تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: سؤال في العذر بالجهل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    64

    افتراضي سؤال في العذر بالجهل

    يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله ((وَلِهَذَا لَا يُكَفِّرُ العُلَمَاءُ مِنِ اسْتَحَلَّ شَيْئًا مِنَ المُحَرَّمَاتِ لِقُرْبِ عَهْدِهِ بِالإِسْلَامِ أَوْ لِنَشْأَتِهِ بِبَادِيَةٍ بَعِيْدَةٍ، فَإِنَّ حُكْمَ الكُفْرِ لَا يَكُوْنُ إِلَّا بَعْدَ بُلُوْغِ الرِّسَالَةِ، وَكَثِيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ قَدْ لَا يَكُوْنُ قَدْ بَلَغَتْهُ النُّصُوْصُ المُخَالِفَةُ لِمَا يَرَاهُ؛ وَلَا يَعْلَمُ أَنَّ الرَّسُوْلَ بُعِثَ بِذَلِكَ؛ فَيُطْلَقُ أَنَّ هَذَا القَوْلَ كُفْرٌ؛ وَيُكَفَّرُ مَتَى قَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ؛ دُوْنَ غَيْرِهِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ).
    فهل إخواننا يعذرون من نشأ ببادية بعيدة اذا وقع في الشرك جاهلا به ام لا ؟
    إخواني الكرام يشرفي أن أدعوكم لزيارة ومتابعة مدونتي
    مـــــــنـــــه ــــج الـــســـلـــف

  2. #2

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    العذر بالجهل

    لشيخ الإسلام ابن تيمية



    http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=9205



    ======================

    داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي


    http://majles.alukah.net/t132151/

    الحمد لله رب العالمين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    ضابط العذر بالجهل في الأحكام الشرعية:
    ______________________________ _____
    السؤال: فضيلة الشيخ! كثيراً ما نسمع أن هذا الإنسان يعذر بالجهل، فلو كان هناك عذر بالجهل فما ضابط هذا الجهل في الأحكام الشرعية؟
    ______________________________ _____
    الجواب: الجهل -بارك الله فيك- هو: عدم العلم، ولكن أحياناً يعذر الإنسان بالجهل فيما سبق دون ما حضر، مثال ذلك: ما ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة : (أن رجلاً جاء فصلى صلاة لا اطمئنان فيها، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ارجع فصل فإنك لم تصل، كرر ذلك ثلاثاً، فقال له: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني) فعلمه ولكنه لم يأمره بقضاء ما مضى لأنه كان جاهلاً، إنما أمره أن يعيد الصلاة الحاضرة. فإذا كان الإنسان لا يصلي -مثلاً- فيما سبق بناءً على أنه لم تجب عليه الصلاة وهو في محل ناءٍ ليس عنده من يسأله من أهل العلم، فإننا لا نأمره بقضاء ما فاته؛ لأنه معذور، أما إذا كان في بلدٍ فيه العلماء، ولكنه فرط فهذا لا يعذر بالجهل، ويقع هذا كثيراً في المرأة التي تحيض وهي صغيرة، فتظن أنها لم تبلغ بناءً على أن البلوغ لا يكون إلا بتمام خمس عشرة سنة، فتجدها تدع الصيام بناءً على أنها لم تبلغ، ثم تأتي بعد ذلك تسأل تقول: إنها بلغت؛ لأنها حاضت -مثلاً- وبقيت سنتين أو ثلاثاً لم تصم رمضان فهل تقضي؟ ننظر إذا كانت في بلد فيه علماء ويمكنها أن تسأل أهل العلم فهي مفرطة نلزمها بالقضاء، وإذا كانت في مكان بعيد عن العلماء كأهل البادية فإننا لا نلزمها بالقضاء؛ لأنها جاهلة ومعذورة ليس عندها من تسأل، وليس العلم الشرعي متداولاً في البادية. فكل شيء يكون الإنسان فيه معذوراً فإنه معفو عنه؛ لأن الله تعالى قال: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء:15] وقال: وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ [القصص:59].

    الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله ) -لقاءات الباب المفتوح

  4. #4

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    بورك فيكم يا أستاذ ابن الصديق


    ======================


    داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي


    http://majles.alukah.net/t132151/



    الحمد لله رب العالمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    وفيكم بارك استاذنا ابا فراس

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    مرحبا اخي ابو فراس واخي ابن الصديق
    اعلم تماما كلام الشيخ بن عثيمين في المسأله
    ولكني عنيت إخواننا الذين يقولون بعدم العذر

    أسألهم
    هل تعذرون من كان ببادية بعيدة ام لا ؟
    إخواني الكرام يشرفي أن أدعوكم لزيارة ومتابعة مدونتي
    مـــــــنـــــه ــــج الـــســـلـــف

  7. #7

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح النيل مشاهدة المشاركة
    مرحبا اخي ابو فراس واخي ابن الصديق
    اعلم تماما كلام الشيخ بن عثيمين في المسأله
    ولكني عنيت إخواننا الذين يقولون بعدم العذر

    أسألهم
    هل تعذرون من كان ببادية بعيدة ام لا ؟

    أولا أخي وفقك الله الذين لا يقولون بالعذر بالجهل هم الخوارج بهذا الإطلاق أما أهل السنة فيفرقون بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية .

    وأسألك الآن أنت هل تعذر من يسب الرسول أو الله وهو ببادية بعيدة ؟

    المسائل هذه لا تناقش بهذه الطريقة ، العلماء قعدوا وأصلوا ليس ليأتي أنا وأنت ونناقش في المسلمات ، وأصلا طريقتك هذه ليس بعلمية ، لا يُعمد لنص واحد أن نصين لكي يعارض الألف نص الآخر طبعا وهذه طريقة كلام للتمثيل فقط والمبارلغة ، وهي بالمقابلة لمبالغتك هذه ، ومسألة البادية البعيدة معلومة مدروسة منصوصة ، واعلم أن إقامة الحجة في المسائل تختلف فمسألة إقامة الحجة فيها هي بلوغ القرآن أو العيش بين ظهراني المسلمين وتختلف من شخص لآخر فمنهم من يجب أن يبلغه القرآن مع الفهم طبعا بحيث أن ذلك الفهم يكون على حسب الإنسان المتوسط ومن المسائل من يجب أن يكون بالقرآن والسنة مع الفهم وإزالة الشبه والكلام في ذلك يطول / ويفرق بين من يريد التعلم ويسعى لذلك ومن لا يريد ولا يسعى في ذلك والله المستعان ................

    والكلام ذو شجون

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد المهيمن السلفي مشاهدة المشاركة

    أولا أخي وفقك الله الذين لا يقولون بالعذر بالجهل هم الخوارج بهذا الإطلاق أما أهل السنة فيفرقون بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية .

    وأسألك الآن أنت هل تعذر من يسب الرسول أو الله وهو ببادية بعيدة ؟

    المسائل هذه لا تناقش بهذه الطريقة ، العلماء قعدوا وأصلوا ليس ليأتي أنا وأنت ونناقش في المسلمات ، وأصلا طريقتك هذه ليس بعلمية ، لا يُعمد لنص واحد أن نصين لكي يعارض الألف نص الآخر طبعا وهذه طريقة كلام للتمثيل فقط والمبارلغة ، وهي بالمقابلة لمبالغتك هذه ، ومسألة البادية البعيدة معلومة مدروسة منصوصة ، واعلم أن إقامة الحجة في المسائل تختلف فمسألة إقامة الحجة فيها هي بلوغ القرآن أو العيش بين ظهراني المسلمين وتختلف من شخص لآخر فمنهم من يجب أن يبلغه القرآن مع الفهم طبعا بحيث أن ذلك الفهم يكون على حسب الإنسان المتوسط ومن المسائل من يجب أن يكون بالقرآن والسنة مع الفهم وإزالة الشبه والكلام في ذلك يطول / ويفرق بين من يريد التعلم ويسعى لذلك ومن لا يريد ولا يسعى في ذلك والله المستعان ................

    والكلام ذو شجون
    أولا
    دعك من طريقتي علمية أو غير علمية لا يهم
    ثانيا
    أنا لا أعذر من سب الله ولا سب رسوله ولا سب الدين جاهلا لأن السب من التنقص وتنقص الدين او الله تعالي أو رسوله ليس محل جهل
    ثالثا
    أجبني بلا لف ولا دوران
    من عاش ببادية بعيدة ووقع في الشرك جاهلا ( لا أقول ساب أو مستهزء)
    مثال رجل مسلم وثبت له عقد الاسلام بيقين وهو يعيش ببادية بعيدة ولا يتمكن من العلم فدعي غير الله جاهلا أن هذا شرك فهل تعذره بجهله أم لا ؟
    أم ستكفره وتقول مشرك ؟!!
    ارجو الاجابة بدون لف ولا دوران
    تعذره أم تكفره
    إخواني الكرام يشرفي أن أدعوكم لزيارة ومتابعة مدونتي
    مـــــــنـــــه ــــج الـــســـلـــف

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    أهل السنة وسط في مسألة العذر بالجهل فهم يعذرون من يستحق العذر كحديث العهد بالإسلام والناشئ في بادية بعيدة، وأما من يعيش بين المسلمين فلا يُعذر، وهم في ذلك وسط بين الذين يعذرون بالإطلاق، وهذا لم يدل عليه كتاب ولا سنة ولا أقوال علماء، بل الكتاب والسنة وأقوال العلماء على خلافه، وبين الذين لا يعذرون على الإطلاق.
    والوسطية التي ذكرتُها هي منهج العلماء الأكابر؛ كعلماء اللجنة الدائمة وغيرهم.
    وإليك الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم على عذر من يعيش في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام:
    فأما الفئة الأولى: وهم الذين يعيشون في بادية بعيدة؛ بحيث إنهم لَمْ يسمعوا بدين الإسلام، فهؤلاء معذورون؛ لأن الله تعالى قال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15].
    وهؤلاء لَمْ تبلغهم دعوة الرسل.
    وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ؛ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ([1])».
    وهؤلاء لم يسمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
    وأما الفئة الثانية: وهم حديثو العهد بالإسلام.
    فهؤلاء معذورون أيضًا؛ ودليل ذلك حديث أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُنَيْنٍ - وَنَحْنُ حَدِيثُو عَهْدٍ بِكُفْرٍ - فَمَرَرْنَا عَلَى شَجَرَةٍ يَضَعُ الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ قُلْتُمْ كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتَرْكَبُونَ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ([2])».
    قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله:
    ((ومن جحد الله، أو جعل له شريكًا، أو صاحبة أو ولدًا، أو كذَّب الله تعالى، أو سبه، أو كذَّب رسوله أو سبه، أو جحد نبيًّا، أو جحد كتاب الله، أو شيئًا منه، أو جحد أحد أركان الإسلام، أو أَحَلَّ محرمًا ظهر الإجماع على تحريمه، فقد ارتد، إلا أن يكون ممن تخفى عليه الواجبات والمحرمات، فَيُعَرَّف ذلك فإن لم يَقْبَل كفر)).
    قال بهاء الدين المقدسي رحمه الله – معلقًا على كلام ابن قدامة -:
    (("إلا أن يكون ممن تخفى عليه الواجبات والمحرمات فَيُعرَّف ذلك، فإن لم يَقْبل ذلك كفر"، والذي يخفى عليه ذلك: مَنْ يكون حديث عهد بالإسلام، أو يكون قد نشأ ببلاد بعيدة عن المسلمين؛ فهذا يُعَرَّف، فإن رجع عن ذلك وإلا قُتِل؛ وأما من كان ناشئًا بين المسلمين مسلمًا فهو كافر؛ يستتاب، فإن تاب وإلا قُتل؛ وذلك لأن إقرار هذه الأشياء ظاهر في الكتاب والسنة، فالمُخِلُّ بها مُكذِّب لله ولرسوله، فيكفر بذلك كما قلنا في جاحد أركان الإسلام([3])))اهـ.
    وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله:
    ((ومن ادعى الجهل بتحريم الزنا، ممن نشأ بين المسلمين، لَمْ يُصَدَّق؛ لأننا نعلم كذبه؛ وإن كان حديث عهد بالإسلام، أو بإفاقة من جنون، أو ناشئًا ببادية بعيدة عن المسلمين، صُدِّقَ؛ لأنه يحتمل الصدق؛ فلم يجب الحد مع الشك في الشرط([4])))اهـ.
    وقال ابن قدامة – أيضًا – رحمه الله:
    ((حَدُّ الخمر إنما يلزم من شربها عالمًا أن كثيرها يسكر، فأما غيره، فلا حَدَّ عليه؛ لأنه غير عالم بتحريمها، ولا قاصد إلى ارتكاب المعصية بها، فأشبه من زُفت إليه غير زوجته؛ وهذا قول عامة أهل العلم؛ فأما من شربها غير عالم بتحريمها، فلا حَدَّ عليه أيضًا؛ لأن عمر وعثمان قالا: لا حد إلا على من علمه؛ ولأنه غير عالم بالتحريم، أشبه من لم يعلم أنها خمر، وإذا ادعى الجهل بتحريمها نظرنا؛ فإن كان ناشئًا ببلد الإسلام بين المسلمين، لَمْ تُقبل دعواه؛ لأن هذا لا يكاد يخفى على مثله، فلا تُقبل دعواه فيه، وإن كان حديث عهد بإسلام، أو ناشئًا ببادية بعيدة عن البلدان، قُبِلَ منه؛ لأنه يحتمل ما قاله([5])))اهـ.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    ((لأن الله عفا لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان؛ فإذا كان هذا في التأثيم فكيف في التكفير؟ وكثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يندرس فيها كثير من علوم النبوات حتى لا يبقى مَنْ يُبَلِّغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيرًا مما يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلغه ذلك؛ ومثل هذا لا يكفر؛ ولهذا اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئًا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يُحْكَم بكفره حتى يَعُرَّف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم([6])))اهـ.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    ((قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة؛ ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة([7])))اهـ.
    وقال شيخ الإسلام - أيضًا – رحمه الله:
    ((المقالة تكون كفرًا؛ كجحد وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحليل الزنا والخمر والميسر ونكاح ذوات المحارم، ثم القائل بها قد يكون بحيث لم يبلغه الخطاب، وكذا لا يكفر به جاحده كمن هو حديث عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه شرائع الإسلام؛ فهذا لا يحكم بكفره بجحد شيء مما أنزل على الرسول إذا لم يعلم أنه أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم([8])))اهـ.
    وقال شيخ الإسلام – أيضًا – رحمه الله:
    ((وأصل ذلك: أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع، يقال: هي كفر؛ قولًا يطلق، كما دل على ذلك الدلائل الشرعية؛ فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله؛ ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه؛ مثل من قال: إن الخمر أو الربا حلال؛ لقرب عهده بالإسلام؛ أو لنشوئه في بادية بعيدة، أو سمع كلامًا أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن ولا أنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها، وكما كان الصحابة يشكون في أشياء مثل رؤية الله وغير ذلك حتى يسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثل الذي قال: إذا أنا مت فاسحقوني وذروني في اليم؛ لعلي أضل عن الله، ونحو ذلك؛ فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]([9])))اهـ.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    ((ولهذا لم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم بكفر الذي قال: "إذا أنا مت فأحرقوني ثم ذروني في اليم؛ فوالله لإن قدر الله عليَّ ليعذبني عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين" مع شَكِّهِ في قدرة الله وإعادته؛ ولهذا لا يكفر العلماء من استحل شيئًا من المحرمات لقرب عهده بالإسلام أو لنشأته ببادية بعيدة؛ فإن حكم الكفر لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة([10])))اهـ.
    وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله – في رسالة له وجهها إلى بعض الأشخاص -:
    ((وبعدُ؛ ما ذكرتم من قول الشيخ: "كل من جحد كذا وكذا، وقامت عليه الحجة . . ."، وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم، هل قامت عليهم الحجة، فهذا من العجب؛ كيف تَشُكُّون في هذا وقد أوضحتُه لكم مِرارًا؟
    فإن الذي لَمْ تَقُمْ عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسألة خفية، مثل الصرف والعطف([11])، فلا يُكَفَّر حتى يُعرَّف; وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هو القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة([12])))اهـ.
    وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:
    ((إذا علمتَ هذا وتحققتَهُ، فاعلم أن هذا هو سبيل المرسلين ومن قفى أثرهم من الآل والأصحاب والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المهتدين؛ فحجة الله هي القرآن، فمن بلغه القرآن فلا عذر له، وليس كل جهل يكون عذرًا لصاحبه؛ فهؤلاء جهال المقلدين لأهل الكفر كفار بإجماع الأمة؛ اللهم إلا من كان منهم عاجزًا عن بلوغ الحق ومعرفته لا يتمكن منه بحال مع محبته له وإرادته وطلبه وعدم المرشد إليه، أو مَنْ كان حديث عهد بالإسلام أو من نشأ ببادية بعيدة؛ فهذا الذي ذكر أهل العلم أنه معذور لأن الحجة لَمْ تُقَمْ عليه([13])))اهـ.
    وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
    ((الجهل نوعان:
    جهل يُعذر فيه الإنسان، وجهل لا يعذر فيه؛ فما كان ناشئًا عن تفريط وإهمال مع قيام المقتضي للتعلم; فإنه لا يُعذر فيه؛ سواء في الكفر أو في المعاصي. وما كان ناشئًا عن خلاف ذلك؛ أي: أنه لَمْ يُهمل وَلَمْ يفرط وَلَمْ يقم المقتضي للتعلم؛ بأن كان لَمْ يطرأ على باله أن هذا الشيء حرام، فإنه يعذر فيه؛ فإن كان منتسبًا إلى الإسلام; لم يضره، وإن كان منتسبًا إلى الكفر; فهو كافر في الدنيا، لكن في الآخرة أمره إلى الله على القول الراجح، يُمتحن; فإن أطاع دخل الجنة، وإن عصى دخل النار.
    فعلى هذا من نشأ ببادية بعيدة ليس عنده علماء ولم يخطر بباله أن هذا الشيء حرام، أو أن هذا الشيء واجب، فهذا يُعذر؛ وله أمثلة:
    منها: رجل بلغ وهو صغير، وهو في بادية ليس عنده عالم، ولم يسمع عن العلم شيئًا، ويظن أن الإنسان لا تجب عليه العبادات إلا إذا بلغ خمس عشرة سنة، فبقي بعد بلوغه حتى تم له خمس عشرة سنة وهو لا يصوم ولا يصلي ولا يتطهر من جنابة، فهذا لا نأمره بالقضاء؛ لأنه معذور بجهله الذي لم يفرط فيه بالتعلم ولم يطرأ له على بال، وكذلك لو كانت أنثى أتاها الحيض وهي صغيرة، وليس عندها من تسأل، ولم يطرأ على بالها أن هذا الشيء واجب إلا إذا تم لها خمس عشرة سنة، فإنها تعذر إذا كانت لا تصوم ولا تصلي.
    وأما من كان بالعكس، كالساكن في المدن يستطيع أن يسأل، لكن عنده تهاون وغفلة، فهذا لا يعذر; لأن الغالب في المدن أن هذه الأحكام لا تخفى عليه، ويوجد فيها علماء يستطيع أن يسألهم بكل سهولة; فهو مفرط، فيلزمه القضاء ولا يُعذر بالجهل([14])))اهـ.
    فبيَّن العلماء رحمهم الله تعالى أن المستحقين للعذر هم سكان البوادي الذين لم تبلغهم دعوة الرسل، وحدثاء العهد بالإسلام؛ وأما سكان المدن الذين بلغتهم الدعوة فلا يُعذرون بجهلهم.



