في الوقت الذي ينال فيه المبغضون من النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتكالب فيه كل كلاب الأرض على ما هو فيه نوع دين ، ويحارب فيه كل من تمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ظهر في بلاد المسلمين أصوات منكرة هي أقرب ما تكون بصوت الحمار المبغوض قائلةً : ببغض المنتسبين للسنة وكثير منهم إذا رأى رجلًا ملتحيًا ضاق صدره ، بل وكثير من الآباء يقولون لآبنائهم إذا أطلقت لحيتك فاخرج من البيت ، وأسباب هذا يطول ، منها الهوى وحب الدنيا ، ومنها أصحاب الدعوات الباطلة المبطلة من العلمانيين واللبراليين ومنها الظلم من قِبل الأجهزة الأمنية ، فكل هذا له دور كبير في إيجاد هذا الشعور في نفوس العامة ، وهي النفرة والاشمئزاز مِن كل مَن يظهر السنة ، وعلى الرغم من أن كثيرًا من أصحاب الأفكار العلمانية واللبرالية يمدحون النضال ضد الحكومات ويذمون الأنظمة القمعية ، إلا أنهم يحمدونها في تعاملها مع المتمسكين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فهي حرب المصالح المتبادلة ، فهم يتصارعون على مصالحهم ولكن إذا كانت المواجهة بين بعضهم وبين أهل السنة تناسوا صراعاتهم فيما بينهم واتحدوا ضدنا ، وصدق من قال :
قد استردّ السبايا كلّ منهـزم ... لم تبق في رقّها إلاّ سبايـانــــا
دم بتونس لم يثأر لــه ... و دم بالقدس هان على الأيّام لا هانــا
و ما لمحت سياط الظلم داميـة ... إلاّ عرفت عليها لحــم أسرانــا
و لا نموت على حدّ الظبى أنفًا ... حتّى لقد خجلت منّا منايــانــا . من قصيدة : (يا وحشة الثأر) ، لبدوي الجبل .
فكيف يرضى المسلم أن يكون ذنبًا للأعداء في بغض المنتسبين للسنة المتمسكين بها ، أليس أولى بنا أن ننصر رسولنا صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ، أليس أولى بنا أن ننصر رسولنا صلى الله عليه وسلم في أنفسنا ، أليس أولى بنا أن ننصر رسولنا صلى الله عليه وسلم فيما بيننا في معاملتنا وخلافتنا ، فهلُمَّ مقبلًا على سنة نبيك .