تقديم الخبر في قوله تعالى:"*وظنوا أنهم مانعتُهم حصونُهم من الله "*
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل
لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:"* وظنوا أنهم مانعتُهم حصونُهم من الله "*والأصل تقديم المبتدأ على الخبربحسب الأهمية المعنوية ،ولكن تقدم الخبر "مانعتُهم" على المبتدأ"حصونُهم" للتخصيص ، ولأن في تقديم الخبر "مانعتُهم" على المبتدأ "حصونُهم"دليلا على فرط اعتقادهم في حصانتها وزيادة وثوقهم بمنعها إياهم ،ولهذا تقدم الخبر "مانعتهم" نحو فعل الظن الذي يفيد الاعتقاد ،أو هو بمعنى"اعتقدوا" تقدم نحوه بحسب الأهمية المعنوية ليرتبط به أولا للهدف المعنوي،وهذا شبيه بقوله تعالى:"*واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا"*والأصل تقديم المبتدأ على الخبر بحسب الأهمية المعنوية ،ولكن تقدم الخبر "شاخصة" على المبتدأ "أبصار"لما فيه من تخصيص الأبصار بالشخوص دون غيرها ،ودون سائر صفاتها ،ولهذا تقدم الخبر نحو"إذا الفجائية " بحسب الأهمية المعنوية للهدف المعنوي ولتكون المفاجأة في الشخوص وليس في الأبصار .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ،وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل .