ومن البلاء الشديد اليوم الذي يتذوق طعمه الذي ينهض ولا يتقاعس ويجلس ألا وهو استغراب المتدينين من فعله ...
فعندما تمر عليهم المرأة متعطرة متزينة فلا يبالون بذلك ..
وعندما يمر عليهم المدخن فلا يبالون .. بل يجلسون معه
المقصد ألفوا المعصية ...
أما إذا مرّ عليهم من ينصحهم ، أو رأوه ينصح العاصين ، أو ينشر المعروف بين المجتمع ويحاول إصلاحه .. استغربوا فعله استغرابا شديدا ..
من هذا الرجل ؟ ولمن ينتمي ؟ وماذا يريد ؟ وكيف لا يرجع إلينا قبل بدء عمله هذا ؟ وهل هو أهل لذلك العمل ؟ وما تفكيره ؟ وما وما وما ...
كل هذه السهام تتدفق عليه ... فكيف لو طلب منهم أن يساعدوه ويقفوا معه ويفعلوا فعله ؟!
وهذا يرجع إلى أمرين : الأول : غفلتهم عن النهوض للإصلاح ... والثاني : استحواذهم على الحق فلا يخرج إلا من عندهم ... فلو أتى من ليس منهم به رفضوه واستغربوه ...