كان السلف يدخرون حاجاتهم لدعاء يوم عرفة...
ماصحة هذا القول ؟
كان السلف يدخرون حاجاتهم لدعاء يوم عرفة...
ماصحة هذا القول ؟
للرفع.
الظاهر أنه صحيح لا غبار عليه، ويعضده ما جاء -ثابتًا-، في فضل الدعاء في يوم عرفة، وأنه خير الدعاء، وأفضل الدعاء. لذا فهم أولى الناس بالسبق إلى هذا الفضل، والاجتهاد في مثله.
ومن المشهور المستفيض عنهم، أن تكون هناك من العبادات -ومنها الدعاء-، التي يتحرَّون فيها الأزمان الفاضلة بنصِّ الشرع، لتكون أجدر بالإجابة والقبول معًا.
وليس بخافٍ علي أحد فضل الأزمان بعضها على بعض-بتفضيل الله لها-!
وليس بخافٍ على أحد اجتهاد السلف رضوان الله عليهم-كما في سيرهم-، في هذه الأزمان المفضلة، كــ (ثلث الأخير من الليل- ما بين الآذان والإقامة- يوم الجمعة- ليلة القدر...).
ولا بأس أن تكون هناك من الحاجات والسؤالات التي تدخر لمثل هذه الأزمان الفاضلة، لأنها أدعى للإجابة والقبول معًا.
وإن كنت تسأل عن إسناد هذا القول لقائله، وصحته عنه؛ فلا أدري، من صاغه!
هذا والله أعلى وأعلم.
وفيك بارك أبا البراء، وبكم نفع.
لم أقف عليه بعد.
ولعلي أحاول البحث مرة أخرى.
جزاكم الله خيرا
وإياك أبا أنس.
للتذكير .
روى الفاكهي في اخبار مكة بسند صحيح الى ابن سيرين
عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " كَانُوا يَرْجُونَ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ يَعْنِي عَرَفَةَ حَتَّى لِلْحَبَلِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ "
وهذا يدل على سعة رجائهم في ذلك اليوم وواسع طمعهم في فضل الله عند ذلك الموقف حتى ان الله تعالى يباهي ملائكته تلك العشية بأهل ذلك الموقف العظيم
ومقتضى ذلك أن يكثروا من الدعاء ويجتهدوا فيه ما لا يجتهدون في غيره
وقد روى مالك الحديث مرسلا ( أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ)
ورواه الترمذي من وجه آخر متصل وفيه ضعف
فاجتمع للداعي في عرفة شرف الزمان وعظم المكان
ولا يكاد يجتمع هذان الأمران لأحد الا لأهل عرفة يوم عرفة , فكان بحق ذلك الزمان موطنا للاكثار والاجتهاد في الدعاء
ولهذا استحب للحاج الافطار فيه ليتقوى على الدعاء ولا يفتر عنه
ومع كل هذا فلا أظن أن السلف كانوا يدخرون حاجاتهم لهذا اليوم مع عظم فضله وارتفاع قدره
وذلك لعلمهم أن الذي يقصدونه بحاجاتهم يحب منهم تعجيل دعائهم اليه والاسراع في طلب حوائجهم من الذي بيده حزائن السماوات والأرض وهو ذو الفضل العظيم الذي لا يرد عبدا دعاه ورفع اليه يديه ويستحيي عزوجل أن يردهما صفرا خائبتين
لذلك أمر عباده أن يدعوه في كل حين وجعل دعاءه هو عبادته , بل انه عزوجل ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا فيقول
من يدعوني فأستجيب له
فهو الذي يدعوهم كل ليلة أن يدعوه ووعدهم وعد الحق والصدق أنه لا يرد دعواهم
انه هو الرحمن الرحيم, ذو الفضل العظيم
ظني أن أثر محمد بن سيرين مغاير لنص السؤال، فكونهم كانوا يدعون يوم عرفة ويجتهدون فيه حتى يسألون للحبل في بطن أمه، لا يلزم منه أنهم يدخرون دعائهم لذلك اليوم، والله أعلم.
نعم هو مغاير تماما للأثر المسؤول عنه , ولم أذكره الا لبيان أنهم كانوا يجتهدون ويتحرون ويكثرون الدعاء في ذلك اليوم
ثم كتبت بعد ذلك
لأنهم ليسوا بحاجة الى تأجيل دعائهم الى ذلك الوقت المعظم وفي ذلك المكان المكرمولهذا استحب للحاج الافطار فيه ليتقوى على الدعاء ولا يفتر عنه
ومع كل هذا فلا أظن أن السلف كانوا يدخرون حاجاتهم لهذا اليوم مع عظم فضله وارتفاع قدره
لأن الذي يدعونه غني كريم يستجيب دعاءهم ويسمع نداءهم في كل حين وآن , ويقضي حاجاتهم على اختلافها وتنوعها وتعددها ولا ينقص ذلك من ملكه شيئا ونعمه وآلاؤه تتنزل على العباد آناء الليل والنهار بلا دعاء منهم اليه , فكيف بمن دعاه ولجأ اليه وناجاه ؟
وفي الصحيحين ( يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ)
واياكم شيخنا الكريم وان كنت أحس منك أن في نفسك شيئا ولو قليلا
زادك الله من فضله وأكرمك بواسع كرمه شيخنا الحبيب
نفع الله بكم جميعا .
يرفع للفائدة.