بسم الله الرحمن الرحيميكفي المسلم السليم من الهوى أن الصحابة هم أصحاب لأعظم رجل عرفه التاريخ بل هم أصحاب أفضل مخلوق ..فكيف يكونون ؟!..وقد اختارهم الله تعالى اصحابا لنبيه عليه الصلاة والسلام وقد رفع ذكرهم في كتابه وابلغنا رضاه عنهم .اللهم فاجزهم عنا خير ما جزيت معلما عن متعلم .
هذان موقفان ..تدبرهما ثم انظر ماذا يرد عليك قلبك وعقلك ؟
روى البخاري عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان قال فأمسك أحد الفريقين بأيديهم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لكم لا ترمون ؟!
فقالوا يا رسول الله نرمي وأنت معهم!!
(وفي رواية) كيف نرمي وأنت مع بني فلان !!
قال ارموا وأنا معكم كلكم.
تعظيم وأدب خالط الدم واللحم فهم في لهوهم لم ينسوا تعظيم نبيهم !
وهذا موقف آخر تخيل نفسك في هذا الموقف أنك معهم !
في مسند أحمد وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا فلاجه رجل في صدقته فضربه أبو جهم فشجه فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا القود يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكم كذا وكذا فلم يرضوا فقال لكم كذا وكذا فلم يرضوا فقال لكم كذا وكذا فرضوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم فقالوا نعم فخطب رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم إن هؤلاء الليثيين أتوني يريدون القود فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا ، أرضيتم ؟ قالوا لا !،
فهمّ المهاجرون بهم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفوا عنهم فكفوا ثم دعاهم فزادهم فقال أرضيتم فقالوا نعم قال إني خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم قالوا نعم فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرضيتم قالوا نعم.
سبحان الله ..
ما أعظم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما أدق فهمهم وما أشد توقيرهم وتعظيمهم له صلى الله عليه وسلم.
تخيل معي أخي في الله الموقف ...أن الليثيين تكلم معهم رسول الله في إرضائهم أن يعطيهم من المال حتى يتركوا القصاص في أن يشجوا رأس أبي جهم رضي الله عنه فلم يرضوا فزادهم فرضوا ،
فأراد صلى الله عليه وسلم أن يخبر الصحابة برضاهم بالمال وترك القصاص ...
فلما سمع المهاجرون من رسول الله على المنبر أنهم رضوا ، نادى الليثيون بأنهم لم يرضوا!!...فالمهاجرون رضي الله عنهم مباشرة ومن غير استئذان تحركت قلوبهم وأجسامهم ولم ينتظروا ماذا سيرد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الليثيين ، فهمّوا بالقوم ليزجروهم ويضربوهم !! ولولا أن النبي عليه الصلاة والسلام أمرهم بالكف لما انتهت بشج رأس الليثي فحسب!!.أيُكذّب خبر رسول الله والمهاجرون أحياء؟!