قال الإمام الخطابي رحمه الله
أنسْتُ بِوَحدتي ولَزِمتُ بيتي == فدامَ الأنسُ لي ونَمَى السُرورُ
وأدّبَـنـي الزمـانُ فــلا أبـالي == هُـجِـرْتُ فــلا أُزَارُ ولا أَزورُ
فـلـستُ بسائـلٍ ما دُمـتُ حيًّـا == أسَارَ الجُـنْدُ أم رَكِبَ الأميـرُ
قال الإمام الخطابي رحمه الله
أنسْتُ بِوَحدتي ولَزِمتُ بيتي == فدامَ الأنسُ لي ونَمَى السُرورُ
وأدّبَـنـي الزمـانُ فــلا أبـالي == هُـجِـرْتُ فــلا أُزَارُ ولا أَزورُ
فـلـستُ بسائـلٍ ما دُمـتُ حيًّـا == أسَارَ الجُـنْدُ أم رَكِبَ الأميـرُ
في تأديب صبية الكتاب :
قال أهل العلم ينبغي أن لا يزيد على ثلاث ضربات أو ثلاث قرصات للتعليم في كل درس، لأن جبريل عليه السلام إنما غط النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ولم يتعد ذلك، ولهذا قال شيخي ـ رحمه الله :
يؤخذ من تثليث غَطِ أحمدا** عند ابتداء وحيه بادي بدا
ألا يزاد الضرب للصبيان** على ثلاثة لدى الزرقـان
ذكر هذا الزرقاني في شرح الموطأ.
فتذكر مقالة شيخ الاسلام : (العزائم قد تنفسخ )
كان عمر ابن عبد العزيز يتمثل بهذه الأبيات
أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم ... وكيف يطيق النوم حيران هائم
فلو كنت يقظان الغداة لحرقت ... مدامع عينيك الدموع السواجم
بل أصبحت في النوم الطويل وقد دنت ... إليك أمور مفظعات عظائم
نهارك يا مغرور سهو وغفلة ... وليلك نوم والردى لك لازم
يغرك ما يفني وتشغل بالمنى ... كما غر باللذات في النوم حالم
وتشغل فيما سوف تكره غبه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم
صفة الصفوة /ابن الجوزي
منقول أبوعبدالبر طارق
[COLOR=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]
[/COLOR]
فعن ابن عباس قال : (خذوا العلم حيث وجدتم ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة). [جامع بيان العلم/لابن عبدالبر].
قال ابن عبدالبر -معلقاً-:
(هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك ، والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته ، وبانت ثقته وعنايته بالعلم ، لم يُلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته بيّنة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات ، والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قال لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة وسلامته من ذلك كله ، فذلك يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر).
قول الإمام أحمد: لا تتكلم في مسألة إلا ولك فيها إمام.
قال ابن قدامة: وإذا لم يدر أطلق أم لا؟ فلا يزول يقين النكاح بشك الطلاق.
صدقتَ صدقتَ وأنتَ الكذوبُ .. .. .. ربيــعٌ أمرُّ من الحنظلِ
أذاقك ما لـــم تُطِقْ دفعَهُ .. .. .. فَنُحْ كالنســاءِ أَسىً وَلْوِلِِ
أطارَ فؤادَك مـــن صدرِهِ .. .. .. وغيَّبَ عقلَك في مَعْــزِلِ
وهَتَّكَ ســـترَك في كلِّ نادٍ .. .. .. فصار خداعُك لا ينطلـي
وما قد رأيتُ كحلمِ الربيـــعِ .. .. .. عليك وبالنصح لـم يبخلِ
فليتك تعرفُ قدرَ الربيـــعِ .. .. .. ولكن جهلتَ فلـــم تعدلِ
تهلهل شعري بذكر الربيــع .. .. .. ففاح عبيـــراً ولم يُجْهَلِ
أحبُّ الربيعَ ونهجَ الربيـــع .. .. .. وكلَّ ربيــــعٍ فلا تعذلِ
تحمَّلَ ما لا يطيقُ الرِّجـــالُ .. .. .. إلى ذِرْوَة المجد كـم يعتلي
أجاد الجهــــادَ ودَلَّ العبادَ .. .. .. لفعل الســـدادِ بقولٍ جَلي
شــــجاعٌ أبيٌّ وبرٌّ تقيٌّ .. .. .. ونجمٌ مضيٌّ يُرَى مـــن علِ
تألَّقَ فالناسُ دون الربيــعِ .. .. .. كجيدٍ تَعَطَّلَ منـــــه الحُلي
يســـيرُ لدحر العدا مفرَداً .. .. .. وإن رافقوه ففــــي الأوَّلِ
وأحلى من الشــهد إن ذقتَهُ .. .. .. ولكنْ لســـــانُك لم يُغسَلِ
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب ، وكانت قبله عند حبيش بن حذافة ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وممن شهد بدرا ، توفيت سنة سبع ، وقيل : ثمان وعشرين ، ومن خواصها : ما ذكره الحافظ أبو محمد المقدسي في مختصره في السيرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها ، فأتاه جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تراجع حفصة ، فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة
وقال الطبراني في المعجم الكبير : حدثنا أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى ، حدثنا جدي حرملة ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا عمرو بن صالح الحضرمي ، عن موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فوضع التراب على رأسه ، وقال : ما يعبأ الله بابن الخطاب بعد هذا فنزل جبريل ، عليه السلام ، على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر .
تفسير بن كثير الاحزاب
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد ، توفيت سنة اثنتين وستين ، ودفنت بالبقيع ، وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتا
السابق
وزوجها ابنها - عمر - من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وردت طائفة ذلك بأن ابنها لم يكن له من السن حينئذ ما يعقد التزويج ، ورد الإمام أحمد ذلك ، وأنكر على من قاله ، ويدل على صحة قول أحمد ما رواه مسلم في صحيحه أن عمر بن أبي سلمة - ابنها - سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن القبلة للصائم ؟ فقال : " سل هذه " يعني : أم سلمة فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ، فقال : لسنا كرسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحل الله لرسوله ما شاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أتقاكم لله وأعلمكم به " أو كما قال ومثل هذا لا يقال لصغير جدا ، وعمر ولد بأرض الحبشة قبل الهجرة وقال البيهقي : وقول من زعم أنه كان صغيرا ، [ ص: 407 ] دعوى ولم يثبت صغره بإسناد صحيح
السابق
القرطبي الاحزاب
ومنهن : حفصة بنت عمر بن الخطاب القرشية العدوية ، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلقها ، فأتاه جبريل فقال : ( إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة ) فراجعها . قال الواقدي : وتوفيت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية ، وهي ابنة ستين سنة . وقيل : ماتت في خلافة عثمان بالمدينة .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله {يا نساء النبي ... }. قال: ان الحجة على الأنبياء أشد منها على الأتباع في الخطيئة، وإن الحجة على العلماء أشد منها على غيرهم، فإن الحجة على نساء النبي صلى الله عليه وسلم أشد منها على غيرهن، فقال: انه من عصى منكن فإنه يكون عليها العذاب الضعف منه على سائر نساء المؤمنين، ومن عمل صالحا فإن الأجر لها الضعف على سائر نساء المسلمين.
الدر المنثور للسيوطي
ابن كثير الاحزاب
[ ص: 404 ] واختلف في تفضيلها على عائشة على ثلاثة أقوال ، ثالثها الوقف
وسئل شيخنا أبو العباس بن تيمية عنهما فقال : اختصت كل واحدة منهما بخاصية ، فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام ، وكانت تسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبته ، وتسكنه ، وتبذل دونه مالها ، فأدركت غرة الإسلام ، واحتملت الأذى في الله وفي رسوله وكان نصرتها للرسول في أعظم أوقات الحاجة ، فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها وعائشة تأثيرها في آخر الإسلام ، فلها من التفقه في الدين وتبليغه إلى الأمة ، وانتفاع بنيها بما أدت إليهم من العلم ، ما ليس لغيرها هذا معنى كلامه ، رضي الله عنه
ومن خصائصها : أن الله سبحانه بعث إليها السلام مع جبريل ، فبلغها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : أتى جبريل ، عليه السلام ، النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة ، قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فأقرئها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة ، من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب وهذه لعمر الله خاصة ، لم تكن لسواها وأما عائشة ، رضي الله عنها ، فإن جبريل سلم عليها على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، فروى البخاري بإسناده أن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما : " يا عائشة ، هذا جبريل يقرئك السلام " فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، ترى ما لا أرى ، تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خواص خديجة ، رضي الله عنها : أنه لم تسؤه قط ، ولم تغاضبه ، ولم ينلها منه إيلاء ، ولا عتب قط ، ولا هجر ، وكفى بهذه منقبة وفضيلة
ومن خواصها : أنها أول امرأة آمنت بالله ورسوله من هذه الأمة
الحمد لله وبعد :
. ( يُرْفَعُ مِنْ كُلِّ الأَسَامِي الْفَاعِلُ ) ، ( يُرْفَعُ ) هذا فعل مضارع مغير للصيغة ( الْفَاعِلُ ) نائب الفاعل ( مِنْ كُلِّ الأَسَامِي ) أسامي جمع اسم ، وهذه الياء منقلبة عن واو أصلها سَامِوٌ وقعت الواو رابعة فصاعدًا ، والقاعدة أن الواو إذا وقعت رابعة فصاعدًا وجب قلبها ياءً ، مصطفى أصلها مُصْطَفَوٌ وقعت الواو خامسةً فيجب قلبها ياءً ، فقلبت ياءً فصار مُصْطَفَيَ ، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألف .
شرح الدرة اليتيمة: للحازمي عفا الله عنه
إِذَا-قَالَتْ-حَذَامِ-فَصَدِقُوهَا ( فَإِنَّ القَولَ ما قَالتْ حَذَامِ(
ورحمَ اللهُ الإمام أبا عبدالله البخاري، فحينما وردَ إليه نعيُ الإمام الدارمي، وهو بين طُلابه، قال- بعد أنْ نكَّس رأسه، ثم رفع واسترجع، ودموعه تسيل على خدَّيه-:
عَزَاءٌ فَمَا يَصْنَعُ الجَازِعُ ** وَدَمْعُ الْأَسَى أَبَدًا ضَائِعُ
بَكَى النَّاسُ مِنْ قَبْلُ أَحْبَابَهُمْ ** فَهَلْ مِنْهُمُ أَحَدٌ رَاجِعُ؟
تَدَلَّى ابْنُ عِشْرِينَ فِي قَبْرِهِ ** وَتِسْعُونَ صَاحِبُهَا رَافِعُ!
وَلِلْمَرْءِ لَوْ كَانَ يُنْجِي الْفِرَا ** رُ فِي الْأَرْضِ مُضْطَرَبٌ واسعُ
يُسلِّمُ مُهْجَتَهُ سَامِحًا ** كَمَا مَدَّ رَاحَتَهُ الْبَائِعُ
وَكَيْفَ يُوَقَّى الْفَتَى مَا يَخَافُ ** إِذَا كَانَ حَاصِدَهُ الزَّارِعُ
قال الإمام أحمد : ثلاثة كتب , ليس لها أصول : المغازي , والملاحم , والتفسير(1) .
1)ذيل طبقات الحنابلة ( 3/135 ) ومراد الإمام أحمد رحمه الله أن غالب هذه العلوم الثلاثة أحاديث موقوفة , وآثار منقطعة . وأن المسند فيها قليل بالنسبة لغير المسند . والله تعالى أعلم .
منقول
ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَهُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، بَيْنَ أَخِيهِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَابْنِهِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، حَتَّى إذَا فَصَلَ مِنْ الصَّفِّ دَعَا إلَى الْمُبَارَزَةِ، فَخَرَجَ إلَيْهِ فِتْيَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ثَلَاثَةٌ، وَهُمْ: عَوْفٌ، وَمُعَوِّذٌ، ابْنَا الْحَارِثِ - وَأُمُّهُمَا عَفْرَاءُ - وَرَجُلٌ آخَرُ، يُقَالُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَقَالُوا: رَهْطٌ مِنْ الْأَنْصَارِ . قَالُوا: مَا لَنَا بِكُمْ مِنْ حَاجَةٍ. ثُمَّ نَادَى مُنَادِيهِمْ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْرِجْ إلَيْنَا أَكْفَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِِِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنَ الْحَارِثِ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عَلِيُّ، فَلَمَّا قَامُوا وَدَنَوْا مِنْهُمْ , قَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالَ عُبَيْدَةُ: عُبَيْدَةُ، وَقَالَ حَمْزَةُ: حَمْزَةُ، وَقَالَ عَلِيٌّ: عَلِيٌّ، قَالُوا: نَعَمْ، أَكْفَاءٌ كِرَامٌ. فَبَارَزَ عُبَيْدَةُ، وَكَانَ أَسَنَّ الْقَوْمِ، عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَبَارَزَ حَمْزَةُ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَبَارَزَ عَلِيٌّ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ .
--------------------------
شرف الخصومة حتى في ساحة المعركة