بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال/ ما معنى الفقر بالحج؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال/ ما معنى الفقر بالحج؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
في أي سياق جاء ذلك ، وفي أي كتاب ؟ حتى يسهل الجواب .
بارك الله فيكم .
قرأت لبعضهم أن الفقير بالحج هو من لا يملك زادا ولا راحلة.
وقد وجدت نحو ذلك عند قراءة البحر الرائق (2/ 335)
وأما القدرة على الزاد والراحلة فالفقهاء على أنه من شرط الوجوب فلا وجوب أصلا يتعلق بالفقير لاشتراط الاستطاعة في آية الحج وفسرت بهما.
نفع الله بكم .
تقصدين أن معنى الفقير بالحج : هو الفقير الذي لا يستطيع الحج لعدم استطاعته ، وفسرت ـ الاستطاعة ـ بالزاد والراحلة .
لعل هذا مقصد من قرأت له هذا الكلام
حيث أني قرأته في البحث ثم عدت لكتب الفقهاء وبحثت عنه فوجدت في البحر الرائق ما وجدت
البحث الذي عندي مصور من جامعة الملك سعود من عام (1418هـ)
هذه صورة الجزئية المطلوبة بالاسكنر
إذًا يستقيم الكلام، ويكون المعنى كما وضحه صاحب البحث، بإن الفقر بالحج: عدم وجود الزاد والراحلة بإي صورة.
نفع الله بكم .. وجزاكم كل خير
آمين، وإيِّاكم.
بورك فيكم .
أرى ـ والله أعلم ـ أن الاقتصار على كلام البحر الرائق فقط عن هذه النقطة ، غير دقيق ؛ إذ إن كثيرا من أهل العلم ـ غير ابن نجيم أيضا ـ جعلوا الاستطاعة في الحج للفقير : الزاد والراحلة .
ولعلكم حصرتم ذلك في ابن نجيم؛ لأنه قرن لفظ الفقير بلفظ الاستطاعة مع تفسيرها بالزاد والراحلة .
وما تم تصويره من جامعة الملك سعود رحمه الله ، فصاحب البحث صرح تصريحا واضحا بما ذكرناه من أن الفقير بالحج الذي لا يملك الزاد والراحلة .
نعم بارك الله فيكم البحر الرائق هو من وجدته قرن لفظ الفقير بالاستطاعة
لكن جميع كتب الفقهاء تقريبا ذكرت شرط الزاد والراحلة فيما عدا كتب المالكية
وبالتأكيد أني لن أكتفي بذكر البحر الرائق، لكن ذكرته هنا كمثال ليتضح السؤال كما طلبتم
بورك فيكم وفي علمكم وفي نصحكم
أيضا سؤال يتعلق تقريبا بنفس الموضوع:
جاء في المبدع في شرح المقنع (3/ 87)
(وليس هو شرطا في الصحة، والإجزاء فإن خلقا من الصحابة حجوا، ولا شيء لهم، ولم يؤمر أحد منهم بالإعادة، ولأن الاستطاعة إنما شرطت للوصول فإذا وصل وفعل، أجزأه كالمريض)
قولهم: (فإن خلقا من الصحابة حجوا، ولا شيء لهم، ولم يؤمر أحد منهم بالإعادة)
1) هل أذكر الدليل هكذا أم يلزمني أن أذكر من هم هؤلاء الصحابة؟
2) هل نعتبر هذا الدليل من السنة أم المعقول؟
نفع الله بكم .
لعلكم تقصدون الدليل هنا ، أي فعل الصحابة ، وإلا فكلام صاحب "المبدع" ـ أوغيره ـ ليس دليلا في ذاته ـ كما تعلمون ـ بل هو كلام لبعض أهل العلم.
1 ـ إن وجدنا آثارا عن الصحابة مسندة تدل على ذلك ذكرناها ، وإلا يكتفى بكلامه رحمه الله ، وعزونا إليه.
وفي مسألتنا هذه ، هناك آثار تدل عليه ؛ منها : ما أخرجه البخاري (1523) - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَلَا يَتَزَوَّدُونَ وَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُو نَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى:[وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى].
ففيه دليل أن بعض الصحابة كان يحج دون زاد ، فعاب عليهم القرآن ، لكن لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة حجهم .
2 ـ فعل الصحابة هنا في سياق كلام ابن مفلح في المبدع يدل على أن جماعة من الصحابة فعلوا ذلك مع علم النبي صلى الله عليه وسلم بحالهم كما فعل أهل اليمن فيما ذكرنا ، ولعل هذا أيضا معلوم في السيرة ـ وعلم ذلك بالاستقراء ؛ فإن كثيرا منهم كانوا فقراء لا يملكون راحلة ـ من أن بعض الصحابة حجوا وليس معهم شيء من الزاد أو الراحلة ، ولم يؤمروا بالإعادة ، والآمر والناهي لهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان ذلك كذلك ولم يأمرهم بالإعادة فإن هذا يكون من باب السنة التقريرية ، فإنه أقرَّ ما فعلوه ، ولو لم يقرهم لأمرهم بالإعادة ، لكنه لم يفعل ، فهو إقرار منه صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .
جزاكم الله خيرا .. وبارك فيكم
وفيكم بارك الله ، ونفع بكم .