تقديم الرحمن على الرحيم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة ،تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:"بسم الله الرحمن الرحيم *الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم *فقد تقدم اسم "الرحمن" على "الرحيم" لأن الآيات الكريمة تترتب من العام إلى الأخص منه إلى الخاص ،والرحيم أخص من الرحمن ،والرحمن أعم من الرحيم ، ففي "الرحمن" مبالغة الرحمة ،فتقدم ليتصل مع لفظ الجلالة العام ،وهو الاسم الأعظم ، كما أن "الرحمن" لا يتسمى به غير الله تعالى فارتبط بالاسم الأعظم "الله"الذي لا يتسمى به غير الله تعالى ،والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك . وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.