تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 47

الموضوع: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    الأخ (السكران)
    قولك

    أقول ليس في مطلق الأفضلية وثقل المهمة التي يحتملها الرسول مقارنة بالنبي نزاع يذكر، ولكن من ذهب من أهل العلم إلى تخصيص وجه واحد من الوجوه المحتملة لتلك الأفضلية على أنه هو الفرق بين الرسول والنبي دون غيره، فقد أتى بمعنً إضافي في التخصيص يحتاج إلى دليل إضافي، ولهذا ذكرت ما ذكرته من أوجه التفاضل الممكنة بين الرسول والنبي، والتي ربما يكون قد تميز بكل منها بعض المرسلين على بعض النبيين، والعلم في ذلك عند رب العالمين.
    أما الذين قالوا بأن الفرق بين الرسول والنبي يتلخص في كون النبي لا يبلغ، فقولهم هذا ليس بوجيه في تصوري للأسباب التي ذكرتها في مشاركتي الآنفة، والله تعالى أعلم.
    بيض الله وجهك
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  2. #22

    افتراضي رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

    إخوتي في الله عدرا على المداخلة
    ولكن أحببت ان تتضح المسالة عندي وعند غيري
    أولا عليكم أن تصبروا أقوال أهل العلم هل هناك من قال بعدم التفريق وما دليلة
    ثم ذكر من قال بالتفريق اي بين الرسول والنبي وما دليلة

    علما إخوتي في الله أن كثيرا ممن خالف شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض المسائل فبعد دراسة المسألة التي خولف فيها وبعض تمحيصها ظهر أن قول شيخ الاسلام ابن تيمية هو الراجح وأنه هو الاقوى والموافق لما كان عليه السلف

    فنصيحتي لنفسي ولإخواني أن لا نتسرع في تخطيء شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقد كان بحرا في العلم واجتمع عنده من العلوم مالم تجتمع عندنا فأقواله وتأصيلاته صادرة عن علم وعن خبرة ومازاد من قوة شيخ الاسلام أنه إنتصب مع التعليم إنتصب لرد على المخالفين للسلف في العقيدة والمنهج

    فالتفريق الذي ذهب إليه شيخ الاسلام هو ما ذهبت إليه مجدد دعوة التوحيد محمد بن عبد الوهاب وما ذهبت غليه اللجنة الدائمة وعلى رأسها فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله وهو ماذكره الشيخ صالح ءال الشيخ وغيرهم كثير

    وفي حد علمي القاصر لم أسمع أحدا من المشايخ المعتبرين في زمننا لم يقل بالتفريق فهم اتفقوا على التفريق
    ولكن إختلفوا بما يكون التفريق

    والعلم لله

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    كل الفروق التي اطلعت عليها في التفريق بين الرسول والنبي وجدت فيها إشكالا فمن كان عنده تفريق لا إشكال فيه فليتحفنا به وجزاه الله خيرا

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب الساقي مشاهدة المشاركة
    كل الفروق التي اطلعت عليها في التفريق بين الرسول والنبي وجدت فيها إشكالا فمن كان عنده تفريق لا إشكال فيه فليتحفنا به وجزاه الله خيرا

    أقول مستعينا بالله تعالى أن الفرق بينهما الجامع المانع إن شاء الله تعالى هو:
    الرسول: هو من أوحي إليه بشرع جديد إلى قوم كافرين .
    النبي: هو من أوحي إليه إلى قوم مؤمنين لتقرير الدين الخالص.

    وعليه فكل من الرسول والنبي مأموران بالتبليغ لكن الفرق في أن هذا-أي النبي- جاء ليقرر ما عليه الناس سابقا،وهي الفطرة أي الدين الخالص.
    وهذا-أي الرسول- جاء لقوم كافرين ليحيي فيهم تلك الفطرة وبشرع جديد.
    وبهذا -أعتقد- لا إشكال بإذن الله تعالى
    يخاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أن أكون له مجيبا
    يزيد سفاهة فأزيد حلما ** كعود زاده الإحراق طيبا

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض النضرة مشاهدة المشاركة
    أقول مستعينا بالله تعالى أن الفرق بينهما الجامع المانع إن شاء الله تعالى هو:
    الرسول: هو من أوحي إليه بشرع جديد إلى قوم كافرين .
    النبي: هو من أوحي إليه إلى قوم مؤمنين لتقرير الدين الخالص.

    وعليه فكل من الرسول والنبي مأموران بالتبليغ لكن الفرق في أن هذا-أي النبي- جاء ليقرر ما عليه الناس سابقا،وهي الفطرة أي الدين الخالص.
    وهذا-أي الرسول- جاء لقوم كافرين ليحيي فيهم تلك الفطرة وبشرع جديد.

    وبهذا -أعتقد- لا إشكال بإذن الله تعالى


    جزاك الله خيرا
    وهذا أيضا فيه إشكال فهارون رسول مع أنه ليس له شريعة جديدة وإنما كان على شريعة موسى والدليل على أن هارون رسول قوله تعالى :
    ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [المؤمنون : 45]:
    وإسماعيل رسول مع أنه كان على شريعة إبراهيم ولم يأت بشريعة جديدة :
    والدليل على أن إسماعيل رسول قوله تعالى :
    وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً [مريم : 54]

    وقال شيخ الإسلام في النبوات - (ج 1 / ص 185)
    "وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فان يوسف كان رسولا وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا وقال تعالى انا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده وأوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما"

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    صحيح مازال الإشكال قائما...بارك الله فيك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض النضرة مشاهدة المشاركة
    أقول مستعينا بالله تعالى أن الفرق بينهما الجامع المانع إن شاء الله تعالى هو:
    الرسول: هو من أوحي إليه بشرع جديد إلى قوم كافرين .
    النبي: هو من أوحي إليه إلى قوم مؤمنين لتقرير الدين الخالص.

    وعليه فكل من الرسول والنبي مأموران بالتبليغ لكن الفرق في أن هذا-أي النبي- جاء ليقرر ما عليه الناس سابقا،وهي الفطرة أي الدين الخالص.
    وهذا-أي الرسول- جاء لقوم كافرين ليحيي فيهم تلك الفطرة وبشرع جديد.

    وبهذا -أعتقد- لا إشكال بإذن الله تعالى
    وماذا لو حذفنا الطرف الأخير الملون أعلاه؟
    يخاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أن أكون له مجيبا
    يزيد سفاهة فأزيد حلما ** كعود زاده الإحراق طيبا

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    هل تعني أن يصبح هكذا :
    الرسول : من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه لقوم كافرين به .
    والنبي : من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه لقوم مؤمنين به .

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    أحسن الله إليك أخي الساقي. أعدت كتابة الآيتين الكريمتين لأنهما لم تكونا مقروأتين. فإن لم أكن قد وافقت اختيارك في إحداهما فأخبرني لأغيرها.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    ما يظهر لي من تعريف ان شاء الله يكون خال من الاشكال
    أن الرسول هو ما أتى بشرع جديد وأمر بتبليغه الى قوم مخالفين
    والنبي ما أتى بشرع من سبقه وأمر بتبليغه أو لم يؤمر بذلك

    هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد



  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    60

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    يوجد كلام للشيخ عبدالله الغنيمان في هذه المسألة في شرحه لكتاب التوحيد ، ومتى ما فرغت سآتي به إن شاء الله

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن بن ناصر مشاهدة المشاركة
    قال شيخ الإسلام في النبوات (2/714) ( فالنبي هو الذي ينبئه الله ، وهو ينبيء بما أنبأ الله به ، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه ، فهو رسول وأما إذا كان يعمل بشريعة من قبله ولم يرسل إلى أحد يبلغه عن الله رسالة ، فهو نبي ))


    وقال (2/718) : ( فقوله ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ))(الحج: من الآية52) دليل على أن النبي مرسل ، ولا يسمى رسولا عند الإطلاق ، لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه ، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق ، كالعالم ، ولهذا قال النبي (( العلماء ورثة الأنبياء )) وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة ،
    فإن يوسف كان على ملة إبراهيم ، وداود وسليمان كانا رسولين ، وكانا على شريعة التوارة )

    فكلام ابن تيمية أن الرسول يرسل إلى من خالف أمر الله وهم الكفار ، وهذا يشكل عليه أن داود وسليمان رسل ، وأرسلوا إلى بني إسرائيل

    وأيضا قال أنه ليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة ، بل قد يعمل الرسول بالشريعة السابقة كيوسف وداود وسليمان ، إذا ما هو الفرق بين النبي والرسول

