بسم الله الرحمن الرحيم

أضع بين أيديكم بعض المسائل المهمة تتعلق بكتاب ( المستدرك على الصحيحين ) للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري رحمه الله .

من درس الشيخ خالد الهويسين .... حفظه الله .... وسأذكرها على شكل نقاط كما هي طريقة الشيخ خالد وفقه الله ....

1-اسم مصنفه : هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن البيّع النيسابوري ، المعروف بالحاكم ، يُكنى بأبي عبد الله .
2-من حيث توثيقه : فهو ثقة رحمه نص عليه الحفاظ على رأسهم الخطيب البغدادي، وكذلك وثقه ابن كثير وقال عنه " الإمام المحدث الحافظ " .
3-سمي بابن البيّع .
4-نسب إليه التشيع ، أو أكثر من ذلك ، والصحيح إن كان فيه فهو فيه شيء يسير جداً لا يقدح في عدالته ـ رحمه الله ـ فهو ثقة إمام محدث .
5-سمي كتابه( المستدرك على الصحيحين ) وهو الفائت على الإمامين البخاري ومسلم فاستدركه ، وسمي صحيح الحاكم لكونه صحح الأحاديث التي رواها لا لكونه صحيح .
6-هل الأحاديث التي صححها الحاكم كلها صحيحة ؟ الجواب ليس كذلك بل أكثرها ضعيف عند النقد والبحث .
7-لا يعني أن فيه أحاديث ضعيفة أنه لا يستفاد منه بل كما قال الذهبي : " هو كتاب مفيد " .
8-إذا أن نقدر جملة الأحاديث الصحيحة فيه فإننا نقول كما قال الذهبي في السيرة : " ربع الكتاب صحيح وحسن وجيد والباقي ما بين ضعيف وأشد .
9-هل فيه أحاديث موضوعة ؟ الجواب : نعم وهي نحو مائة حديث أو تزيد يُحكم عليها بالوضع .
10-يقول المصنف بعد تخريج الحديث : " هذا الحديث على شرطهما " ، فهل هذا صحيح ؟ الجواب: ثلث الكتاب نحو ما قال والباقي ليس بصواب .
11-قد يقول الحاكم ـ رحمه الله ـ بعد تخريجه للحديث : " لم يخرجه " أو " لم يخرجاه " ، وهذا في بعض المواضع ليس بصحيح بل وهم منه بل هو موجود في الصحيحين وغيرهما.
12-روى الحاكم عن ألفي شيخ وهذا يدل على سعته في الرواية والطلب والإمامة في هذا الفن .
13-أحاديث الحاكم في مستدركه نحو ثمانية آلاف وثمانمائة وقليل بحسب اختلاف العدّ .
14-روى الحاكم في مستدركه شيوخه عما يقارب الألف والتسعمائة والسبع والثلاثين رجل.
15-رجال الحاكم في مستدركه فيهم الثقة والصدوق والضعيف والمجهول وفيهم من لا يُعرف له ترجمة .
16-كَتَبَ الحاكم مستدركه عن كبر سنّ فقد أملاه وعمره ثلاث وسبعين سنة .
17-إذا قال الحافظ : " رواه الحاكم وصححه " الغالب أنه في المستدرك .
18-أكثر الأوهام الحاصلة للحاكم إذا أطلقوها فهي في المستدرك .
19-لو قيل : ما هي أسباب الوهم في ذلك منه ؟ الجواب : لأمور : قيل : أملاه على كبر السنّ قد يكون حصل له وهم في ذلك ، وقيل : قد يحصل الوهم من المملى عليه لأنه أملاه من حفظه ، وقيل : حصل له تخليط في كون مسلم لم يخرجه أو البخاري وقد خرجاه فحصل له غفلة أو نسيان في ذلك ، فقال : " لم يخرجاه " وقيل غير ذلك.
20-قال بعض الحفاظ ـ رحمهم الله ـ : " لا تغترّ بتصحيح الحاكم ، ولا بتحسين الترمذي ،
ولا بتوثيق ابن حبّان " .
21-ذهب بعض العلماء والحفاظ إلى أن الحديث إذا صححه الحاكم ولم نجد له تصحيحاً ولا تضعيفاً للحفاظ قبله فإننا نحكم على الحديث بأنه حديث حسن ، وذكر ذلك الحافظ ابن الصلاح ، وهذا القول ليس بصواب على الإطلاق فإن هناك أحاديث صححها الحاكم وهي ضعيفة .
22-إذا قيل : كيف نستطيع أن نعرف رجال الحاكم لأن رجاله يعوز البحث فيهم فيقال : مما يبحث أو يذكر رجال الحاكم كتب منها : تهذيب الكمال للمزي ، وتهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر ، وتقريب التقريب للحافظ ابن حجر ، والسير ، وميزان الاعتدال ، والمغني في الضعفاء للذهبي ، والتاريخ للذهبي ، ولسان الميزان ، وغيرها .
23-الحاكم له كتب غير المستدرك كثيرة ، قيل أنه صنف خمسمائة جزء ـ والجزء أقل من المجلد ـ منها : المستدرك ، ومنها : المدخل إلى معرفة الصحيح ، ومنها : كتاب العلل ، ومنها : علوم الحديث ، وقيل : أنه أول من صنف في علوم الحديث ، ومنها : تاريخ النيسابوريين ويقال تاريخ نيسابور ، وغيرها .
24-أكثر من روى عنه في كتبه الحافظ البيهقي .
25-يوجد حاكم غيره اسمه : الحاكم ، فكيف التفريق بينهما ؟ بأمور :
*أ-إذا أطلق " رواه الحاكم " فالغالب أنه صاحب المستدرك .
*ب-ومنها التفريق بينهما بالكنية فالذي بين أيدينا ـ أي صاحب المستدرك ـ أبي عبد الله ، والآخر أبي أحمد .
*ج- ومنها أن أبا أحمد الحاكم شيخ لأبي عبد الله الحاكم.
*د-ومنها أن أبا أحمد الحاكم إذا قالوا : " رواه الحاكم في كتابه " رواه الحاكم في شعار أصحاب الحديث فالمراد أبي أحمد .
26 ـ جملة ما يقال في الحاكم ـ رحمه الله ـ : أمور :
*أ-أنه ثقة
*ب-أنه حافظ محدّث .
*ج-أن له معرفة بالصناعة الحديثية .
*د-أنه حصل له أوهام وأغلاط ولا سيّما في مستدركه قال الذهبي : " فيه غرائب وعجائب " .
*ه-لا يعتمد تصحيحه على الإطلاق وإنما يستأنس به .
*و-توفي ـ رحمه الله ـ ما يقارب سنة 405هـ في أول القرن الخامس .

أملاه فضيلة الشيخ : خالد بن عبد العزيز الهويسين
في شهر ذي القعدة لعام 1424هـ
في جامع حي النهضة الغربي
كتبه / علي بن أحمد الشراحيلي....

هذا ماتيسر ... وأسأل الله عز وجل أن ينفع به ...