تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الداعية بين الكون وآياته

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    المشاركات
    631

    افتراضي الداعية بين الكون وآياته

    الداعية بين الكون وآياته

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    وبعد

    يقول الله تعالى : " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر "

    والله أعلم بمراده سنجول بخواطرنا في ربط آيات الكون بالتذكرة ( هذه الخاطرة سمعتها قديما من د عاطف الغرياني )

    يأمرنا الله تعالى أن ننظر ونتأمل ؛ لذلك قيل : تفكر ساعة خير من عبادة سنة

    كيف تكون هذه الآيات حولنا ولا نعتبر ولا نتفكر فيها .

    أيها الداعية : لو تمعنت الآيات لوجدت ارتباطا وثيقا بين آيات الله في كونه وبين الداعية الذي يذكر الناس .

    " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت "

    انظر إلى الإبل وما تمتازبها خَلقا وخُلقا، فهي في الخلق عظيمة وعجيبة لم تعرفها العرب إنما جاء بها الفرس قديما لبلاد العرب ، وقيل : إنها خلقت من الجن ، ولها فقه يختلف عن باقي الأنعام (( لا تصلوا في مبارك الإبل )) ومريض الكبد والاستسقاء يستشفي (( بأبوالها وألبانها )) – كما في قصة العرنيين – تسمى سفينة الصحراء ، تتحمل المشاق والعطش ؛ هي عنوان الصبر ، ويؤكل لحمها وتحمل الأثقال ومركب ذلول .........ومآرب أخرى

    فأنت أيها الداعية عندما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وجب عليك أن تصبر على ماأصابك ؛ لأنه من عزم الأمور ، وكما عزمت على التواصي بالحق وجب عليك أن تتواصى بالصبر ؛لأنه ما قال الحق أحد إلا وسمع مالا يرضى .

    فالجمل قوي صبور وكذلك الداعية .

    "و إلى السماء كيف رفعت "

    العلو والعزة التى تتلألأ في الداعية هي نجومه لو سقطت لانطفأت سماؤه ، فهو عزيز وعال في غير كبر .

    فالسماء كما هي عالية ، ولكنها تأتي بالسحب لتعطف على العطاشى وتُظل الحيارى ، وكذلك الداعية فهو بدينه عزيز ويعطف على البعيدين يأخذ بأيديهم بلين . فهي بشمسها تضيء وتدفئ .

    " وإلى الجبال كيف نصبت "

    الجبال أوتاد الأرض ولولاها لاهتزت وزلزلت فهي الرواسي الشامخات وكذلك الداعية مرفوع الرأس شامخ صامد ما تزيده المحن إلا صلابة ، وتكسر على ظهره عهود الظلم ، وبعدها يقف شامخا فما تؤثر فيه القلاقل كأن ريحا أتته فشاح بوجهه عنها ، قمة الرسوخ والصلابة والجلد والثبات علىالتوحيد وعقيدة الولاء والبراء لا تهزه الرياح ولا تؤثر فيه عوامل التعرية والنحت وهطول السيول . ومع ذلك تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب تدور مع الكون حيث دار يجدد من نفسه في غير ضعة ولا مخالفة ، يجدد وسائل دعوته فهو يكتب ويتكلم وعلى شبكة التواصل يحاور ويذكر ، شامخ وراسي ولا يقف في مكانه .

    " وإلى الأرض كيف سطحت "

    مثالا للتواضع في غير ذل وخنوع وضعة ، الأرض مليئة بالكنوز المدفونة ، فهذا الداعية المتواضع المملوء احتراما وأدبا ثم علما ، الأرض تستقبل ما تنزله السماء بكل رضا من ماء لتجعله في أنهار وجداول لخدمة الإنسان .

    ومع ذلك بداخلها براكين نار ولكن أنت لا ترى إلا ظاهرها الجميل ماء وخضرة وجبال ( مختلف ألوانه )

    فالداعية مملوءة رأسه بالعلوم ، وقلبه معمور بالاطمئنان ، متواضع لين للمؤمنين ، عزيز مع غيرهم ، يحمل في كبده نيران وهم على أمته لو خرجت لأحرقت السحب المملوءة بالماء ،

    هذه صفات الداعية المتلائمة مع الكون الذي يعيش فيه ، ومع هذه التذكرة فما أنت إلا مذكر كما ترى آيات الكون . السماء تريد أن تسقط على تارك الصلاة والأرض تريد بلعه والبحار إغراقه فكذلك أنت ما عليك إلا البلاغ القولي ، كما لهم البلاغ البصري فلست بمصيطر عليهم " ما من حسابك عليهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء "

    -- عفوا هذا ليس تفسيرا ، كي لا أقحم الآيات فالله أعلم بمراده

    ، ولكنها خواطر أثَّرت فيّ فقلت ننشرها كي نتعظ بالتفكر والتذكر والله أعلم ، فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان _

    إن تجد عيبا فسد الخللا جل من لاعيب فيه وعلا

    وصل اللهم على محمد وآله .

    وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .

    عادل الغرياني


  2. #2

    افتراضي رد: الداعية بين الكون وآياته

    بارك الله فيكم
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •