تمايز مستوى نظم التراكيب في إطار الرتبة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث مستوى النظم في إطار الرتبة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
نقـول:محمد أصدق من خالد حديثا - الأفصح
ونقول:محمد أصدق حديثا من خالد- الفصيح
التركيب الأول هو الأفصح ،حيث يتقدم المفضل عليه بحسب الأهمية المعنوية نحو المفضل واسم التفضيل ،وذكرهما يستدعيه ،وهو أهم من ذكر التمييز، وهما أحوج إليه من التمييز، وبهذا جاء القرآن الكريم ،قال تعالى :"*ومن أصدق من الله حديثا* وقال تعالى:"*قل هل أنبئكم بشرٍّ من ذلك مثوبة عند الله "*والتركيب الثاني فيه عدول عن الأصل وهو فصيح أيضا ،وبهذا جاء القرآن الكريم أيضا ،قال تعالى:"*أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد* حيث يتقدم التمييزبحسب الأهمية المعنوية نحوالمفضل واسم التفضيل لأن تأخيره يثير اللبس ،بسبب بعده عن المفضل واسم التفضيل،وبسبب دخوله في علاقات معنوية جديدة وغريبة عنه معنويا ،كما يتأخرالمفضل عليه ليتصل مع صلته الطويلة .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس في الأصل وفي العدول عن الأصل، وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستوى نظم التراكيب.