إخواني الأفاضل : رواد هذا المجلس
قرأت تفسير حديث للإمام النووي ولما راجعت بعض كتب اللغة وغريب الحديث وجدت العلماء كلهم تواردوا على تفسير هذه الكلمة بخلاف تفسير النووي فخشيت أن تكون خطأ من الإمام النووي ، فقلت في نفسي لم لا أعرضها على إخواني في ملتقى أهل الحديث لعلهم يفيدوننا فيها .
وهاكم الحديث والتفسير من قبل النووي :
أخرج ابن السني في عمل اليوم رقم 396 تحقيق الهلالي بإسناده عن أبي هريرة أن النبي صصص رأى رجلا معه غلام فقال للغلام : " من هذا " قال : أبي ، قال : " فلا تمش أمامه ، ولا تستسب له ، ولا تجلس قبله ولا تدعه باسمه "
قال النووي في كتابيه المجموع ( 8 : 442 ) والأذكار ( 2 : 717 ) : لا تستسب له أي : لا تفعل فعلا تتعرض فيه لأن يسبك أبوك زجرا لك وتأديبا على فعلك القبيح
وقد وجدت كلا من الخطابي في غريب الحديث ( 2 : 429 ) والزمخشري في الفائق ( 2 : 451 ) وابن الأثير في النهاية ( 2 : 330 ) وابن منظور في اللسان ( 1 : 456 )والزبيدي في تاج العروس ( 2 : 64 ) كلهم قد تواردوا على المعنى الآتي وهو
" لا تستسب له : يريد لا تعرض أباك للسب بأن تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة لك ، وهذا على معنى قوله تعالى : " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم "
فهل أخطأ النووي في هذا المعنى أم هو مسبوق بذلك أم هو اجتهاد منه وهو صواب وإن لم يسبق إليه .
أرجوا من إخواني عدم التعرض لتصحيح الحديث أو تضعيفه لأن السؤال ليس عن ذلك .