    [1])) أخرجه مسلم (153).

    [2])) أخرجه أحمد (21897)، والطيالسي (1443)، والترمذي (2180)، والنسائي في ((الكبرى)) (11121)، وصححه الألباني في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (5408).

    [3])) ((العدة شرح العمدة)) (618)، طـ دار الحديث بالقاهرة.

    [4])) ((الكافي)) (4/ 87)، طـ دار الكتب العلمية.

    [5])) ((المغني)) (12/ 501)، طـ دار عالم الكتب بالرياض.

    [6])) ((مجموع الفتاوى)) (11/ 407).

    [7])) ((مجموع الفتاوى)) (3/ 231).

    [8])) السابق (3/ 354).

    [9])) ((مجموع الفتاوى)) (35/ 166).

    [10])) ((مجموع الفتاوى)) (28/ 501).

    [11])) الصرف: أعمال سحرية تصرف المرأة عن زوجها. والعطف: عكسه: أعمال سحرية تحبب المرأة في زوجها.

    [12])) ((مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب)) (7/ 244)، الناشر مكتبة ابن تيمية.

    [13])) ((كشف الأوهام والالتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس)) (116)، طـ دار العاصمة.

    [14])) ((القول المفيد على كتاب التوحيد)) (1/ 173، 174)، طـ دار ابن الجوزي السعودية.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    وهذا الكلام السابق يُفهم منه أن من يعيش بين المسلمين وبلغه القرآن والسنة، فلا يُعذر بالجهل؛ فهذا هو مفهوم الكلام السابق؛ لأنهم عذروا من كان حديث عهد بإسلام أو عاش في بادية بعيدة، ففُهم منه أن غير هاتين الفئتين لا يُعذر، وهذا المفهوم قد صرحوا هم به.
    وإليك نصوص العلماء في أن من بلغه القرآن والسنة فلا عذر له:
    قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
    ((وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هو القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة([1])))اهـ.
    وقد نقل العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله الإجماعَ على ذلك فقال:
    ((وقد أجمع العلماء على أن من بلغته دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم أن حجة الله قائمة عليه([2])))اهـ.



    [1])) ((مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب)) (7/ 244)، الناشر مكتبة ابن تيمية.

    [2])) ((تمييز الصدق من الميْن في محاورة الرجلين)) (137).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    والنصوص في ذلك كثيرة جدًّا وسأحاول نقلها هنا إن شاء الله تعالى؛ حيث إنني أعمل في بحث الآن أُبيِّن فيه وسطية أهل السنة في هذه المسألة.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    كلام جميل
    اولا اخي انا لا أحب كثرة النقول لأنها تطيل الموضوع اكثر مما ينبغي فلست وحدك تجيد النقل
    يكفي نقلا واحد علي كل استدلال
    ثم انا سألتكم عن
    رجل مسلم وثبت له عقد الاسلام بيقين وهو يعيش ببادية بعيدة ولا يتمكن من العلم فدعي غير الله جاهلا أن هذا شرك فهل تعذره بجهله أم لا ؟
    اجبني بنعم او لا
    تعذره ام لا تعذره
    ودع عنك كثير النقول فسيأتي وقتها
    وانا اعيد السؤال لأنك حملت من نشأ ببادية بعيدة علي من لم يؤمن بالله ورسوله اصلا وانما سؤالي عن رجل مسلم يعيش في بادية ووقع في الشرك جهلا
    والكلام موجه ايضا للأخ أبو عبد المهيمن
    إخواني الكرام يشرفي أن أدعوكم لزيارة ومتابعة مدونتي
    مـــــــنـــــه ــــج الـــســـلـــف

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    أخي ابو نذر الرحمان
    أجب عن السؤال أنت
    تعذره ام لا
    سنظل ننقل من كلام العلماء ولن نصل لنتيجة
    خذ هذا النقل لشيخ الاسلام بن تيمية
    ((فأنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا يغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا يغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكمن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل الإسلام إلا تفطن وقال هذا أصل دين الإسلام
    إخواني الكرام يشرفي أن أدعوكم لزيارة ومتابعة مدونتي
    مـــــــنـــــه ــــج الـــســـلـــف

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح النيل مشاهدة المشاركة

    وانا اعيد السؤال لأنك حملت من نشأ ببادية بعيدة علي من لم يؤمن بالله ورسوله اصلا وانما سؤالي عن رجل مسلم يعيش في بادية ووقع في الشرك جهلا
    والكلام موجه ايضا للأخ أبو عبد المهيمن
    للأسف لستُ أنا الذي حملتُ وإنما الأئمة هم الذين حملوا؛ لأن الكلام السابق ليس فيه كلمة واحدة لي؛ وإنما جميعه كلام للأئمة، فالحمد لله أنك فهمت هذا من كلام الأئمة
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح النيل مشاهدة المشاركة
    أخي ابو نذر الرحمان
    أجب عن السؤال أنت
    تعذره ام لا
    سنظل ننقل من كلام العلماء ولن نصل لنتيجة
    خذ هذا النقل لشيخ الاسلام بن تيمية
    ((فأنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا يغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا يغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكمن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل الإسلام إلا تفطن وقال هذا أصل دين الإسلام
    وأما هذا الكلام لشيخ الإسلام رحمه الله، فإنه يُحمل على كلامه المتواتر عنه، ويكون قوله: (لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين)، المقصود به الذين يعيشون في بادية بعيدة.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    وقد أبان من هم أفهم مني ومنك مذهبَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
    قال العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله:
    ((وأما كلامه – أي: شيخ الإسلام ابن تيمية - في عدم تكفير المعين فالمقصود به في مسائل مخصوصة قد يخفى دليلُها على بعض الناس؛ كما في مسائل القدر والإرجاء، ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء، فإنَّ بعض أقوالهم تتضمن أمورًا كفرية مِنْ رَدِّ أدلة الكتاب والسنة المتواترة، فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفرًا، ولا يُحكم على قائله بالكفر؛ لاحتمال وجود مانع؛ كالجهل، وعدم العلم بنفس النص، أو بدلالته، فإن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغها، ولذلك ذكر – أي: ابن تيمية - هذا في الكلام على بدع أهل الأهواء، وقد نص على هذا فقال في تكفير أناس من أعيان المتكلمين بعد أن قرر هذه المسألة، قال: "وهذا إذا كان في المسائل الخفية فقد يُقال بعدم التكفير، وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة، فهذا لا يتوقف في كفر قائله".
    وبهذا تعلم غلط هذا العراقي، وكذبه على شيخ الإسلام، وعلى الصحابة والتابعين في عدم تكفير غلاة القدرية وغلاة المعتزلة، وغلاة المرجئة، وغلاة الجهمية، والرافضة؛ فإنَّ الصادر من هؤلاء كان في مسائل ظاهرة جلية، وفيما يعلم بالضرورة من الدين، وأما من دخل عليه من أهل السنة بعض أقوال هؤلاء، وخاض فيما خاضوا فيه من المسائل التي قد يخفى دليلها على بعض الناس، أو من كان من أهل الأهواء من غير غلاتهم، بل من قلدهم وحسن الظن بأقوالهم من غير نظر ولا بحث فهؤلاء هم الذين توقف السلف والأئمة في تكفيرهم، لاحتمال وجود مانع بالجهل، وعدم العلم بنفس النص، أو بدلالته قبل قيام الحجة عليهم، وأما إذا قامت الحجة عليهم؛ فهذا لا يُتوقف في كفر قائله([1])))اهـ.



    [1])) ((الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق)) (383، 384)
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    770

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح النيل مشاهدة المشاركة
    أخي ابو نذر الرحمان
    أجب عن السؤال أنت
    تعذره ام لا
    سنظل ننقل من كلام العلماء ولن نصل لنتيجة
    خذ هذا النقل لشيخ الاسلام بن تيمية
    ((فأنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا يغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا يغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكمن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل الإسلام إلا تفطن وقال هذا أصل دين الإسلام
    [center]

    أخي المكرم ألا ترى أن الشيخ لم يعذر قاتل النفس فكيف بمن دعا غير الله فالأمر واضح جلي كوضح النهار

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    770

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    محمد طه شعبان ; وقد أبان من هم أفهم مني ومنك مذهبَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
    ...... قرر هذه المسألة، قال: "وهذا إذا كان في المسائل الخفيةفقد يُقال بعدم التكفير، وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة، فهذا لا يتوقف في كفر قائله".
    ....فهذا لا يُتوقف في كفر قائله([1])))اهـ.



    أخي المكرم
    هل دعاء غير الله من المسائل الخفية ؟أم من المسائل الظاهرة الجلية؟
    و
    هل دعاء غير الله ما يعلم من الدين بالضرورة؟ أ لا ؟


  19. #19

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    بورك فيكم


    *************
    قال الشافعي رحمه الله تعالى :

    ( لو أن رجلاً تصوَّف من أول النهار

    لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق .)
    رواه البيهقي في مناقب الشافعي (2 / 208)
    *************
    ======================


    داعية الشرك
    محمد علوي مالكي الصوفي

    http://majles.alukah.net/t132151/



    الحمد لله رب العالمين

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: سؤال في العذر بالجهل

    فأما الفئة الأولى: وهم الذين يعيشون في بادية بعيدة؛ بحيث إنهم لَمْ يسمعوا بدين الإسلام، فهؤلاء معذورون؛ لأن الله تعالى قال:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15].
    وهؤلاء لَمْ تبلغهم دعوة الرسل.
    من قائل هذا الكلام اذا
    انتم عندكم ببادية بعيدة يعني لم يسلم
    قال شيخ الاسلام
    ( وَلِهَذَا لَا يُكَفِّرُ العُلَمَاءُ مِنِ اسْتَحَلَّ شَيْئًا مِنَ المُحَرَّمَاتِ لِقُرْبِ عَهْدِهِ بِالإِسْلَامِ أَوْ لِنَشْأَتِهِ بِبَادِيَةٍ بَعِيْدَةٍ، فَإِنَّ حُكْمَ الكُفْرِ لَا يَكُوْنُ إِلَّا بَعْدَ بُلُوْغِ الرِّسَالَةِ)
    استحل قبل أن يسلم اليس كذلك ؟
    وقال ايضا
    "وكثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يندرس فيها كثير من علوم النبوات، حتى لا يبقى من يبلِّغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيراً مما بعث الله به رسوله، ولا يكون هناك من يبلغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر، ولهذا اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان، وكان حديث العهد بالإسلام، فأنكر هذه الأحكام الظاهرة المتواترة، فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرَّف ما جاء به الرسول ".
    انكر الاحكام الظاهرة قبل اسلامه اليس كذلك؟!
    قال بن الملقن (الأولى: ما ترجم لَهُ البخاري من أن المعاصي من أمر الجاهلية، ولا يكفر صاحبها بمجرد فعلها، واحترز بارتكابها عن اعتقادها، فإنه إِذَا اعتقد حل محرم معلوم من دين الإسلام ضرورة كالخمر والزنا وشبههما كفر قطعًا، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة عن العلماء)
    قال النووي ( وَاعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَقِّ أَنَّهُ لَا يُكَفَّرُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِذَنْبٍ وَلَا يُكَفَّرُ أَهْلُ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ وَأَنَّ مَنْ جَحَدَ مَا يُعْلَمُ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ ضَرُورَةً حُكِمَ بِرِدَّتِهِ وَكُفْرِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَرِيبَ عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ أَوْ نَشَأَ بِبَادِيَةٍ بَعِيدَةٍ وَنَحْوِهِ مِمَّنْ يَخْفَى عَلَيْهِ فَيُعَرَّفُ ذَلِكَ فَإِنِ اسْتَمَرَّ حُكِمَ بِكُفْرِهِ)
    قبل ان يسلم هذا ايضا
    قَال السُّيُوطِيُّ: كُل مَنْ جَهِل تَحْرِيمَ شَيْءٍ مِمَّا يَشْتَرِكُ فِيهِ غَالِبُ النَّاسِ لَمْ يُقْبَل مِنْهُ دَعْوَى الْجَهْل إِلاَّ أَنْ يَكُونَ قَرِيبَ عَهْدٍ بِالإِْسْلاَمِ، أَوْ نَشَأَ بِبَادِيَةٍ بَعِيدَةٍ يَخْفَى فِيهَا مِثْل ذَلِكَ، كَتَحْرِيمِ الزِّنَى، وَالْقَتْل، وَالسَّرِقَةِ، وَالْخَمْرِ، وَالْكَلاَمِ فِي الصَّلاَةِ، وَالأَْكْل فِي الصَّوْمِ.
    وقال بن قدامه ( وَإِنْ كَانَ الْغَاصِبُ جَاهِلًا بِتَحْرِيمِ ذَلِكَ؛ لِقُرْبِ عَهْدِهِ بِالْإِسْلَامِ، أَوْ نَاشِئًا بِبَادِيَةٍ بَعِيدَةٍ يَخْفَى عَلَيْهِ مِثْلُ هَذَا، فَاعْتَقَدَ حِلَّ وَطْئِهَا، أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّهَا جَارِيَتُهُ فَأَخَذَهَا، ثُمَّ تَبَيَّنَ أَنَّهَا غَيْرُهَا، فَلَا حَدَّ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الْحَدَّ يُدْرَأُ بِالشُّبُهَاتِ، وَعَلَيْهِ الْمَهْرُ، وَأَرْشُ الْبَكَارَةِ.
    وقال ايضا
    وَإِذَا ادَّعَى الْجَهْلَ بِتَحْرِيمِهَا نَظَرْنَا؛ فَإِنْ كَانَ نَاشِئًا بِبَلَدِ الْإِسْلَامِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، لَمْ تُقْبَلْ دَعْوَاهُ؛ لِأَنَّ هَذَا لَا يَكَادُ يَخْفَى عَلَى مِثْلِهِ، فَلَا تُقْبَلُ دَعْوَاهُ فِيهِ. وَإِنْ كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِإِسْلَامٍ، أَوْ نَاشِئًا بِبَادِيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ الْبُلْدَانِ، قُبِلَ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ يُحْتَمَلُ مَا قَالَهُ.
    قال الشيخ بن عثيمين
    ولكن هل تقبل دعوى الجهل من كل أحد؟
    الجواب؛ لا، فإن من عاش بين المسلمين، وجحد الصلاة، أو الزكاة، أو الصوم، أو الحج، وقال: لا أعلم، فلا يقبل قوله؛ لأن هذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام؛ إذ يعرفه العالم والعامي، لكن لو كان حديث عهد بالإسلام، أو كان ناشئاً ببادية بعيدة عن القرى والمدن، فيقبل منه دعوى الجهل ولا يكفر، ولكن نعلمه فإذا أصر بعد التَّبيين حكمنا بكفره، وهذه المسألة ـ أعني مسألة العذر بالجهل ـ مسألة عظيمة شائكة، وهي من أعظم المسائل تحقيقاً وتصويراً.
    فمن الناس من أطلق وقال: لا يعذر بالجهل في أصول الدين كالتوحيد، فلو وجدنا مسلماً في بعض القرى أو البوادي النائية يعبد قبراً أو ولياً، ويقول: إنه مسلم، وإنه وجد آباءه على هذا ولم يعلم بأنه شرك فلا يعذر.
    والصحيح أنه لا يكفر؛ لأن أول شيء جاءت به الرسل هو التوحيد، ومع ذلك قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}
    قلت هذه أقوال أهل العلم في ( من نشأ ببادية بعيدة ) وواضح جدا وضوح الشمس انهم يقصدون المسلم ومن ثبت له الاسلام
    لا كما تقولون ان مقصدهم انهم مشركون اصليون
    والسؤال الان
    وانا اسألكم لثالث أو الرابع مرة وانتم تحيدون
    مسلم ثبت له عقد الاسلام وهو يعيش في بادية بعيده فوقع في الشرك جاهلا ما حكمه عندكم ؟!
    مسلم أم كافر
    ارجو الا تحيدوا عن السؤال وكفاكم نقولا
    وان لم تستطيعا الاجابة فرجاء فارقا الموضوع وابعثوا اخر يرد عنكم
    إخواني الكرام يشرفي أن أدعوكم لزيارة ومتابعة مدونتي
    مـــــــنـــــه ــــج الـــســـلـــف

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •