وقال الشاعر:
دعوة الإخاء على الرخاءِ كثيرةٌ ... بل في الشدائد تعرفُ الإخوانِ
وقال الشاعر:
دعوة الإخاء على الرخاءِ كثيرةٌ ... بل في الشدائد تعرفُ الإخوانِ
ولم يزالوا أعني المعتزلة في قوة إلى أيام المتوكل ولم يكن في هذه الأمة الإسلامية أهل بدعة أكثر منهم. ومن مشاهيرهم على ما ذكروا من الفضلاء والأعيان الجاحظ وواصل بن عطاء والقاضي عبد الجبار والرماني النحوي وأبو علي الفارسي وأقضى القضاة الماوردي الشافعي وهذا غريب، ومن المعتزلة أيضاً الصاحب بن عباد وصاحب الكشاف والفراء النحوي والسيرافي وابن جني والله أعلم.
ثمرات الاوراق
وما زارني إلاَّ ولهت صبابةً ... إليه وإلا قلت أهلاً ومرحبا
ولو كان هذا موضع العتبِ لا شتفي ... فؤادي ولكن للعتاب مواضع
لما تمادى على بعادي ... وأضرم النار في فؤادي
ولم أجد من هواه بداً ... ولا معيناً على السهاد
حملت نفسي على وقوفي ... ببابه وقفة الجواد
فطار من بعض نار قلبي ... أقلٌّ في الوصف من زناد
فاحرق الباب دون علمي ... ولم يكن ذاك من مرادي
فسقط من الشمعة نقطة على وجهه ففتح عينيه فرأى محبوبه على رأسه فاستيقظ وأنشد:
يا محرقاً بالنار وجه محبِّه ... مهلاً فإن مدامعي تطفيه
أحرق بها جسدي وكل جوارحي ... وأحذر على قلبي فإنك فيه
ومن اللطائف ما حكاه الأصمعي قال: مررت بكناس يكنس كنيفاً وهو يغني ويقول:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ... ليوم كريهةٍ وسداد ثغر
فقلت له أما سداد الثغر فلا علم لنا كيف أنت فيه وأما سداد الكُنُف فمعلوم. قال الأصمعي: وكنت حديث السن فأردت العبث به فأعرض عني مليا ثم أقبل علي وأنشد:
وأكرمُ نفسي إنني إن أهنتها ... وحقك لم تُكرمْ على أحدٍ بعدي
فقلت وأي كرامة حصلت لها منك وما يكون من الهوان أكثر مما أهنتها به. فقال: بل لا والله من الهوان ما هو أكثر وأعظم مما أنا فيه، فقلت له: وما هو فقال الحاجة إليك وإلى أمثالك، فقال: فانصرفت وأنا أخزي الناس .
ثمرات الاوراق
قيل: إنه كان لأبي حنيفة رضي الله عنه جار إسكاف بالكوفة يعمل نهاره أجمع فإذا جنه الليل، رجع إلى منزله بلحم وسمك فيطبخ اللحم ويشوي السمك فإذا دب فيه السكر أنشد:
أضاعوني وأيَّ فتى أضاعوا ... ليوم كريهةٍ وسداد ثغرولا يزال يشرب ويردد البيت إلى أن يغلبه السكر وينام، وكان الإمام أبو حنيفة يصلي الليل كله، ويسمع حديثه وإنشاده ففقد صوته بعض الليالي فسأل عنه فقيل: أخذه العسس منذ ثلاثة أيام وهو محبوس فصلى الإمام الفجر وركب بغلته ومشى واستأذن على الأمير فقال أئذنوا له واقبلوا به راكبا حتى يطأ البساط فلما دخل على الأمير أجلسه مكانه وقال ما حاجة الإمام فقال لي جار إسكاف أخذه العسس منذ ثلاثة أيام فتأمر بتخليته فقال نعم وكل من أخذ تلك الليل إلى يومنا هذا ثم أمر بتخليته وتخليتهم أجمعين فركب الإمام وتبعه جاره الإسكاف فلما وصل إلى داره قال له الإمام أبو حنيفة أترانا أضعناك قال لا بل حفظت ورعيت جزاك الله خيراً عن صحبة الجوار ورعايته ولله عليَّ أن لا أشرب بعدها خمرا فتاب من يومه ولم يعد إلى ما كان عليه انتهى.
ثمرات الاوراق
ومما يناسب هذه اللطائف ما ذكره الحريري في كتابه الموسوم بتوشيح البيان نقل أن أحمد بن المعدل كان يجد بأخيه عبد الصمد وجدا عظيما على تباين طريقيهما لأن أحمد كان صواما قواماً وكان عبد الصمد سكيراً خمورياً وكانا يسكنان داراً واحدة ينزل أحمد في غرفة أعلاها وعبد الصمد في أسفلها فدعا عبد الصمد ليلة جماعة من ندمائه وأخذ في القصف والعزف حتى منعوا أحمد الورد ونغصوا عليه التهجد
فاطلع عليهم وقال
أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض
فرفع عبد الصمد رأسه وقال
وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم
ثمرات الاوراق
فائدة في عطاس الصغيروماذا يقال له يقال له(بورك فيك )قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالي :●أما الصغير إذا عطس فإنه ﻻ يشمت ولكن يدعو له بالبركة يقال : بارك الله فيك لأنه عطس طفل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : 《 بارك الله فيك 》أخرجه الحافظ السلفي.◆وأمر الطفل إذا عطس أن يحمد الله من باب التعليم .■شرح منظومة الآداب الشرعية 280
عبدالرزاق البدر حفظه الله
وصية جامعة
كتب رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما أن اكتب إلي بالعلم كلِّه. فكتب إليه: إنَّ العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازما لأمر جماعتهم، فافعل.[سير أعلام النبلاء للذهبي5/216].
الله أكبر كلمات يسيرة إلا أنَّها حوت جماع حقوق العباد ، ولكنْ ما أكثر التفريط فيها ولاسيما عندما تشرئب الفتن أعاذنا الله.
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا
عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ
مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ
رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ
إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ
هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ
يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً
إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا
وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ
وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ
وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا
وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ
صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا
إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ
عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا
لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ:
فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا
كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم
وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ
وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ
وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا
لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ
وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ
بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ
مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها
فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ
سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ
فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ
فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم
تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ
( السمؤال )
العامة تقول: من جعل نفسه شاةً دقَّ عنقه الذئب، ومن صيّر نفسه نُخالةً أكله الدجاج، ومن نام على قارعة الطريق دقّته الحوافر دقّا، والكِبرُ في استيفاء الحق من غير ظلم، كالتواضع في أداء الحق من غير ذُلّ، وكما أن المنع في موضع الإعطاء حِرمان، كذلك الإعطاء في موضع المنع خذلان؛ وكما أن الكلام في موضع الصمت فضلٌ وهدر، كذلك السكوت في موضع الكلام لكنةٌ وحَصر، وكما أن القلوب جُبِلت على حُبّ من أحسن إليها، كذلك النفوس طُبعت على بُغضِ من أساء إليها؛ والجَبْلُ والطّبع وإن افترقا في اللفظ فإنهما يجتمعان في المعنى، وكما أن الحب نتيجة الإحسان، كذلك البغض نتيجة الإساءة، وكما أن المُنعم عليه لا يتهنّأ بنعمته الواصلة إليه إلا بالشُّكر لواهبها، كذلك المُساء إليه لا يجد بَرْدَ غُلَّته ولذّة حياته إلا بأن يشكو صاحب الإساءة، وإلا بأن يهجو المانع، ويذمّ المقصّر، ويثلُب الحارم ويُنادي على الخسيس الساقط، والنّذل الهابط، في كلّ سوق، وفي كل مجلس، وعند كل هزلٍ وجدّ، ومع كل شكل وضدّ؛ ميزانٌ عدْل، ووزنٌ بقسطٍ، ونصفة مقبولة، وعادةٌ جارية على وجه الدَّهر.
كتاب : أخلاق الوزيرين
المؤلف : أبو حيان التوحيدي
وجزاكم مثله
-------------------------------
أضواء البيان للشنقيطي (الصافات )
وذكر بعضهم أن رجلا سمع آخر ، قال : لقد أجاد الأعشى في قوله :
غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوجى الوحل
كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل
ليست كمن يكره الجيران طلعتها ولا تراها لسر الجار تختتل
فقال له : قاتلك الله ، تستحسن غير الحسن هذه الموصوفة خراجة ولاجة ، والخراجة الولاجة لا خير فيها ولا ملاحة لها ، فهلا قال كما قال أبو قيس بن الأسلت :
وتكسل عن جاراتها فيزرنها وتعتل من إتيانهن فتعذر
حكمة وعبرة
راحة الجسم فى قلة الطعام ، وراحة النفس فى قلة الاثام
مرَّ الأصمعيُّ برجُلٍ يدْعو اللهَ تعالى قائِلاً يَا ذُو الجلالِ والإِكْرامِ فقالَ لهُ مَا اسمُكَ ؟ قالَ اِسمي ليّثٌ فقالَ الأصمَعِيُّ
يُنادِي ربَّهُ باللحنِ ليّثُ **** لذلِكَ إذَا دعَاهُ فلاَ يُجيّبُ
هههه
غفر الله له وما أدرى الأصمعي . فما يقول في زماننا
مُتمم بن نويرة (000 - 30 هـ)
هو أبو نهشل متمم بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي شاعر مقتدر وصحابي جليل من أشراف قومه سكن المدينة بعد إسلامه ومن أشهر شعره رثاؤه لأخيه مالك الذي قتل مرتداً على يد خالد بن الوليد ذلك أنه لما بلغه مقتل أخيه حضر إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبعد الصلاة وقف منشداً :
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ... خلف البيوت قتلت يابن الأزور
ولنعم حشو الدرع كان وحاسراً ... ولنعم مأوى الطارق المتنور
لايمسك الفحشاء تحت ثيابه ... حلوٌ شمائله عفيف المئزر
ومن ابياته الرثائية المؤثرة قوله :
لقد لامني عند القبور على البكا ... رفيقي لتذارف الدموع السوافك
فقال أتبكي كل قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللوى والدكادك
فقلت له إن الشجا يبعث الشجا ... فدعني فهذا كله قبر مالك
ومنها ايضاً :
وكنا كندما حقبة من الدهر،،،، حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً،،،،،،، بطول اجتماع لم نبت ليلةً معا
فتى كان أحيا من فتاة حييـة,,,,,وأشجع من ليث إذا ما تمنعا
ثم أجهش في البكاء فقام إليه عمر بن الخطاب فقال له : لوددت أنك رثيت زيداً أخي بمثل مارثيت به مالكاً أخاك فقال متمم : يا أبا حفص .
قلت - هذه فيها العزاء كله -
والله لو ان أخي مات على ما مات عليه أخوك مارثيته، فقال عمر : ماعزاني أحد عن أخي بمثل تعزيتك.
قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: اترك فضول النظر تُوفَّق للخشوع .. واترك فضول الكلام تُوفَّق للحكمة .. واترك فضول الطعام تُوفَّق للعبادة.