    تنبيه استدل ابن تيمية على أن داود وسليمان رسل بقوله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164)
    كون داود وسليمان لم يرسلا إلا إلى قوم مؤمنين الظاهر أنه ليس بصواب فإن سليمان دعا بلقيس وقومها للإسلام " أن لا تعلوا علي وائتوني مسلمين " وقتال داود لأقوام آخرين يشير إلى الدعوة إلى التوحيد .
    وكما نبه بعض من علق على الموضوع فموسى دعا فرعون مع كونه ليس من بني إسرائيل فالظاهر أن الدعوة إلى التوحيد لا تقتصر على قوم النبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم لكون الدعوة إلى التوحيد لا تختلف من نبي إلى آخر وإنما الاختلاف في الشرائع .
    فلا إشكال في كلام شيخ الإسلام بالنسبة لداود وسليمان .
    ولكن الإشكال عندي بالنسبة ليحيى وزكريا فهل نقول هم أنبياء وينتهي الإشكال أم نقول هم رسل وقد رأى الشيخ ابن عثيمين أن كل الأنبياء المذكورين في القرآن رسل فإن قلنا ذلك فهل دعا زكريا ويحيى كفارا فهل كانا مرسلين برسالة لمن يخالفهم ؟
    حتى ينطبق عليهما التعريف الذي ذكره شيخ الإسلام للرسول .
    أم ينطبق عليهما تعريف النبي "إذا كان يعمل بشريعة من قبله ولم يرسل إلى أحد يبلغه عن الله رسالة ، فهو نبي "
    الذي يبدو لي أن التعريف الذي ينطبق عليهما هو تعريف النبي وليس الرسول
    قال في تفسير البحر المحيط - (ج 1 / ص 388):
    "وأجمل الله ذكر الرسل ، وفصل ذكر عيسى ، لأن من قبله كانوا متبعين شريعة موسى ، وأما عيسى فنسخ شرعه كثيراً من شرع موسى" انتهى .
    فيحيى وزكريا كانا يسيران على شريعة موسى وكانا مع بني إسرائيل ولم يرد في القرآن في حقهما أنهما أرسلا إلى قوم كافرين .
    فيحصل الإشكال في رأي الشيخ ابن عثيمين في أن كل نبي ذكر في القرآن فهو رسول فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    "قال تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } .
    وبناء على هذه الآية يتبين أن كل من ذكر في القرآن من الأنبياء فهو رسول ".
    فأرجو ممن عنده حل لهذا الإشكال أن يمدنا بمدده .
    مع أنني لم أزل أشعر بأن كل ما قرأته من فروق ذكرت بين النبي والرسول فيها بعض الإشكالات وأود الوصول إلى تفريق لا إشكال فيه بدون نفي الفرق لأن الأدلة على التفريق بين النبي والرسول قائمة .
    والقول بأنه لا فرق بينهما يترتب عليه أشكالات كبيرة كالمخالفة لظاهر قوله تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " [الحج:52]
    مع مخالفة حديث أبي ذر فالشيخ الألباني يقول فيه ما يلي :
    السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 167)
    2668 - " كان آدم نبيا مكلما ، كان بينه و بين نوح عشرة قرون ، و كانت الرسل ثلاثمائة
    و خمسة عشر " .
    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 358 :
    أخرجه أبو جعفر الرزاز في " مجلس من الأمالي " ( ق 178 / 1 ) : حدثنا عبد
    الكريم ابن الهيثم الديرعاقولي : حدثنا أبو توبة - يعني الربيع بن نافع - :
    حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول : حدثني أبو
    أمامة : " أن رجلا قال : يا رسول الله ! أنبيا كان آدم ؟ قال : نعم ، مكلم .
    قال : كم كان بينه و بين نوح ؟ قال : عشرة قرون . قال : يا رسول الله ! كم كانت
    الرسل ؟ قال : ثلاثمائة و خمسة عشر " . قلت : و هذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم
    ثقات رجال مسلم غير الديرعاقولي ، و هو ثقة ثبت كما قال الخطيب في " تاريخه " (
    11 / 78 ) و كذلك قال ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 423 ) و اعتمده السمعاني في
    " الأنساب " ، و الذهبي في " السير " ( 13 / 335 - 336 ) . و الحديث أخرجه ابن
    حبان أيضا في " صحيحه " ( 2085 - موارد ) و ابن منده في " التوحيد " ( ق 104 /
    2 ) و من طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 325 / 2 ) و الطبراني في "
    الأوسط " ( 1 / 24 / 2 / 398 - بترقيمي ) و كذا في " الكبير " ( 8 / 139 - 140
    ) و الحاكم ( 2 / 262 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و
    كذا قال ابن عروة الحنبلي في " الكواكب الدراري " ( 6 / 212 / 1 ) و قد عزاه
    لابن حبان فقط ، و قال ابن منده عقبه : " هذا إسناد صحيح على رسم مسلم و
    الجماعة إلا البخاري . و روي من حديث القاسم أبي عبد الرحمن و غيره عن أبي
    أمامة و أبي ذر بأسانيد فيها مقال " . قلت : حديث القاسم ، يرويه معان بن رفاعة
    : حدثني علي بن يزيد عنه عن أبي أمامة مطولا ، و فيه : " قال : قلت : يا نبي
    الله ! فأي الأنبياء كان أول ؟ قال : آدم عليه السلام . قال : قلت : يا نبي
    الله ! أو نبي كان آدم ؟ قال : نعم ، نبي مكلم ، خلقه الله بيده ، ثم نفخ فيه
    من روحه ، ثم قال له : يا آدم قبلا . قال : قلت : يا رسول الله ! كم وفى عدد
    الأنبياء ؟ قال : مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا ، الرسل من ذلك ثلاثمائة و
    خمسة عشر ، جما غفيرا " . أخرجه أحمد ( 5 / 265 ) . و علي بن يزيد و هو
    الألهاني ضعيف . و معان بن رفاعة لين الحديث كما في " التقريب " ، لكن يبدو أنه
    لم يتفرد به ، فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 159 ) : " رواه أحمد و
    الطبراني في " الكبير " ، و مداره على علي بن يزيد و هو ضعيف " . هذا و زاد
    الطبراني في حديث الترجمة كما تقدم : " قال : كم كان بين نوح و إبراهيم ؟ قال :
    عشرة قرون " . و قال الهيثمي ( 8 / 210 ) : " رواه الطبراني ، و رجاله رجال
    الصحيح غير أحمد بن خليد ، و هو ثقة " . و لهذه الزيادة شاهد من حديث أبي هريرة
    مرفوعا بلفظ : " كان بين آدم و نوح عليهما السلام عشرة قرون ، و بين نوح و
    إبراهيم عشرة قرون ، صلى الله عليهما " . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 437
    ) : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي قال : حدثنا
    الوليد بن مسلم قال : حدثنا أبو عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي
    هريرة مرفوعا به . أورده في ترجمة نصر هذا ، و قال : " لا يتابع عليه ، و لا
    يعرف إلا به " . و قال الذهبي في " الميزان " . " محدث رحال ، ذكره ابن حبان في
    ( الثقات ) " . و قال الحافظ في " التقريب " : " لين الحديث " . ( تنبيه ) : (
    رحال ) بالراء ، و وقع في المطبوعتين من " الميزان " ( دجال ) بالدال . و هو
    تصحيف فاحش ، و التصحيح من مخطوطة الظاهرية . و أما حديث أبي ذر الذي أشار إليه
    ابن منده فله عنه طرق : الأولى : عن عبيد بن الخشخاش عنه قال : أتيت النبي صلى
    الله عليه وسلم و هو في المسجد ... الحديث بطوله ، و فيه حديث الترجمة ، و فيه
    أن الرجل السائل هو أبو ذر نفسه . أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 478 ) : حدثنا
    المسعودي عن أبي عمرو الشامي عن عبيد بن الخشخاش . و من هذا الوجه أخرجه أحمد (
    5 / 178 و 179 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 1 / 10 و 26 ) من طرق أخرى عن
    المسعودي به . و قال الهيثمي ( 1 / 160 ) : " رواه أحمد و البزار و الطبراني في
    " الأوسط " ، و فيه المسعودي و هو ثقة ، و لكنه اختلط " . قلت : و عبيد بن
    الخشخاش ضعفه الدارقطني ، و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 3 / 170 ) و
    قال : " روى عنه الكوفيون " . قلت : و الراوي عنه هذا أبو عمرو الشامي كما ترى
    . الثانية : عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر به مطولا جدا ، و فيه حديث
    الترجمة و زيادة عدد الأنبياء المتقدم في حديث علي بن يزيد . أخرجه ابن حبان في
    " صحيحه " ( 94 - الموارد ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 166 - 168 ) من
    طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني : حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس
    الخولاني به . قلت : و إبراهيم هذا متروك متهم بالكذب ، لكنه لم يتفرد به ، فقد
    قال أبو نعيم عقبه : " و رواه المختار بن غسان عن إسماعيل بن سلمة عن أبي إدريس
    " . قلت : و المختار هذا من رجال ابن ماجه ، روى عنه جمع ، و لم يذكروا توثيقه
    عن أحد ، و قال الحافظ : " مقبول " . و شيخه إسماعيل بن سلمة لم أجد له ترجمة ،
    و غالب الظن أنه محرف و الصواب ( إسماعيل بن مسلم ) فقد ذكروه في شيوخه ، و هو
    العبدي الثقة ، و كذلك المختار هو عبدي ، فإذا صح الإسناد إليه ، فهو حسن لغيره
    . و الله أعلم . و تابعه الماضي بن محمد عن أبي سليمان عن القاسم بن محمد عن
    أبي إدريس الخولاني به . و فيه عدد الأنبياء أيضا . أخرجه ابن جرير في "
    التاريخ " ( 1 / 150 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لضعف الماضي بن محمد . و
    شيخه أبو سليمان اسمه علي بن سليمان ، مجهول . و مثله القاسم بن محمد ، و ليس
    هو المدني الثقة . فقد قال الحافظ ابن حجر : " أظن أنه شامي " . الثالثة : قال
    أبو نعيم : و رواه معاوية بن صالح عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب عن ابن عائذ
    عن أبي ذر بطوله . قلت : و ابن أيوب هذا ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 196 - 197
    ) بهذه الرواية ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و ابن عائذ لم أعرف اسمه
    الآن . الرابعة : عن يحيى بن سعيد العبشمي - من بني سعد بن تميم - : حدثنا ابن
    جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر به . أخرجه أبو نعيم ، و البيهقي ( 9 /
    4 ) ، لكن رواه من طريقه الحاكم ( 2 / 597 ) فسماه يحيى بن سعيد السعدي البصري
    ، و سكت عنه ، و قال الذهبي : " قلت : السعدي ليس بثقة " . قلت : الذي ليس بثقة
    إنما هو يحيى بن سعيد المدني ، و هذا بصري فهو غيره ، و إليه يميل الحافظ في "
    اللسان " ، فراجعه . قلت : و العبشمي هذا لم أعرفه ، و لم يورده السمعاني في
    هذه النسبة . و جملة القول : إن عدد الرسل المذكورين في حديث الترجمة صحيح
