رُوي من حديث سلمان الفارسي ، وعبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وسمرة بن جندب ، ومن مرسل الحسن البصري.
[حديث سلمان الفارسي]
رُوي من طريق الأعمش ، واختُلف عليه:
- فرواه الفريابي ، واختُلف عليه:
-- فرواه إبراهيم بن محمد المقدسي الفريابي، عنه، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ شَيْءٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ مِثْلِهِ إِلَّا الْإِنْسَانُ».
أخرجه الطبراني (6095) ، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (137) ، وابن بشران في "أماليه" (952) ، والرافعي في "التدوين" (10/4).
وإبراهيم بن محمد المقدسي ، قال أبو حاتم: ((صدوق)) ، وقال مسلمة بن قاسم: ((ثقة مشهور)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال الساجي: ((يحدث بالمناكير والكذب)) ، وقال الأزدي: ((ساقط)) ، وقال الذهبي ، وابن حجر: ((صدوق)).
وتوبع ، فأخرج تمام في "فوائده" (973) عن أَبي الْقَاسِمِ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْبَدٍ الْمَوْصِلِيُّ ، والدارقطني في "الأفراد" عن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن شيبَة ، كلاهما عن عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن سليمان الْعَسْقَلَانِي ُّ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ به.
قال الدارقطني - كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (119/3) -: ((تفرد بِهِ شَيخنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن شيبَة عَن *عِيسَى *بن *عبد *الله *بن *سُلَيْمَان وَهُوَ غَرِيب من حَدِيث الْأَعْمَش أَيْضا وَرُوِيَ عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ نَحْو هَذَا)).
وأبو القاسم موسى بن معبد الموصلي ، لم أجده ، وكلام الدارقطني يفيد أن متابعته غير محفوظة.
وعيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني الأموي القرشي ، قال ابن عدي: ((ضعيف يسرق الحديث.....وكتب عَنْهُ الناس بسر من رأى والضعف عَلَى حديثه بين)) ، ولكن قال ابن حجر في "اللسان" (401/4): ((قال الحاكم عن الدارقطني: "ثقة" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وخرج حديثه في صحيحه)).
والذي وثّقه الدارقطني كما في "سؤالات الحاكم" (141) ، هو عيسى بن عبد الله بن سنان، رغاث، أبو موسى الطيالسي ، وكذا نقل توثيق الدارقطني له ، الخطيب في "تاريخ بغداد" (170/11). والخطيب يُكثر من النقل عن الدارقطني ، فلو كان الدارقطني وثّق العسقلاني لذكر ذلك في ترجمته ، فيبدو أن الحافظ ابن حجر وهم ، واختلط عليه هذا بذاك. وكذلك لم أجد ذكر ابن حبان له في "الثقات" ، والله أعلم.
وأفاد نحو من هذا الشيخ الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (13/ 767-768).
وذهب ابن عبد الهادي في "التنقيح" (482/3) ، إلى أن العسقلاني ، هو نفسه عيسى بن أبي عمران الرملي البزاز ، فإن كلاهما يروى عن الوليد بن مسلم. والرملي هذا ترك أبو حاتم الرواية عنه ، وقال: ((يدل حديثه على أنه غير صدوق)).
قلت: وعلى كل حال ، فعيسى هذا ضعيف ، ولعله سرقه من إبراهيم المقدسي ، والله أعلم.
-- ورواه سعيد بن عبد الله السوّاق، عنه ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ العُوفي، عَنْ سلمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ (ًص) به.
أخرجه أبو الشيخ في "أمثال الحديث" (138).
وسعيد بن عبد الله ، قال أبو الفضل المقدسي في "معرفة الألقاب" (ص113): ((الرجل الصالح)) ، ونقله عنه الذهبي ، فقال في "تاريخ الإسلام" (90/6): ((الرجل الصالح ، أحد حُفّاظ الحديث. رحل وطوّف)).
قال أبو عبد الله الحاكم في "المدخل إلى كتاب الإكليل" (ص62) - عند ذكره أنواح الجرح والمجروحون -: ((الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ مِنَ الْمَجْرُوحِينَ قَوْمٌ عَمَدُوا إِلَى أَحَادِيثَ مَرْوِيَّةٍ عَنِ التَّابِعِينَ أَرْسَلُوهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَادُوا فِيهَا رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ فَوَصَلُوهَا
مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيِّ روى عن الفريابى عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ سَلْمَانَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ شَيْءٌ *خَيْرًا *مِنْ *أَلْفٍ *مِثْلِهِ إِلَّا الْإِنْسَان
وَالْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا)).
- ورواه أبو معاوية، عنه، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره.
أخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (2622).
قلت: الصواب أنه عن إبراهيم مرسلاً ، وإبراهيم الظاهر أنه النخعي ، والله أعلم.
[حديث عبد الله بن عمر]
أخرج ابن وهب في "جامعه" (253) ، ومن طريقه كل من أحمد (5882) ، والطبراني في "الأوسط" (3500) ، وفي "الصغير" (412) ، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (139) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1216) ، والطحاوي في "شرح مشكل الاثار" (1471) ، وابن عدي في "الكامل" (448/7) ، عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا أَعْلَمُ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مِائَةٍ مِثْلِهِ إِلَّا الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ»
قال الطبراني: ((لا يُروى عن ابن عمر إلاَّ بهذا الإسناد)).
وأسامة بن زيد الليثي ، وثقه ابن معين ، وأبو داود ، والعجلي ، والفسوي ، وابن حبان ، وضعّفه يحيي بن سعيد القطان ، وقال أحمد: ((ليس بشئ)) ، وقال أيضاً: ((إن تدبرت حديثه، فستعرف النكرة فيها)) ، وقال أبو حاتم: ((يكتب حديثه ولا يحتج به)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)).
ومحمد بن عبد الله بن عمرو الدبياج ، قال البخاري: ((لا يكاد يتابع فِي حديثه...عنده عجائب)) ، وقال مسلم: ((منكر الحديث)) ، ووثقّه النسائي في رواية ، وقال في رواية أخرى: ((ليس بالقوي)) ، وقال ابن عدي: ((حَدِيثُهُ قَلِيلٌ وَمِقْدَارُ مَا لَهُ يُكْتَبُ)). وأورد ابن عدي هذا الحديث في منكراته.
[حديث جابر بن عبد الله]
قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص560): ((رواه العسكري من حديث محمد بن عبيد اللَّه عن عطاء وأبي الزبير، كلاهما عن جابر مرفوعا بلفظ: "ما من شيء خير من ألف مثله؟ قيل: ما هو يا نبي اللَّه، قال: الرجل المسلم")).
ومحمد بن عبيد الله العرزمي ، قال أبو عبد الله الحاكم: ((متروك الحديث بلا خلاف)) ، وهو كما قال.
[حديث سمرة بن جندب]
أخرج أبو الشيخ في "أمثال الحديث" (141) ، والطبراني (7089) عن مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، والبزّار (4651) عن يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ ، كلاهما عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لَنَا: «إِنِّي لَا أَجِدُ مِنَ الدَّوَابِّ صِنْفًا الدَّابَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ دَابَّةٍ مِنْ صَوَاحِبِهِ غَيْرَ الرِّجَالِ، أَجِدُ الرَّجُلَ هُوَ خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ»
قال البزّار: ((وَهَذَا الْكَلامُ لاَ نعلمُهُ يُرْوَى بِهَذَا اللَّفْظِ إلاَّ عَنْ سَمُرة بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَإن كَانَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم نَحْوٌ مِنْ مَعْنَاهُ)).
ومحمد بن إبراهيم بن خبيب ، قال ابن حبان: ((لا يُعتبر بما انفرد به من الإسناد))
ويوسف بن خالد السمتي البصري كذّبوه ، قال ابن معين: ((كذاب ، خبيث عدو الله ، رجل سوء ، زنديق لا يكتب عنه)).
وجعفر بن سعد ، ومن فوقه مجهولون. قال ابن حزم في "المحلى" (40/4) - عن حديث يرويه سليمان بن موسى عن جعفر بن سعد بهذا الإسناد -: ((أَمَّا حَدِيثُ سَمُرَةَ فَسَاقِطٌ؛ لِأَنَّ جَمِيعَ رُوَاتِهِ مَا بَيْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَسَمُرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَجْهُولُونَ لَا يُعْرَفُ مَنْ هُمْ)).
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (270/1): ((جعفر ومن فوقه ليسوا بأقوياء)).
وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (138/5): ((فَأَما حَدِيث سَمُرَة فبإسناد مَجْهُول الْبَتَّةَ، فِيهِ جَعْفَر بن سعد بن سمُرَة، وخبيب بن سُلَيْمَان بن سَمُرَة، وَأَبوهُ سُلَيْمَان بن سَمُرَة. وَمَا من هَؤُلَاءِ، من تعرف لَهُ حَال، وَقد جهد المحدثون فيهم جهدهمْ))
وقال الذهبي في "الميزان" (408/1): ((هذا *إسناد *مظلم لا ينهض بحكم)).
[مرسل الحسن البصري]
أخرج أبو الشيخ في "أمثال الحديث" (140) عن أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ شَيْءٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ مِثْلِهِ إِلَّا الْإِنْسَانُ، وَعُمَرُ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ مِثْلِهِ»
وأبو ربيعة فهد بن عوف ، قال ابن المديني: ((كذاب)) ، وقال البخاري: ((سكتوا عنه)) ، وقال عمرو بن علي الفلاس ، ومسلم: ((متروك الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((تعرف وتنكر)) ، وقال أبو زرعة: ((اتهم بسَرِقَة حديثَين)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي عندهم)).
ومبارك بن فضالة ، مُدلس ولم يصرح بالتحديث.
ومراسيل الحسن ضعيفة. قال أحمد: ((ليس في المرسلات أضعف من مراسيل الحسن وعطاء بن أبي رباح، فانهما يأخذان عن كل)) ، وقال العراقي: ((مراسيل الحسن عندهم شبه الريح)) ، وقال الذهبي: ((مِن أوهى المراسيل عندهم: مراسيلُ الحَسَن)).
والله أعلم.