بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز أن يطلب الولد من والديه أن يدعوا له ؟
هل يجوز للوالدين أن يطلبا من ولدهما الدعاء لهما ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز أن يطلب الولد من والديه أن يدعوا له ؟
هل يجوز للوالدين أن يطلبا من ولدهما الدعاء لهما ؟
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
ياربنا انك سميع قريب تجيب الدعوات
المسألة فيها خلاف و لاحرج بطلب ذلك لكن العبد دائما يسعى لزيادة ثقته بربه و التوكل عليه و سعة الرجاء فيه فالدعاء جامع لكثير من أركان العبادة و أعمال القلوب و أساس الصلة بين العبد و ربه
وعلى الولد أن لا ينتظر طلب والديه الدعاء لهما فهو متعبد لله بالدعاء لهما ...قال تعالى (( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ))
وكذلك الوالدين عليهما أن يدعوا لولدهما من غير أن يسألهما لما في صلاحه خير الدنيا والآخرة لهما (( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ))
أصل المسألة : هل يجوز طلب الدعاء من الغير سواء كان الوالد أو الولد ؟
والخلاف واقع فيها بين العلماء والراجح الجواز والدليل حديث أويس القرني ، وقال البعض بالجواز إذا كان مقصوده أن ينتفع هو وأن ينتفع الداعي ، والله أعلم .
قال شيخ الإسلام في مجموع لفتاوى 1 / 132 ـ 133 ، وكذا في مواضع متعددة : فالنبي صلى الله عليه وسلم قد طلب من أمته أن يدعوا له ؛ ولكن ليس ذلك من باب سؤالهم ، بل أمره بذلك لهم كأمره لهم بسائر الطاعات التي يثابون عليها ، مع أنه صلى الله عليه وسلم له مثل أجورهم في كل ما يعملونه فإنه قد صح عنه أنه قال : { من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا } وهو داعي الأمة إلى كل هدى فله مثل أجورهم في كل ما اتبعوه فيه . وكذلك إذا صلوا عليه فإن الله يصلي على أحدهم عشرا وله مثل أجورهم مع ما يستجيبه من دعائهم له فذلك الدعاء قد أعطاهم الله أجرهم عليه وصار ما حصل له به من النفع نعمة من الله عليه وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : { ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك الموكل به : آمين ولك مثل ذلك } وفي حديث آخر : { أسرع الدعاء دعوة غائب لغائب } .
فالدعاء للغير ينتفع به الداعي والمدعو له وإن كان الداعي دون المدعو له فدعاء المؤمن لأخيه ينتفع به الداعي والمدعو له . فمن قال لغيره : ادع لي ، وقصد انتفاعهما جميعا بذلك كان هو وأخوه متعاونين على البر والتقوى فهو نبه المسئول وأشار عليه بما ينفعهما ، والمسئول فعل ما ينفعهما بمنزلة من يأمر غيره ببر وتقوى ؛ فيثاب المأمور على فعله والآمر أيضا يثاب مثل ثوابه ؛ لكونه دعا إليه لا سيما ومن الأدعية ما يؤمر بها العبد كما قال تعالى : { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } فأمره بالاستغفار ثم قال : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } . فذكر - سبحانه - استغفارهم واستغفار الرسول لهم إذ ذاك مما أمر به الرسول حيث أمره أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولم يأمر الله مخلوقا أن يسأل مخلوقا شيئا لم يأمر الله المخلوق به بل ما أمر الله العبد أمر إيجاب أو استحباب ؛ ففعله هو عبادة لله وطاعة وقربة إلى الله وصلاح لفاعله وحسنة فيه وإذا فعل ذلك كان أعظم لإحسان الله إليه وإنعامه عليه .
أحسن الله إليكم شيخنا
آمين .
طلب الدُعاء من الغير له ضوابط ذكر منها الشيخ ابن عثيميين
ألا يعتاد الإنسان ذلك ويتواني في الدعاء لنفسه
ألا يخشي إغترار المطلوب منه والإعجاب بنفسه
أن يقصد نفع نفسه ونفع المطلوب منه الدُعاء لأن الملائكة تؤمن علي الدعاء
اللهم آمين
بارك الله فيكم وأحسن إليكم