    لذاته ، و أن عدد الأنبياء المذكورين في أحد طرقه ، و في حديث أبي ذر من ثلاث
    طرق ، فهو صحيح لغيره ، و لعله لذلك لما ذكره ابن كثير في " تاريخه " ( 1 / 97
    ) من رواية ابن حبان في " صحيحه " سكت عنه ، و لم يتعقبه بشيء ، فدل على ثبوته
    عنده . و كذلك فعل الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 6 / 257 ) و العيني في "
    العمدة " ( 7 / 307 ) ، و غيرهم ، و قال المحقق الآلوسي في " تفسيره " ( 5 /
    449 ) : " و زعم ابن الجوزي أنه موضوع ، و ليس كذلك . نعم ، قيل : في سنده ضعف
    جبر بالمتابعة " . و سبقه إلى ذلك و الرد على ابن الجوزي الحافظ ابن حجر في "
    تخريج الكشاف " ( 4 / 114 ) ، و هو الذي لا يسع الباحث المحقق غيره كما تراه
    مبينا في تخريجنا هذا و الحمد لله . و في عدد الأنبياء أحاديث أخرى ، هي في
    الجملة متفقة مع الأحاديث المتقدمة على أن عددهم أكثر من عدد الرسل ، رويت من
    حديث أبي سعيد الخدري ، و من حديث أنس بن مالك من طرق عنه ، عند أبي يعلى و
    الطبراني و الحاكم ، لعلنا نتفرغ لتتبعها ، و تخريجها في المكان المناسب لها في
    فرصة أخرى إن شاء الله تعالى . ثم خرجتها في " الضعيفة " برقم ( 6090 ) . و
    اعلم أن الحديث و ما ذكرنا من الأحاديث الأخرى ، مما يدل على المغايرة بين
    الرسول و النبي ، و ذلك مما دل عليه القرآن أيضا في قوله عز وجل : *( و ما
    أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته )* الآية
    . و على ذلك جرى عامة المفسرين ، من ابن جرير الطبري الإمام ، إلى خاتمة
    المحققين الآلوسي ، و هو ما جزم به شيخ الإسلام ابن تيمية في غير ما موضع من
    فتاويه ( المجموع 10 / 290 و 18 / 7 ) أن كل رسول نبي ، و ليس كل نبي رسولا . و
    قال القرطبي في " تفسيره " ( 12 / 80 ) : " قال المهدوي <1> : و هذا هو الصحيح
    أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا . و كذا ذكر القاضي عياض في كتاب " الشفا "
    ، قال : و الصحيح الذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا و
    احتج بحديث أبي ذر .. " . قلت : و يؤكد المغايرة في الآية ما رواه أبو بكر
    الأنباري في كتاب " الرد " له بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ : (
    و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث ) . و قال أبو بكر : فهذا حديث
    لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن ، و المحدث هو الذي يوحى إليه في نومه ، لأن رؤيا
    الأنبياء وحي . قلت : فإن صح ذلك عن ابن عباس فهو مما يؤكد ما ذكرنا من
    المغايرة ، و إن كان لا يثبت به قرآن ، و يؤيده أن المغايرة هذه رويت عن تلميذه
    مجاهد رحمه الله ، فقد ذكر السيوطي في " الدر " ( 4 / 366 ) برواية ابن المنذر
    و ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : " النبي وحده الذي يكلم و ينزل عليه ، و لا يرسل
    " . فهذا نص من هذا الإمام في التفسير ، يؤيد ما تتابع عليه العلماء من القول
    بالمغايرة ، الموافق لظاهر القرآن و صريح السنة . و كان الدافع على تحرير هذا
    أنني رأيت مجموعة رسائل لأحد فضلاء العصر الحاضر ، فيها رسالة بعنوان : " إتحاف
    الأحفياء برسالة الأنبياء " ذهب فيها إلى عدم التفريق بين الرسول و النبي . و
    بحثه فيها يدل المحقق المطلع على بحوث العلماء و أقوالهم ، على أن المؤلف لها
    حفظه الله ارتجلها ارتجالا دون أن يتعب نفسه بالبحث عن أقوال العلماء في
    المسألة ، و إلا فكيف جاز له أن يقول ( ج 1 / 429 ) : 1 - " و أسبق من رأينا
    تكلم بهذا التفريق هو العلامة ابن كثير ... " ! و قد سبقه إلى ذلك مجاهد ،
    التابعي الجليل ( ت 104 ) و شيخ المفسرين ابن جرير ( ت 310 ) و البغوي ( ت 516
    ) و القرطبي ( ت 671 ) و الزمخشري ( ت 538 ) ، و غيرهم ممن أشرت إليهم آنفا .
    2 - كيف يقول ( ص 431 ) : " إن ابن تيمية لم يذكر التفريق المشار إليه في كتابه
    ( النبوات ) " ! و ليس من اللازم أن يذكر المؤلف كل ما يعلمه في الموضوع في
    كتاب واحد ، فقد ذكر ذلك ابن تيمية في غير ما موضع من فتاواه ، فلو أنه راجع "
    مجموع الفتاوى " له لوجد ذلك في ( 10 / 290 و 18 / 7 ) . و من ذلك تعلم بطلان
    قوله عقب ذلك : " فهذه الغلطة في التفريق بين الرسول و النبي يظهر أنها إنما
    دخلت على الناس من طريق حديث موضوع رواه ابن مردويه عن أبي ذر ، و هو حديث طويل
    جدا لا يحتمل أبو ذر حفظه مع طوله .. " ! أقول : ليس العمدة في التفريق المذكور
    على هذا الحديث الطويل الذي زعم أن أبا ذر لا يتحمل حفظه كما شرحت ذلك في هذا
    التخريج الفريد في بابه فيما أظن ، و تالله إن هذا الزعم لبدعة في علم الجرح و
    التعديل ما سبق - و الحمد لله - من أحد إلى مثلها ! و إلا لزمه رد أحاديث كثيرة
    طويلة صحيحة ثابتة في الصحيحين و غيرهما ، كحديث صلح الحديبية ، و حديث الدجال
    و الجساسة ، و حديث عائشة : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " ، و غيرها . و لعله لا
    يلتزم ذلك إن شاء الله تعالى و تقليده لابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع
    مردود ، لأن التقليد ليس بعلم ، كما لا يخفى على مثله ، ثم لماذا آثر تقليده
    على تقليد الذين ردوا عليه حكمه عليه بالوضع ؟ كالحافظ العسقلاني و المحقق
    الآلوسي و غيرهما ممن سبقت الإشارة إلى كلامهم ، لاسيما و هو يعلم تشدد ابن
    الجوزي في نقده للأحاديث ، كما يعلم إن شاء الله أن نقده لو سلم به ، خاص في
    بعض طرق الحديث التي خرجتها هنا . و من غرائبه أنه ذكر آية الأمنية : *( و ما
    أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى .. )* و أن الواو تفيد المغايرة
    ، ثم رد ذلك بقوله : " و الجواب أن مثل هذا يقع كثيرا في القرآن و في السنة
    يعطف بالشيء على الشيء ، و يراد بالتالي نفس الأول كما في قوله : *( إن
    المسلمين و المسلمات ، و المؤمنين و المؤمنات )* ، فغاير بينهما بحرف العطف ، و
    معلوم أن المسلمين هم المؤمنون ، و المؤمنين هم المسلمون " . فأقول : هذا غير
    معلوم ، بل العكس هو الصواب ، كما شرح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه ، و
    بخاصة منها كتابه " الإيمان " ، و لذلك قال في " مختصر الفتاوى المصرية " ( ص
    586 ) : " الذي عليه جمهور سلف المسلمين : أن كل مؤمن مسلم ، و ليس كل مسلم
    مؤمنا ، فالمؤمن أفضل من المسلم ، قال تعالى 49 : 14 : *( قالت الأعراب آمنا قل
    لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا )* " . فالآية كما ترى حجة عليه ، و يؤيد ذلك
    تمامها : *( القانتين و القانتات ... )* الآية : فإن من الظاهر بداهة أنه ليس
    كل مسلم قانتا ! ثم ذكر آية أخرى لا تصلح أيضا دليلا له ، و هي قوله تعالى : *(
    قل من كان عدوا لله و ملائكته و رسله و جبريل و ميكال .. )* ، قال : فعطف
    بجبريل و ميكال على الملائكة و هما منهم " . أقول : نعم ، و لكن هذا ليس من باب
    عطف الشيء على الشيء و يراد بالتالي نفس الأول كما هو دعواه ، و إنما هذا من
    باب عطف الخاص على العام . و هذا مما لا خلاف فيه ، و لكنه ليس موضع البحث كما
    هو ظاهر للفقيه . نعم إن ما ذهب إليه المومى إليه في الرسالة السابقة من إنكار
    ما جاء في بعض كتب الكلام في تعريف النبي أنه من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر
    بتبليغه ، فهو مما أصاب فيه كبد الحقيقة ، و لطالما أنكرناه في مجالسنا و
    دروسنا ، لأن ذلك يستلزم جواز كتمان العلم مما لا يليق بالعلماء ، بله الأنبياء
    ، قال تعالى : *( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما
    بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون )* . و لعل المشار
    إليه توهم أن هذا المنكر إنما تفرع من القول بالتفريق بين الرسول و النبي ،
    فبادر إلى إنكار الأصل ليسقط معه الفرع ، كما فعل بعض الفرق قديما حين بادروا
    إلى إنكار القدر الإلهي إبطالا للجبر ، و بعض العلماء في العصر الحاضر إلى
    إنكار عقيدة نزول عيسى و خروج المهدي عليهما السلام ، إنكارا لتواكل جمهور من
    المسلمين عليها . و كل ذلك خطأ ، و إن كانوا أرادوا الإصلاح ، فإن ذلك لا يكون
    و لن يكون بإنكار الحق الذي قامت عليه الأدلة . و لو أن الكاتب المشار إليه
    توسع في دراسة هذه المسألة قبل أن يسود رسالته ، لوجد فيها أقوالا أخرى
    استوعبها العلامة الآلوسي ( 5 / 449 ) ، و لكان بإمكانه أن يختار منها ما لا
    نكارة فيه كمثل قول الزمخشري ( 3 / 37 ) : " و الفرق بينهما ، أن الرسول من
    الأنبياء : من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه . و النبي غير الرسول : من
    لم ينزل عليه كتاب ، و إنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله " . و مثله
    قول البيضاوي في " تفسيره " ( 4 / 57 ) : " الرسول : من بعثه الله بشريعة مجددة
    يدعو الناس إليها ، و النبي يعمه ، و من بعثه لتقرير شرع سابق ، كأنبياء بني
    إسرائيل الذين كانوا بين موسى و عيسى عليهم السلام ، و لذلك شبه النبي صلى الله
    عليه وسلم علماء أمته بهم " . يشير إلى حديث " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل
    " و لكنه حديث لا أصل له ، كما نص على ذلك الحافظ العسقلاني و السخاوي و غيرهما
    . ثم إنهم قد أوردوا على تعريفه المذكور اعتراضات يتلخص منها أن الصواب حذف
    لفظة " مجددة " منه ، و مثله لفظة " الكتاب " في تعريف الزمخشري ، لأن إسماعيل
    عليه السلام ، لم يكن له كتاب و لا شريعة مجددة ، بل كان على شريعة إبراهيم
    عليهما السلام ، و قد وصفه الله عز وجل في القرآن بقوله : *( إنه كان صادق
    الوعد و كان رسولا نبيا )* . و يبقى تعريف النبي بمن بعث لتقرير شرع سابق ، و
    الرسول من بعثه الله بشريعة يدعو الناس إليها ، سواء كانت جديدة أو متقدمة . و
    الله أعلم .
    -----------------------------------------------------------
    [1] من علماء المغرب ، و اسمه محمد بن إبراهيم المهدوي . توفي سنة ( 595 ) ." انتهى كلام الألباني .

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    أحسن الله إليك أخي الساقي. أعدت كتابة الآيتين الكريمتين لأنهما لم تكونا مقروأتين. فإن لم أكن قد وافقت اختيارك في إحداهما فأخبرني لأغيرها.
    جزاك الله خيرا
    بالنسبة للآيات الكريمات فكنت قد ذكرت احتجاجا على كون هارون رسولا قوله تعالى : {فأتياه فقولا إنا رسولا ربك } [طه:47] لأنها نص صريح على ذلك بخلاف الآية التي ذكرتها فإن الإرسال يكون للنبي كما يكون للرسول لقوله تعالى : {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} [ الحج52] بارك الله فيك .

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    الاشكال ليس قائما في كون هارون عليه السلام رسول أو نبي فتوجيه ذلك كما بينه الأخ غالب قد ذكره شيخ الاسلام وبينه من كون النبي يرسل ولا يطلق عليه كونه رسولا
    الاشكال هو في وجود بعض الرسل لم يأتوا بشرع جديد وهم رسل فيوسف كان على ملة إبراهيم ، وداود وسليمان كانا رسولين ، وكانا على شريعة التوارة
    فكيف الجواب ؟


    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: من يستطيع أن يأتي بفرق بين الرسول والنبي لا إشكال فيه

    بارك الله فيك أيها الفاضل الساقي.. قد قُمت بدمج الموضوعين ها هنا حتى تجتمع المناقشة في مسار واحد.
    قولك حفظك الله:
    وأما بالنسبة للآيات الكريمات فكنت قد ذكرت احتجاجا على كون هارون رسولا قوله تعالى : {فأتياه فقولا إنا رسولا ربك } [طه:47] لأنها نص صريح على ذلك بخلاف الآية التي ذكرتها فإن الإرسال يكون للنبي كما يكون للرسول لقوله تعالى : {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} [ الحج52]

    ألا ترى معي أن كلامك في كون هارون عليه السلام رسولا وليس نبيا استنادا إلى آية طه، يرد عليه ما قررتَه من أن الإرسال يكون للنبي كذلك - وهو صحيح على اعتبار الإرسال العارض في حق النبي؟ فهو سبحانه يقول لهما ما معناه "إذهبا إليه وقولا أنكما رسولا الرب"، فيوحي بأن المراد أن يُعلماه بأن الرب قد أرسلهما إليه.. فهذه مثلها من هذه الجهة كمثل قوله تعالى في سورة المؤمنون: ((ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ )) ولا فرق، إما أن يحملا جميعا على الإرسال العارض في حق كل من موسى الرسول وهارون النبي إلى فرعون، وإما على أن كلا من موسى وهارون نبيان رسولان على السواء، عليهما الصلاة والسلام.. فلعله بذلك يُنتقض الاستدلال بكلا الآيتين جميعا لورود الاحتمال عليهما، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

    يقال أرسل الله نبيه فلانا ولا يلزم من ذلك أن يسمى رسولا لأننا لو استلزمنا ذلك سيلزمنا أن نجعل كل نبي رسولا
    لأن النبي قد أرسله الله أيضا وإن لم يكن رسولا لقوله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي "
    وقد دلت الأدلة على الفرق والمراد معرفة معنى الرسول شرعا لا لغة ولا سبيل لنا إلى معرفة كون النبي رسولا أم نبيا فقط إلا من خلال النص أن ينص عليه أنه رسول أو إذا عرفنا تعريف الرسول الراجح نعرف الرسول من النبي فقط من خلال انطباق التعريف عليه . والله أعلم .

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

    يقال أرسل الله نبيه فلانا ولا يلزم من ذلك أن يسمى رسولا لأننا لو استلزمنا ذلك سيلزمنا أن نجعل كل نبي رسولا
    أحسن الله إليك، لم أقل ما يلزم منه ذلك. وإنما عندنا صورتان تفهمان من الآيتين:
    صورة رسول (باصطلاح الشرع) يُرسل إلى ملك من الملوك بآيات من الله (كما أُرسل موسى الرسولُ إلى فرعون)، ونبي يُرسل كذلك (كما أُرسل هارون النبيُ إلى فرعون أيضا، على القول بأنه نبي وليس رسولا باصطلاح الشرع)،
    وصورة رسولين (باصطلاح الشرع) أرسلهما الله إلى فرعون (على القول بأن هارون رسول باصطلاح الشرع كأخيه موسى عليهما السلام على السواء).
    كلا الصورتين محتملتان من الآيتين!
    فالاستدلال بهما وحدهما على دخول هارون عليه السلام في المعنى الشرعي للرسول لا تقوم به حجة.. إذ لا زلنا نحتاج إلى دليل خارجي لنعرف هل الإرسال المذكور في حقهما في الآيتين هو الإرسال لغة أم شرعا، والله أعلم.
    ولا سبيل لنا إلى معرفة كون النبي رسولا أم نبيا فقط إلا من خلال النص أن ينص عليه أنه رسول أو إذا عرفنا تعريف الرسول الراجح نعرف الرسول من النبي فقط من خلال انطباق التعريف عليه
    بارك الله فيك.. هذا هو المطلب هنا، وهو محل النزاع أصلا كما لا يخفاك.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

    فائدة قد تكون نفيسة جدا

    أرجح أقوال العلماء في تعريف كل من النبي والرسول في الشرع:
    أن النبي: هو من أوحى الله إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
    والرسول: هو من أوحى الله إليه وأرسله إلى من خالف أمر الله ليبلغ رسالة الله.

    والفرق بينهما:
    أن النبي من نبأه الله بأمره ونهيه ليخاطب المؤمنين ويأمرهم بذلك ولا يخاطب الكفار ولا يرسل إليهم.
    وأما الرسول فهو من أرسل إلى الكفار والمؤمنين ليبلغهم رسالة الله ويدعوهم إلى عبادته.

    وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فقد كان يوسف على ملة إبراهيم، وداوود وسليمان كانا على شريعة التوراة وكلهم رسل.
    قال تعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله رسولا}.
    وقال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان واءاتينا داود زبورا * رسلا قد قصصنا عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما}.

    وقد يطلق على النبي أنه رسول كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى القى الشيطان في أمنيته}، فذكر الله عز وجل أنه يرسل النبي والرسول.

    وبيان ذلك: أن الله تعالى إذا أمر النبي بدعوة المؤمنين إلى أمر فهو مرسل من الله إليهم، لكن هذا الإرسال مقيد.
    وأما الإرسال المطلق فهو إرسال الرسل إلى عامة الخلق من الكفار والمؤمنين.

    والله تعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  18. #38

    افتراضي رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    فائدة قد تكون نفيسة جدا


    أرجح أقوال العلماء في تعريف كل من النبي والرسول في الشرع:
    أن النبي: هو من أوحى الله إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
    والرسول: هو من أوحى الله إليه وأرسله إلى من خالف أمر الله ليبلغ رسالة الله.

    والفرق بينهما:
    أن النبي من نبأه الله بأمره ونهيه ليخاطب المؤمنين ويأمرهم بذلك ولا يخاطب الكفار ولا يرسل إليهم.
    وأما الرسول فهو من أرسل إلى الكفار والمؤمنين ليبلغهم رسالة الله ويدعوهم إلى عبادته.
    هذا هو تعريف شيخ الإسلام الذي ذكرته في أول الموضوع
    قال ابن القيم ( كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل )

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    فائدة قد تكون نفيسة جدا


    أرجح أقوال العلماء في تعريف كل من النبي والرسول في الشرع:
    أن النبي: هو من أوحى الله إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
    والرسول: هو من أوحى الله إليه وأرسله إلى من خالف أمر الله ليبلغ رسالة الله.

    والفرق بينهما:
    أن النبي من نبأه الله بأمره ونهيه ليخاطب المؤمنين ويأمرهم بذلك ولا يخاطب الكفار ولا يرسل إليهم.
    وأما الرسول فهو من أرسل إلى الكفار والمؤمنين ليبلغهم رسالة الله ويدعوهم إلى عبادته.
    وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فقد كان يوسف على ملة إبراهيم، وداوود وسليمان كانا على شريعة التوراة وكلهم رسل.
    قال تعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله رسولا}.
    وقال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان واءاتينا داود زبورا * رسلا قد قصصنا عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما}.
    جزاك الله خيرا
    وهل ترى أن زكريا ويحيى من الرسل بناء على قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    "قال تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } .
    وبناء على هذه الآية يتبين أن كل من ذكر في القرآن من الأنبياء فهو رسول ".
    فإذا كانا من الرسل فهل ينطبق عليهما الوصف الذي ذكرته .

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول

    بالنسبة لي هم أنبياء، وإطلاق الرسالة عليهم إطلاق مجازي لغوي فقط
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •