قال تعالى:"*وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين"*
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى :"*وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (النساء8)،وفي هذه الآية الكريمة عدة أمور منها:
الأول:تقديم المفعول "القسمة" على الفاعل بحسب الأهمية المعنوية بينه وبين الفعل من أجل التخصيص لأن الحضور كان بسببها ، ولأن تأخير المفعول إلى ما بعد الفاعل الطويل يطيل المسافة بينهما ويضعف العلاقة المعنوية بين المفعول والفعل .
الثاني :تقديم أولي القربى على اليتامى والمساكين لأنهم أقارب الميت ، والأقربون أولى بالمعروف ،فتقدموا بحسب الأهمية المعنوية ، وتقديم اليتامى على المساكين لأنهم أحوج وأولى بالعطف والحنان من المساكين .
الثالث:قوله تعالى "فارزقوهم منه" حيث أعاد الضمير مذكرا على المال المقسوم.
الرابع: تقديم شبه الجملة "لهم" بالأهمية من أجل التخصيص فلا نردهم خائبين حزينين ،وفي هذا التقديم اتصال للمفعول "قولا" مع صفته "معروفا ".
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل .