن المتقين في الجنة خالدين آمنين لا يذوقون فيها الموت أبدًا، ولا يخرجون من الجنة أبدًا، قال الله عز وجل: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ , فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ , يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ} [الدخان: 51] إِلَى قَوْلِهِ {وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [الدخان: 56].

    وقال أيضًا -رحمه الله-: (وقد ذكر الله تعالى في كتابه أن أهل النار الذين هم أهلها، يخلدون فيها أبدًا، قال الله عز وجل في سورة النساء: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ , وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا , إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 168] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} [الأحزاب: 64] إِلَى أَخِرِ الْآيَةِ ,وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} [فاطر: 36] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْجَاثِيَةِ: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا: أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُ مْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ} [الجاثية: 31] إِلَى قَوْلِهِ {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [الجاثية: 34] إِلَى قَوْلِهِ {مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } [الجاثية: 35]

    قَالَ أيضًا -رحمه الله-: (فالقرآن شاهد: أن أهل الجنة خالدون فيها أبدًا في جوار الله عز وجل في النعيم يتقلبون، قال الله عز وجل: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ , لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ , وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 32] الْآيَةَ. وَأَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ أَبَدًا {لَا يُفَتَّرُعَنْهُ مْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [الزخرف: 75]. (صـ 357 - 359).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #116
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    نستأذن في نشر بعض مشاركاتكم في هذا الموضوع، بارك الله فيكم ؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  17. #117
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    نستأذن في نشر بعض مشاركاتكم في هذا الموضوع، بارك الله فيكم ؟
    نعم على الرحب والسعة، ونسألكم الدعاء.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #118
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    100 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا فوائد معرفة فضائل النبي صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والحمد لله على كل حال، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم.
    أما بعد: فإنه مما ينبغي لنا أن نبينه للمسلمين من شريعة الحق التي ندبهم الله عز وجل إليها وأمرهم بالتمسك بها، وحذرهم الفرقة في دينهم وأمرهم بلزوم الجماعة وأمرهم بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإني أبيِّن لهم فضل نبيهم صلى الله عليه وسلم ليعلموا قدر ما خصهم الله عز وجل به إذ جعلهم من أمته ليشكروا الله على ذلك.
    قال الله عز وجل:
    {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا , وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ , وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ , وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]

    قال أيضًا: (قبيح بالمسلمين أن يجهلوا معرفة فضائل نبيهم صلى الله عليه وسلم، وما خصه الله عز وجل به من الكرامات والشرف في الدنيا والآخرة، وقد رسمت في هذه أربعة أجزاء مختصرة حسنة جميلة، مما خص الله عز وجل به النبي صلى الله عليه وسلم حالًا بعد حال، وقد أحببت أن أذكر في هذا الكتاب الذي وسمته بكتاب الشريعة من فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم ما لا ينبغي للمسلمين جهله، بل يزيدهم علمًا وفضلًا وشكرًا لمولاهم الكريم، والله الموفق لما قصدت له، والمعين عليه إن شاء الله). (صـ 361 - 362).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  19. #119
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    101 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا ما وصف الله به نبيه في القرآن-: (اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الله جل ذكره شرف نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأعلى الشرف، ونعته بأحسن النعت ووصفه بأجمل الصفة وأقامه في أعلى الرتب أخبرنا مولانا الكريم: أنه بعثه بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا فقال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا , وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا , وَبِشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا} [الأحزاب: 46] وقال عز وجل: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا , وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24] (صـ 362).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  20. #120
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    102 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أن نبينا دعوة إبراهيم وإسماعيل وبشرى عيسى-: (فاستجاب الله عز وجل لإبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام واختص من ذريتهما من أحب وهو محمد صلى الله عليه وسلم من أشرف قريش نسبًا وأعلاها قدرًا وأكرمها بيتًا وأفضلها عنده فبعثه بشيرًا ونذيرًا، وقال عز وجل: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ , مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ , وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] فأثبت الله عز وجل على النصارى الحجة ببشارة عيسى عليه الصلاة والسلام لهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم إن الله عز , وجل ذكره: أخبر عن أهل الكتابين اليهود والنصارى أنهم يجدون صفة محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل , وأنه نبي , وأوجب عليهم اتباعه ونصرته , فقال جل ذكره: {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ , فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ , يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتُ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ , وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} [الأعراف: 156] إلى قوله {الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 5] وقال عز وجل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ , قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ , قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15] إلى قوله {صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] وقال عز وجل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ , فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ ونَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 19] (صـ 362 - 363).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •